المغضوب عليهم يعودون إلى شاشات التلفاز بعد سقوط نظام مبارك

كشفوا عن الكثير من المسكوت عنه

TT

ما إن سقط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، حتى غير الإعلام الحكومي جلده، وازداد الإعلام الخاص جرأة، فظهر العديد من الذين أطفئت عليهم الأضواء مرة واحدة، وعاد الممنوعون من جنة الشاشات الحكومية إلى الظهور.

ولعل أول الممنوعين الذين عادوا كان المذيع محمود سعد، الذي اعتذر عن عدم تقديم البرنامج الحواري الرئيسي في التلفزيون المصري «مصر النهاردة» بسبب رفضه ترديد وجهة نظر النظام السابق فيما كان يجري من أحداث في مصر منذ 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، وترك تقديم البرنامج لزميليه تامر أمين وخيري رمضان المقربين من وزير الإعلام السابق أنس الفقي.

وعاد محمود سعد لتقديم البرنامج يوم السبت الماضي واستضاف في أولى حلقاته العالم المصري الحائز على جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل، الذي تناول في حلقة البرنامج الذي يذاع على القناة الثانية بالتلفزيون المصري الحكومي، ما اعتبر أنه سلبيات للنظام السابق يجب تغييرها، وقدم رؤيته لمستقبل مصر بعد ثورة شبابها التي أطاحت بالرئيس مبارك.

واستهل سعد الحلقة باتصال هاتفي مع وزير الإعلام السابق أنس الفقي الذي روى فيه ملابسات تقديمه استقالته، مبديا عدم ندمه لأي خطوة اتخذها خلال الأزمة، وكشف عن منعه من السفر، وقال إن ثروته ليست بالضخامة التي يصورها البعض وإنها ليست بـ«المليارات ولا حتى بالملايين».

وفي حلقة أول من أمس (الأحد) قدم البرنامج مع محمود سعد، الكاتب الصحافي بلال فضل، الذي عرف بانتقاداته اللاذعة لمبارك وأسرته ورموز نظامه، والذي كان ممنوعا من الظهور في التلفزيون الرسمي وعدد من القنوات الخاصة نتيجة مواقفه المعارضة.

واستضاف البرنامج في نفس الحلقة مجموعة من شباب ثورة 25 يناير، الذين يختلفون تماما عن هؤلاء الذين استضافهم تامر أمين وخيري رمضان في نفس البرنامج قبل أسبوع، وقالوا إنهم من شباب الثورة، إذ عبر ضيوف حلقة أول من أمس عن رؤية سياسية واضحة، وقدموا مقترحات وطلبات لتحقيقها خلال الفترة الانتقالية الحالية التي تعيشها مصر، بخلاف من ظهروا قبل ذلك، وعاب عليهم الكثيرون أنهم لا يحملون فكرا ولا قدموا رأيا، ونفى شباب ثورة 25 يناير أي علاقة لهم بهؤلاء.

ولكن التغييرات الإعلامية لم تشمل فقط عودة المبعدين، ولكنها شملت أيضا استبعاد بعض المحسوبين على النظام السابق، مثل المذيعين تامر أمين وخيري رمضان اللذين استبعدا من تقديم برنامج «مصر النهاردة»، بسبب أسلوبيهما في تقديم الحلقات التي تناولت أحداث الثورة، حيث كان الأسلوب مستفزا لمشاعر المشاهدين.

ولأول مرة في تاريخه، استضاف التلفزيون الحكومي في برامجه التحليلية، خبراء وسياسيين تحدثوا عما اعتبروه مساوئ نظام مبارك، ودعوا لتعديلات دستورية تقلص من سلطة الرئيس في مصر، وتحدد كيفية وفترة انتخابه.

وحتى القنوات الفضائية الخاصة، زادت نسبة جرأتها، واستضافت ضيوفا اختفوا عن الأضواء بفعل فاعل لسنوات طويلة، وأبرز هؤلاء الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء الأسبق الذي ظل خارج دائرة الضوء منذ خروجه من السلطة عام 1999، وقال البعض إن النظام السابق منعه من الحديث لوسائل الإعلام لأنه يعرف الكثير.

وظهر الجنزوري في برنامج «العاشرة مساء» على قناة «دريم 2» الخاصة المملوكة لرجل الأعمال الدكتور أحمد بهجت في حلقة استمرت نحو 3 ساعات، فتح الكثير من الملفات المسكوت عنها خلال فترة حكم مبارك، كاشفا عن أن سبب خروجه من السلطة هو اتخاذه بعض القرارات بصفته رئيسا للوزراء دون عرضها على مبارك، لأنه «ليس سكرتيرا للرئيس»، على حد قوله.كما ظهر وزير الإسكان الأسبق حسب الله الكفراوي، على برنامج «الحياة اليوم» بقناة «الحياة» المملوكة لرئيس حزب الوفد المعارض الدكتور السيد البدوي، وكشف عن أن سبب خروجه من الوزارة هو رفضه طلبا من أحد أبناء الرئيس السابق بمنحه 1000 فدان في مدينة 6 أكتوبر، مما كان سببا في خروجه من الوزارة عام 1993، ليخلفه فيها إبراهيم سليمان، الذي منح نجل الرئيس ما طلبه في أول يوم لتوليه الوزارة، بحسب الكفراوي.

والتحق المذيع عمرو أديب أيضا بقطار العائدين، فبعد غلق محطة «أوربيت» لمدة 5 أشهر، بسبب برنامجه الشهير «القاهرة اليوم» الذي كثيرا ما انتقد فيه رموز النظام المصري السابق، عادت المحطة للبث، واستأنف عمرو أديب برنامجه أول من أمس، بعد أن كان قد بدأ مؤخرا تقديم برنامج «مباشر مع عمرو أديب» على قناة «الحياة» الخاصة.

ولم يغب البعد التلفزيوني عن ثوار التحرير الذين أنشأوا قناة تلفزيونية فضائية خاصة بهم، أطلقوا عليها اسم «قناة التحرير»، ومن المقرر أن يقدم الصحافي إبراهيم عيسى، الذي اشتهر بمعارضته للرئيس السابق ونظامه، برنامجا على تلك القناة التي بدأت بثا تجريبيا لها، وتردد أن إدارة القناة سيتولاها الإعلامي حمدي قنديل.