فنانون سعوديون يعرضون أعمالهم في مزاد لصالح مؤسسة تعليمية

بالتضامن مع دار «كريستيز» بدبي

عمل «الرسالة - الرسول» للفنان عبد الناصر الغارم
TT

حين تعلن دار مزادات عالمية عن بيعها لأعمال لفنانين سعوديين في مزادها المقبل فذلك ليس بالخبر الجديد، فهي ليست المرة الأولى التي تظهر فيها أعمال لفنانين سعوديين في المزاد العلني، وليست المرة الأولى التي تتولى فيها دار مزادات عالمية تنظيم ذلك، فدارا «كريستيز» و«سوذبيز» عرضتا أعمالا لفنانين سعوديين على مدى الأعوام القليلة الماضية، ولكن الجديد هنا أن تعرض تلك الأعمال للبيع بغرض خيري.

فقد أعلنت دار «كريستيز» أنها ستقدم في مزادها المقبل في دبي في 19 أبريل (نيسان) المقبل ستة أعمال لفنانين معاصرين للبيع على أن تخصص عوائد البيع لصالح البرنامج التعليمي الذي يتبناه معرض «حافة الجزيرة العربية» للفن السعودي المعاصر. الأعمال التي تعرضها «كريستيز» لستة فنانين من المؤسسين للمعرض والمشاركين الرئسيين فيه ومنهم عبد الناصر الغارم وأحمد ماطر ومها ملوح وأيمن يسري ومنال الضويان وسامي التركي، وتهدف المجموعة إلى جمع مبلغ 150 ألف دولار عبر المزاد.

وحسب تعبير عبد الله التركي، المشرف الفني لـ «حافة الجزيرة العربية»، فإن البرنامج التعليمي هو جزء مصاحب لكل المعارض التي أقامتها مجموعة فناني «حافة الجزيرة العربية». ويقول: «مع كل معرض كان هناك برنامج تعليمي مصاحب، ففي الرياض كان لدينا برنامج لطلبة الجامعات وفي دبي أقمنا ورشا تعليمية مع الفنانة منال الضويان وفي برلين كان هناك مؤتمر في الجامعة حضره طلبة الفنون». ويضيف التركي أن «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها بيع الأعمال الفنية بغرض جمع المال لدعم المعارض القادمة والبرامج التعليمية المصاحبة». وردا على استفسار عن مدى إمكانية أن تستمر تلك البرامج والورش الفنية على مدى العام، يشير التركي إلى أن «حافة الصحراء» أقام مسابقة فنية تحت رعاية مؤسسة «ساجيا» لطلبة المدارس استمرت لما يقارب العام. ومن المتوقع أن تسهم إيرادات المزاد في إقامة سمبوزيوم فني بمدينة جدة في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، حيث ستتم دعوة عدد من النقاد الفنيين وقيمي المتاحف العالمية للقاء للمهتمين بالفن المعاصر في السعودية.

ومن الأعمال المعروضة للبيع عمل ضخم بعنوان «الرسالة - الرسول» للفنان السعودي المعروف عبد الناصر الغارم وهو أحد مؤسسي معرض «حافة الجزيرة العربية». العمل يجسد قبة الصخرة بالقدس. القبة الضخمة الذهبية اللون قد تبعث في ذهن الناظر بشكل قبعة حربية وبهذا يمكن رؤيتها على أنها تمثل المحتل الإسرائيلي ولعل ما يسهم في ذلك الانطباع الحمامة البيضاء التي تظهر تحت القبة الضخمة. العمل الذي أتمه الغارم في عام 2010 عرض في إسطنبول العام الماضي ويقدر سعره بمبلغ يتراوح ما بين 70 ألفا و100 ألف دولار أميركي.

العمل الثاني المعروض في المزاد هو للفنان أحمد ماطر وهو أيضا أحد المؤسسين لـ«حافة الصحراء» وهو من ضمن الأعمال التي قدمها الفنان في معرضه الأخير في لندن بعنوان «تطور الإنسان» يعالج علاقة الإنسان والنفط وتأثيرها. العمل يعرض للبيع بسعر يتراوح ما بين 22 ألفا و28 ألف دولار.

ومن أعمال الفنان أيمن يسري تعرض الدار عمل «محارم» المحمل بمعان كثيرة ومتشابكة وحميمية في نفس الوقت لها انعكاسات بالنسبة للهوية والثقافة. العمل يعرض للبيع بمبلغ يتراوح ما بين 20 ألفا و25 ألف دولار.

ومن أعمال المصورة السعودية منال الضويان يضم المزاد ثلاثية «غرك زمانك لكن الزمن غدار» التي قدمتها المصورة في معرضها الأخير في دبي. ومن خلال الثلاثية نستمع إلى محادثة مرئية بين سكان المدن وفضائها. منظومة الضويان يقدر لها سعر ما بين 15 ألفا و20 ألف دولار أميركي.

كذلك يقدم المزاد عملا للفنانة مها ملوح التي تستكشف في لوحاتها المسلمات في حياتنا عبر تصوير مجموعة من الأغراض الحياتية التي تظهر للناظر وكأنها صورة أشعة مأخوذة من إحدى نقاط التفتيش في المطارات. الأشياء موضوعة بعفوية وفوضى لا تنظيم هناك فهي أشياء لا يربط بينها سوى الإنسان الذي يحملها ولا يمعن النظر فيها، على الرغم من أنها جزء من حياته. ملوح المقيمة بالرياض بدأت عملها الفني عبر التصوير ومن إنتاجها يعرض المزاد عملا بعنوان «المستور» ويقدر له سعر يتراوح ما بين 5 آلاف وسبعة آلاف دولار أميركي.

الفنان السعودي سامي التركي المنضم حديثا إلى مجموعة فناني «حافة الصحراء» يشارك في المزاد بعمل فوتوغرافي بعنوان «مرحبا» الذي شارك به من قبل في معرض «حافة الجزيرة العربية» بإسطنبول، ويقدر له سعر ما بين 5 آلاف وسبعة دولار أميركي.

ومن جانبها، تقول إيزابيل دي لا بروير، مديرة الدار بالشرق الأوسط: «في أعقاب نجاح معارض (حافة الجزيرة العربية) في لندن وفينيسيا وبرلين وإسطنبول والتحضير لمعارض خلال الأشهر المقبلة في دبي وجدة، قام الفنانون المشاركون في المعرض بالتعاون مع (كريستيز) لتقديم مجموعة من أهم الأعمال التي نفذوها للبيع بهدف دعم مشروعهم التعليمي. نحن سعداء لمنحنا الفرصة للمشاركة في هذه المبادرة ونتمنى أن تسهم عوائد المزاد في إلهام الجيل الصاعد من الفنانين المعاصرين في السعودية والشرق الأوسط».