رواد فضاء يهبطون على السطح الافتراضي للمريخ

في أول محاكاة لرحلة سير على سطح الكوكب في روسيا بعد 8 أشهر من السفر

الروسي ألكسندر سموليفيسكي والإيطالي دييغو أوروبينا اللذان قاما بغرس علمي روسيا والاتحاد الأوروبي في الرمال الشبيهة بسطح المريخ
TT

يسأل الناس بعضهم البعض أين كانوا يتواجدون في ذلك اليوم الشهير عندما وطأت أقدام رائدي الفضاء الأميركيين نيل أرمسترونغ وباز أولدرين سطح القمر، وغرسا العلم الأميركي في المكان، وأصبح 20 يوليو (تموز) 1969 نقطة تاريخية للبشرية جمعاء.

والآن تعمل مراكز الفضاء العالمية لتحقيق إنجاز أكبر في غزوها للعالم الخارجي والكواكب الأخرى. فقد جاء دور كوكب المريخ.

وفي مساء يوم أول من أمس قام اثنان من المشاركين في أكبر رحلة إلى كوكب المريخ في تاريخ رحلات الفضاء اتخذا أولى خطواتهما افتراضيا على نموذج مطابق تماما للكوكب الأحمر في روسيا.

وقام الروسي ألكسندر سموليفيسكي والإيطالي دييغو أوروبينا اللذان يرتديان ملابس الفضاء بغرس علمي روسيا والاتحاد الأوروبي في الرمال التي تغطي أرضية قاعة بحجم ملعب لكرة المضرب تحولت إلى ما يشبه كوكب المريخ، وقاما كذلك بجمع عينات من التربة.

وقال أوروبينا: «لقد قامت أوروبا خلال قرون باكتشافات كثيرة على سطح الأرض، وقاد الاكتشافات رواد مثل كولومبوس وماجيلان» مضيفا «يمكنني فقط أن أتخيل كيف سيكون تأثير ذلك عندما يتمكن أحد الرواد من النظر لأول مرة على سطح المريخ».

وهبط رواد فضاء في مهمة محاكاة دولية للمريخ على السطح الافتراضي للكوكب الأحمر قاطعين بذلك نصف الطريق في تجربة طموحة للعزلة طوال عام ونصف العام لاختبار الضغوط التي يتعرض لها الرواد خلال السفر بين الكواكب.

وسيظل 6 رواد مشاركين في التجربة وهم من أوروبا والصين وروسيا منعزلين في سفينة فضاء وهمية طوال 520 يوما، أي الفترة اللازمة ذهابا وإيابا لزيارة الكوكب. وقام اثنان منهم أول من أمس بأول مهمة للسير على السطح الافتراضي لكوكب المريخ بعد أن مكثا مع زملائهما 8 أشهر في نموذج لسفينة فضاء مساحتها 160 مترا مربعا تقف في معهد على مشارف العاصمة الروسية موسكو. وكانت قد بدأت الرحلة الافتراضية في المركبة المخصصة لذلك في يونيو (حزيران) الماضي من داخل المركز في موسكو.

وخلال الرحلة الافتراضية في المركبة يقوم الرواد الستة بجمع عينات من الدم والبول من أجل تحليلها من قبل العلماء استعدادا لرحلة حقيقية في المستقبل. وتتضمن المركبة مكانا لمزاولة الرياضة وكابينة للنوم لكل واحد منهم. ومن أجل التغلب على حالة الضجر في المركبة في رحلة تطول إلى عام ونصف تتضمن المركبة الكثير من الكتب والأقراص المدمجة وألعاب الكومبيوتر.

وأطلق على المهمة اسم «مارز500» وهي أول تجربة محاكاة كاملة لرحلة فضاء مأهولة للمريخ لاختبار ما لم يختبر من قبل في رحلات الفضاء مثل التأثير الذهني والجسدي لمثل هذه الرحلة.

والفكرة هي محاكاة رحلة مأهولة لكوكب المريخ بأكبر قدر من الدقة تستغرق 250 يوما في رحلة الذهاب و30 يوما في المدار وعملية الهبوط و240 يوما في رحلة العودة الطويلة إلى الأرض وسط فضاء افتراضي ينقطع خلالها الرواد عن العالم الواقعي تماما.

وبث مركز المراقبة الأرضية الروسي الذي يراقب رحلات الفضاء الحقيقية صور رائد الفضاء الروسي ألكسندر سموليفيسكي والرائد الإيطالي الكولومبي دييغو أوروبينا وهما يسيران بحذر على السطح الافتراضي للمريخ وقد ارتدى كل منهما حلة فضاء وزنها 32 كيلوغراما ويسيران في الظلام في حجرة مليئة بالرمال والحجارة في أقرب تصور ممكن لسطح الكوكب الأحمر.

ويشرف على التجربة الطموحة وكالة الفضاء الأوروبية ومعهد المشكلات الطبية الحيوية. وتعترف الجهتان بأن هذه التجربة لن يكون بوسعها اختبار كل المشكلات الصحية التي تكتنف رحلة فضاء حقيقية إلى المريخ مثل انعدام الوزن والتعرض للأشعة الشمسية.

ومن المقرر أن يجري سموليفيسكي وأوروبينا، إلى جانب الصيني وانغ يو، رحلتين لمحاكاة السير على سطح المريخ خلال الأيام المقبلة، كما سيتعاملان كذلك مع مركبة آلية يطلق عليها «مارس موبيل».