المعرض الدولي للكتاب ينطلق الأسبوع المقبل في الدار البيضاء بمشاركة 724 عارضا

وزير الثقافة المغربي: ظاهرة عدم القراءة تتفاقم.. والمغاربة لا يقرأون

TT

تفتتح يوم الجمعة المقبل الدورة السابعة عشرة لـ«المعرض الدولي للكتاب والنشر» تحت شعار «القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة»، بمشاركة كثيفة للناشرين والعارضين الذي ارتفع عددهم هذه السنة إلى 724، منهم 249 عارضا يمثلون 42 دولة، بيد أن بن سالم حميش وزير الثقافة المغربي حذر من تفاقم ظاهرة العزوف عن القراءة، وقال: «إن المغاربة لم يعدوا يقرأون».

وستخصص خلال هذه الدورة ثلاث قاعات رئيسية للندوات واللقاءات أطلقت عليها أسماء ثلاثة من رواد الثقافة المغاربية رحلوا السنة الماضية، ويتعلق الأمر بكل من المفكر محمد عابد الجابري، ومحمد اركون، وادمون عمران المالح. وسيشارك في الندوات والقراءات 230 من المفكرين والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم.

ويفتتح فعاليات هذا اللقاء الثقافي بلقاء مع الفيلسوف الفرنسي إدغار موران، ويضم برنامج الدورة عبر الندوات والعروض التي ستستمر حتى 20 من فبراير (شباط) الحالي عددا من المواضيع المهمة على الصعيد العربي والأفريقي والأوروبي، أهمها: «الثقافة، الاقتصاد والتكنولوجيات الحديثة»، و«العالم الحديث والحاجة إلى الفلسفة»، و«من أجل ثقافة تخلق فرص العمل». كما ستتخلله قراءات شعرية لأهم الشعراء العرب والمغاربة، ولقاءات يسيرها وزراء وفاعلون ومثقفون، من بينهم فريديريك ميتيران وزير الثقافة الفرنسي، وإدغار موران، وآلان غريش، وميشال مافيزولي، ومحمد سلماوي، وصلاح فضل، وواسيني الأعرج، وكاظم جهاد، ورشيد بوجدرة، ومحمد بنطلحة. وتشتمل العروض على مواضيع مختلفة مثل الجهوية، واتحاد المغرب العربي، والعولمة وعوائقها، والاتحاد المتوسطي وإشكالاته، كما ستخصص فقرات للثقافتين الأمازيغية والصحراوية. وسيخصص المعرض رواقا خاصا بالأطفال يضم مكتبات وعروضا ثقافية وفنية ومسابقات، وورشات لتلقين تقنيات سبك الحكاية وفن السرد، وكذلك ورشات الخط العربي والقصة المصورة، وغيرها من الأنشطة.

وقال حميش خلال لقاء صحافي في الدار البيضاء إن اختيار إيطاليا ضيفة شرف لهذه الدورة لم يكن بمحض الصدفة، «وإنما جاء عن قناعة بتاريخها الأدبي الحافل، ونموذجيتها في عالم التراث المعرفي، فضلا عن عطاءاتها المبدعة منذ عصر النهضة إلى زماننا الحاضر، وتوفرها على مجموعة من المتاحف ودور الثقافة القيمة، كما أنها تشارك بوفد مهم يضم كتابا مرموقين وناشرين بارزين ومفكرين ومثقفين يمثلون مختلف الاتجاهات والتيارات الأدبية والفكرية».

وأشار حميش إلى ظاهرة تردي مستوى القراءة والعزوف عنها في المغرب، وقال إنها تتفاقم، خصوصا مع التطور السريع لوسائط الأجهزة المرئية والمسموعة، وكذا تكنولوجيات التواصل الرقمي، التي ساهمت في الاستغناء عن الكتاب، رغم فضلها في تداول المعلومة في وقت سريع.

وأوضح أنه رغم ما تبذله وزارة الثقافة من جهود وما تقوم به من حملات توعية في الكثير من المناسبات بالمؤسسات التعليمية، فإن الأرقام تعبر عن مدى استفحال هذه الظاهرة وعن النتائج غير المرجوة التي تحصد مع كل دراسة ميدانية تقوم بها، مما يستدعي التفكير الجماعي والعمل المؤسساتي من أجل التسلح بالكتاب وتحرر الفرد من الفقر المعرفي. وقال إن وزارة الثقافة تسعى خلال هذه الدورة إلى توسيع وتقوية جاذبية معرض الكتاب الذي بات يعتبر من أهم التظاهرات الثقافية.