حديث جف بردجز عن دوره في «عزم حقيقي»

جف بردجز
TT

أول مرة عمل فيها الممثل جف بردجز تحت إدارة الأخوين كوون كانت قبل عدة سنوات، حين لعب بطولة «ليبوسكي الكبير»، كوميديا سوداء ذات حس بوليسي حول رجل يجد نفسه موضع خطر نتيجة خطأ في هويته. لم يكن من أفلام الأخوين كوون وإيثن الناجحة لكن بردجز صال وجال فيه عاكسا شخصية ليست بعيدة في سلوكها عن تلك التي في تشارلز شيناسكي كما أداها ميكي رورك سنة 1987 في فيلم «بارفلاي» لباربت شرودر.

المرة الثانية هي الحالية: «عزم حقيقي»، كما ورد في صفحات «الشرق الأوسط» السينمائية أكثر من مرة، هو الفيلم المعاد إنتاجه من فيلم بنفس العنوان أخرجه هنري هاذاواي سنة 1969 وذاك كان من بطولة جون واين الذي نال أوسكاره الوحيد عنه. مجرد قبول جف ببطولة إعادة هذا الفيلم وضع نفسه محط مقارنة بينه وبين واين. الحديث التالي بيننا بمناسبة عرض النسخة الجديدة كفيلم افتتاح للدورة الـ61، ينطلق من هذه النقطة.

* في حديث سابق بين الأخوين كوون وبيني أعلماني أنك ترددت في قبول الدور الذي لعبته في هذا الفيلم. هل لك أن تضيف وجهة نظرك؟

- طبعا. ترددت لكني تحمست أيضا. أي فيلم يقوم المرء بتمثيله كان قد سبق لممثل آخر أن مثله يعرض الممثل الحالي للمقارنة بين كيف يجسد الشخصية وكيف جسدها الممثل السابق، خصوصا عندما يكون الممثل السابق في مكانة أيقونة اسمها جون واين. لهذا السبب ترددت كثيرا، ولكني تحمست، كثيرا أيضا، لرغبتي في تمثيل فيلم جديد للأخوين كوون، ولأنني أريد التمثيل في فيلم وسترن.

* ما الذي بت في الأمر وجعلك تقبل؟

- تأكيد كوون وإيثن بأنهما لا ينويان إعادة تحقيق الفيلم السابق بل تقديم اقتباس للرواية. للكتاب. وأعتقد أن ذلك ما حدث. في الحقيقة لا أعتقد أنهما شاهدا الفيلم السابق أساسا، لكني متأكد أنهما سعيا للابتعاد عنه قدر الإمكان .* تقنيا لا يزال الأمر هو «إعادة صنع» A remake وهما أخبراني بأنهما شاهدا الفيلم السابق حين كانا شابين صغيرين. لكن السؤال الآن هو ما الذي تغير في علاقتك بهما بعد أكثر من 20 سنة؟

- لا أعتقد أن أيا منا تغير. الأخوان كوون من علامات السينما الأميركية اليوم ويؤكدان ذلك فيلما بعد فيلم. أنا ممثل أواصل التعلم والسعي لتقديم أفضل ما أستطيع ولا أدعي أنني وصلت.

* هل كان الأوسكار الذي حصلت عليه في العام الماضي عن «قلب متيم» Crazy Heart علامة وصول؟

- وصول إلى الأوسكار يا صديقي (يضحك)!.. لكن الوصول إلى القمة الفعلية أمر مستحيل. لا أعتقد أنه ممكن على الإطلاق. كلما وجد الممثل نفسه قد فاز بفيلم يثبت فيه جدارته، وجد نفسه أمام تحد آخر في الدور المقبل.

* هل تعتقد أن حصولك على أوسكار ثان هذا العام سيكون اعترافا ثانيا بجدارتك الفنية؟

- سيكون؟! (يضحك). لن أناقش هذا الأمر. هذا رأيك وليس رأيي.

* لا أقصد أن أكون مادحا، لكني أبحث عن معنى فوزك بأوسكار ثان إذا ما حدث ذلك.

- بالطبع سأكون سعيدا جدا بهذا التقدير. لكني أنظر إلى باقي الممثلين خافيير باردم، هذا عملاق، كولين فيرث ممتاز، جيسي (أيزنبيرغ) وجيمس (فرانكو).. وأدرك أنني في حضرة ممثلين ممتازين وسأكون سعيدا لفوز أي منهم.

* ظهرت في عدة أفلام وسترن، منها ما هو وسترن حديث («قلب متيم») أو كلاسيكي كما هذا الفيلم.. ماذا يعني لك هذا النوع من الأفلام؟

- لا أدري من قال إنه «النوع الأميركي الصافي». إنه أميركي تماما. جزء من التاريخ الخاص والثقافة الوطنية لأنه نحن. وأنا أحب تمثيل هذا النوع من الأفلام وأحب مشاهدته. لكن سؤالك مناسبة لكي أقول إن واحدا من الأسباب التي دعتني لتمثيل الدور في «عزم حقيقي» أن جون واين منح الشخصية وضعا مختلفا عن تفسيري أنا للشخصية. هي شخصية واحدة بلا ريب بأسلوبين وتفكيرين.