حين واجه مدير المهرجان موريتز دهدلن نقدا لاذعا وجهه إليه نقاد ومخرجون ألمان متهمين إياه بأنه منحاز لسينما النخبة، دافع عن نفسه بأنه لا يعتقد أن السينما الألمانية لديها ما تقدمه للمهرجان في دورته الواحدة والثلاثين المنعقدة في ذلك العام. نفس التبرير رد به على منتقدين آخرين وجدوا أنه يعير السينما الأميركية اهتماما أكبر من اللازم.
والحقيقة أن المستوى لم يكن سيئا للغاية كما قرر البعض، بل كانت هناك بطبيعة الحال أفلام أفضل من سواها. كما كان هناك عدد من المخرجين الذين لن يستمروا معنا طويلا بعد ذلك، كل لسبب خاص به.
الفيلم الفائز هو الإسباني «بسرعة، بسرعة» من إخراج كارلوس ساورا الذي قلت أعماله كثيرا اليوم (بسبب السن) ومن بين الأفلام التي اشتركت في المسابقة واحد لشاب سويسري اسمه ماركوس إمهوف إذ قدم فيلما جيدا عنوانه «القارب»، إلى جانبه الهندي المختلف الباحث عن متاعب فقراء بلده مرينال سن الذي قدم «في البحث عن مجاعة». البلغاري (غير المحظوظ) كريستو كريستوف عاد إلى المهرجان بفيلم «كميون» ووجدنا الألماني كيرت غلور يعرفنا على الممثل برونو غانز في «المكتشف».
أما الأفلام الأميركية فلم تكن موجودة بين أفلام المسابقة مما يجعل الاتهام في غير مكانه تماما.