اختفاء التوأمين أليسيا وليفيا يشغل الأنتربول في 3 دول أوروبية

والدهما المهندس السويسري خطفهما من طليقته ثم انتحر تاركا رسالة غامضة

الطفلتان المختفيتان (رويترز)
TT

«إن قلبي يعلمني بأن ابنتيّ ما زالتا على قيد الحياة». هذا ما قالته لدى وصولها إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية، والدة طفلتين توأم سويسريتين اختفتا عن الأنظار أواخر الشهر الماضي. وتبحث أجهزة الشرطة في كل من فرنسا وسويسرا وإيطاليا عن الطفلتين أليسيا وليفيا البالغتين من العمر 6 سنوات واللتين شغل اختفاؤهما وسائل الإعلام وتصدرت صورتهما الصفحات الأولى من الصحف ونشرات الأخبار التلفزيونية، بحثا عن شهود يمكن أن يرشدوا إلى مكانهما.

وأكدت التحقيقات أن الطفلتين كانتا بصحبة أبيهما ماتياس سكيب، وهو مهندس سويسري يبلغ من العمر 43 عاما، بعد أن اختطفهما من منزل طليقته إيرينا لوتشيدي، الإيطالية الأصل، وأخذهما معه في رحلة بحرية بين مارسيليا، جنوب فرنسا، إلى الشواطئ الإيطالية. وأقدم والد البنتين على الانتحار في إيطاليا، بإلقاء نفسه تحت عجلات قطار، دون أن يترك أثرا يدل على مكان ابنتيه، وذلك بعد أن أرسل خطابا إلى طليقته، مؤرخا في الثالث من الشهر الجاري، يبلغها فيه بأنه قتل الطفلتين وسينهي حياته هو أيضا. ونقلا عن أقارب الزوجة، فقد كتب الأب أن الطفلتين «ترقدان في سلام وفي مكان هادئ ولم تعانيا». وأضاف يخاطب زوجته السابقة بأنها لن ترى ابنتيها بعد الآن. وبرر ما قام به بأن حياته لم تعد تساوي شيئا بعد أن حرم من حضانتهما. وكشف تقرير الطبيب الشرعي في سويسرا أن الأب حرر الخطاب قبل برهة وجيزة من انتحاره.

في كورسيكا، طافت الأم في مروحية تابعة للدرك مع عدد من المحققين الفرنسيين والسويسريين، بعد أن تقدمت امرأة بشهادة تفيد أنها رأت الطفلتين، في الأول من الشهر الجاري، في منطقة بروبريانو الواقعة جنوب الجزيرة، بصحبة والدهما. وتركز البحث على عدد من القرى الساحلية التي كانت العائلة تملك منزلا صيفيا فيها، كما شمل منطقة صخرية شمالي الجزيرة، شهد أحد رجال المطافئ بأنه شاهد فيها سيارة تنطبق عليها مواصفات سيارة الأب الخاطف. لكن أمل المحققين في العثور على الطفلتين حيتين تراجع في الأيام الأخيرة بعد أن عجزت فرق الشرطة عن الاستدلال على مكانهما من خلال تتبع الطريق الذي سلكه الأب طوال 5 أيام بعد اختطاف البنتين من والدتهما. ودلت التحريات على أن الثلاثة أخذوا عبّارة من مرسيليا إلى جنوب كورسيكا. ويشك المحققون في أن الأب سافر، بعد ذلك بمفرده، على متن باخرة من مدينة باستيا في الجزيرة إلى سواحل إيطاليا، ومنها انتقل إلى سويسرا حيث نفذ قراره بالانتحار. كما يشك المحققون في أن الأب كان يتحرك بمساعدة شريكة له، فقد أدلت سيدة مسنة في بروبريانو بشهادة تفيد أنها رأته مع طفلتيه «بصحبة امرأة خمسينية ذات شعر فاتح». ولم يتوقف الأب خلال تنقلاته عن إرسال النقود إلى طليقته، لسبب غير معروف، فقد تلقت منه 7 رسائل سابقة حملت مبالغ مالية وصلت في مجموعها إلى 4400 يورو.

ووجهت الأم نداء تلفزيونيا تطلب فيه المساعدة في العثور على ابنتيها وتتوسل إلى الشهود التقدم إلى الشرطة للإدلاء بأي معلومة قد تفيد التحقيق.

ولوحظ أن والدة الطفلتين ترفض التسليم بفرضية موتهما وما زالت تتمسك بالأمل في وجودهما سالمتين، في مخبأ ما. ومن جهتها، تبحث الشرطة الإيطالية، حاليا، عن جهاز لتحديد المسار كان الأب يستخدمه في تنقلاته بالسيارة، على أمل تحديد الطريق التي سلكها منذ أن خطف البنتين من منزل والدتهما في بلدة سان سوبليس السويسرية. كما كشفت التحقيقات أن الأب كان قد خطط جيدا لفعلته واستشار، من حاسوبه الشخصي، مواقع إلكترونية تتطرق إلى الانتحار بالسموم والأسلحة النارية، كما استعلم عن مواعيد البواخر والعبارات بين كورسيكا وإيطاليا.