حينما يتحول الأثاث إلى قطع فنية

ضمن مزاد دار كريستيز القادم في باريس

جانب من القطع التي تعرضها دار كريستيز للبيع ضمن مزادها القادم في باريس من «مجموعة غوردن» (تصوير: حاتم عويضة)
TT

يعرض على طابقين في مقر دار كريستيز بوسط لندن مجموعة منتقاة من مفروشات قصر غوردن بفرنسا، وذلك ضمن الترويج لمزادها القادم في باريس الشهر المقبل.

وتضم المجموعة التي كانت لفترة قريبة ضمن المفروشات في القصر الذي يملكه لورانت نيغرو في الريفييرا الفرنسية، نحو 700 قطعة من مقتنيات نيغرو التي جمعها هو ووالده على مر السنوات. ونظرا لضخامة المزاد فسوف يتم تقسيمه على ثلاث جلسات على مدار 3 أيام.

المجموعة المبهرة تسطر تاريخ بعض الحركات الفنية في العالم وفي فرنسا، وتجمع بين مختلف الاتجاهات التي سادت في بدايات القرن الماضي.

وتظهر من خلال المعروضات قطع مفروشات تعكس تأثير حركة «آرت ديكو» على المفروشات، من تلك القطع إبداعات للمصممة إيلين غراي وجان دونان ورولمان. وتشير صحيفة «فاينانشيال تايمز» إلى أن التصميمات المستوحاة من حركة «آرت ديكو» تتضاءل في أهميتها إلى جانب بعض القطع الأخرى الحديثة التي صممها أعضاء اتحاد الفنانين الحديثين. من تلك الأعمال كرسي للاستلقاء (شيزلونج) من تصميم لو كوربوسيير يعرض بسعر تقديري ما بين 45 ألفا و62 ألف جنيه إسترليني.

وخلال جولة بين المعروضات تشير سونيا غان، خبيرة الفن العالمي ورئيسة قسم فنون الديكور والتصميم في القرن العشرين لدى «كريستيز» إلى أن الأعمال المعروضة في المزاد هي أعمال تاريخية بمعنى الكلمة، وأن بعض القطع من تصميم المصممة إيلين غراي بقولها إن المصممة التي عرضت لها الدار قبل ذلك مقعدين ضمن مزاد مقتنيات مصمم الأزياء الراحل ايف سان لوران يضم المزاد الحالي عددا من القطع من تصميمها، منها مقعدان ومصباح أرضي تحتل مكان الصدارة في صالة العرض في صالة «كريستيز» بلندن. القطعة الأولى التي تشير إليها غانم هي مقعد من الجلد الأخضر بذراعين من المعدن وتظهر في تركيبة المقعد الأجزاء الداخلية للتركيب فنرى المسامير التي تجمع القطع معا بارزة وكبيرة الحجم لا تختفي كما هو المعتاد في قطع المفروشات الأخرى حيث تختفي تفصيلاتها الداخلية وتكتفي بإظهار الشكل الخارجي فقط. تقول غان في رد على تساؤل حول مغزى هذا التكنيك قائلة بأن ذلك «يزيد من جمال القطعة». من تصميم غراي يوجد أيضا مقعد آخر نصف دائري يتكون من ثلاث أسطوانات جلدية ويستند إلى أرجل حديدية لامعة، القطعة التي نفذت في الفترة ما بين 1926 و1929 تعرض للبيع بسعر يتراوح ما بين 540 ألفا و710 آلاف جنيه إسترليني نظرا لقيمتها التاريخية والفنية. بالنسبة للمصباح الأرضي من تصميم غراي أيضا تشير غان إلى تفصيلات في تصميمه، وتقول «يشبه تصميما معماريا فذا في حد ذاته ويظهر تأثره بالفن الحديث». المصباح الذي صممته غراي لاستخدامها الشخصي يقدر له سعر يتراوح ما بين 270 ألفا و450 ألف جنيه إسترليني.

ويضم المزاد أيضا سجادة من تصميم الفنان البريطاني الشهير فرانسيس بيكون يظهر فيها تأثير الحركة التكعيبية على أسلوبه كما يضم عددا فريدا من القطع التي تشير غان إلى أنها قطع متفردة، مثل مصباح أرضي يطلق عليه اسم «الراهبة» وذلك لتشابه تركيبته بشكل راهبة بغطاء رأسها الأبيض. وهناك أيضا طاولة للزينة بديعة التصميم للفنان إيميل جاك رولمان.

وقدرت قيمة المعروضات في المزاد بـ40 إلى 60 مليون يورو ويتوقع خبراء الدار أن يكون صدى المزاد طيبا، حيث إنه يوجد هناك عطش في السوق لمثل هذه القطع بقيمتها الفنية والتاريخية، وكما يشير فرانسوا دو ريكليه رئيس الدار بفرنسا إلى أن «المجموعة المتميزة في مزاد مجموعة غوردن تمثل فرصة تاريخية للمؤسسات والذواقة».

المزاد يقام في باليه دي طوكيو بباريس في 29 - 31 مارس (آذار) المقبل.