الفنون البصرية تمتزج في قاعة واحدة لتعكس حضارات الإنسان وحالاته

نسجته أيدي فنانات معهد المهارات والفنون في الرياض

جانب من المعرض
TT

«الموهبة توهَب، والمهارة تُكتسب»، هذا أبسط ما يمكن أن يراه زائر معرض «انطباعات»، الذي تقدمه طالبات السنة الأولى بمعهد المهارات والفنون بالرياض، حيث تتجلى الموهبة بشكل واضح، في وقت لم تتجاوز فيه الطالبات عامهن الأول في المعهد.

المعرض، الذي شهد تنوعا في المعروضات، كشف عن هويات فنية تتشكل للحضور بشكل لافت، حيث تظهر جليا في المعرض الذي تزين بمجسم لِباقة من الورد بألوان الطيف، تحلقت حوله إبداعات الفنانات المختلفة، من لوحات فنية بالألوان الزيتية ورسومات ومنحوتات وصور فوتوغرافية، إلى أبرز ما ابتكرته مصممات الأزياء.

المعرض الفني عرض عددا من الحضارات المختلفة، أبدعت الفنانات في عرضها، حيث قدمت 4 فنانات حضارات مختلفة عبر وسائل الفنون الجميلة المختلفة، كالحضارة البدائية، والحضارات الفرعونية واليابانية.

حضور الفنون البصرية في المعرض كان لافتا ومميزا، ويلحظ الزائر أن كل مشاركة من الفنانات الأربع المشاركات في الحدث اختارت ثقافة حضارية قديمة، ومثلتها بعد أن دراستها من جميع جوانبها، من خلال البحث في الكتب المتوفرة بالمكتبة في المعهد، أو عن طريق مواقع الآثار في الإنترنت، ليتم على إثر ذلك تقديم أعمال فنية تتأثر بتلك الحضارة المختارة.

واحتوى المعرض بين جنباته على مدارس تشكيلية عدة، كالسريالية والتجريدية والواقعية، بما يعبر عن حالات الحضارات الإنسانية ومراحلها.

وكانت الفنانة ندى النصار، إحدى المشاركات في المعرض، قد أسهمت بالمشاركة في المعرض عبر عدة أعمال تنوعت ما بين المنحوتات واللوحات التشكيلية والصور الفوتوغرافية، تمثل الحضارة البدائية للإنسان، التي عبرت عنها في منحوتة لإنسان أستراليا القديم، ولوحة بورتريه صورت ملامح رجل أفريقيا، وأعمال فوتوغرافية للحضارة المحلية التراثية في السعودية.

أوضحت ندى لـ«الشرق الأوسط» أنها تجد في مشاركتها في هذا المعرض فرصة لإبراز ما لديها من أفكار فنية، مشيرة إلى أن مثل هذه المعارض تعتبر مقياسا لعمل الفنان وتعكس تقدمه بشكل واضح بالنسبة له، وتتيح له فرصة أكبر عبر الاحتكاك بزملائه في هذا المجال.

المعرض الذي احتضنه معهد المهارات والفنون بالرياض، وخصصه لأعمال طالبات السنة الأولى في برامج دبلوم الفنون البصرية وتصميم الأزياء، جعل من الزهرة المتفتحة، التي تظهر في واجهة المعرض، كناية عن البداية لكل موهبة يحتضنها المعهد من برعمها وحتى يفوح منها العطر.

واستخدمت نورة الجريس، إحدى الفنانات المشاركات في المعرض، الفنون البصرية المختلفة للتعبير عن الحضارة الفرعونية، عبر تقديم 12 عملا فنيا في هذا المعرض، من بينها منحوتة جسدت أعمدة المعابد الفرعونية القديمة، ونحت عليها بعدة طبقات ما بين غائر وبارز، وتضيف الجريس: «إن أطوال الأعمدة في نظري كفنانة تمثل المراحل الملكية التي عاشتها مصر القديمة، أما منحوتة (Expressions) فاستخدمت فيها الأسلاك المعدنية لكي أمثل ما يميزنا كبشر عن بقية المخلوقات، وهي تعابير الإنسان من فرح وحزن واشتياق وترقب وتأمل».

وكان للفنانة سارة دريكم عدد من المشاركات المميزة في المعرض، حيث استخدمت في أحد أعمالها تقنيات الأشعة السينية ونماذج منها، وأضافت إليها لمستها الخاصة، لتخرج بعمل سريالي مميز، يعكس حالة الإنسان من الداخل.

أما الفنانة العنود آل الشيخ فاستخدمت مجموعة مختلفة من الأساليب الفنية لإظهار الحضارة اليابانية، حيث استخدمت فن الكولاج لإبراز الهوية اليابانية، إضافة إلى استخدامها لفن النحت لإبراز الأدوات اليابانية التقليدية.

الجدير بالذكر أن طالبات الفنون البصرية في معهد المهارات والفنون يتعلمن فنون البحث والرسم والتلوين الزيني وتاريخ الفن، وحصل عدد من طالبات المعهد وخريجاته على الكثير من الجوائز المحلية والدولية في مجالات فنية مختلفة، وصنفوا كفنانات محترفات للمشاركة في المعارض الفنية، وتوجه بعضهن إلى تعليم الفن البصري في المدارس السعودية، في حين اكتسبت أخريات درجات علمية في جامعات دولية في مجالات الفن البصري المختلفة.