معارض آثار مصر في الخارج مستمرة بمعرض لـ«كليوباترا» يفتتح بأميركا اليوم

تتصدر قائمة طويلة من التهم يتم التحقيق بشأنها مع وزير الثقافة الأسبق

بعض القطع الأثرية المعروضة
TT

في الوقت الذي أمر فيه النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود بالبدء فورا بالتحقيقات في وقائع الانحرافات وإهدار المال العام وتضخم الثروة بطرق غير مشروعة المنسوبة لوزير الثقافة المصري الأسبق، كشف عنها بلاغ تقدم به للنائب العام متخصصون في شؤون الآثار ومسؤولون بهيئة الآثار المصرية، وتضمن 400 مستند ضد الوزير. ومن بين التهم الكثيرة تقاعس الوزارة عن تحصيل مئات الملايين من الدولارات قيمة سماح الوزارة لجهات أجنبية بالحصول على عشرات الآلاف من القطع الأثرية النادرة لعمل معارض في الخارج، وتبين أن الوزارة لا تقوم بالتعاقد مع دول أو هيئات رسمية، بل مع شركات خاصة مجهولة، قامت بدورها بعدم السداد بعد الانتهاء من المعارض، واعتبرت الوزارة هذه الملايين من الدولارات في حكم الديون المعدومة.

في الوقت نفسه، يفتتح مسؤولون أميركيون اليوم (الخميس) معرضا للآثار المصرية، يمثل أول نشاط مصري لوزارة الآثار الجديدة بالخارج، التي تم استحداثها عقب ثورة الشباب المصري.

ونتيجة لإغلاق القنصلية الأميركية في القاهرة على مدى الأيام الماضية وإحجامها عن استخراج تأشيرات جديدة، فقد تعذر حصول الوفد الأثري على تأشيرات السفر لأميركا، للمشاركة في افتتاح المعرض، لذلك سوف يقتصر افتتاحه على الجانب الأميركي.

ويقام المعرض في متحف سنسناتي بولاية أوهايو الأميركية تحت عنوان «البحث عن كليوباترا.. آخر ملكات مصر»، قادما من فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، ويستمر عرضه هناك حتى 15 سبتمبر (أيلول) المقبل، ليواصل المعرض تجواله في المدن الأميركية حتى آخر مايو (أيار) من عام 2013.

وسوف يختتم المعرض جولاته في أميركا بعرضه في متحف الفن بمدينة فورت لوديردال في ولاية فلوريدا، بدءا من أول ديسمبر (كانون الأول) من عام 2012 وحتى آخر مايو في عام 2013.

ويضم المعرض 179 قطعة أثرية، وتشمل 6 قطع أثرية من مقتنيات المتحف المصري بالقاهرة، بالإضافة إلى 20 قطعة أثرية من حفائر «أبو صير» ببرج العرب في الإسكندرية، و9 قطع أثرية من مقتنيات متحف مكتبة الإسكندرية، و19 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف اليوناني الروماني، و20 قطعة أثرية من مقتنيات المتحف القومي بالإسكندرية، و68 قطعة أثرية من الإدارة العامة للآثار الغارقة.

ويتوقع الدكتور زاهي حواس، وزير الدولة لشؤون الآثار المصري، أن يشهد المعرض إقبالا هائلا من الزائرين الأميركيين، «في ظل حرص الرأي العام الأميركي على مشاهدة الكنوز المصرية، ومنها آثار كليوباترا، بعدما شهد معرض الآثار الغارقة في أميركا زيارات تجاوزت نصف المليون زائر، فضلا عن معرض آثار توت عنخ آمون». لافتا إلى أن المعرض سيحقق عائدا ماديا لمصر، سيتم توجيهه إلى إقامة المتاحف وترميم الآثار، لقيام الجانب الأميركي بتسديد مبلغ 450 ألف دولار لمصر، مقابل إقامة المعرض بكل مدينة من المدن التي سيعرض فيها، بناء على اتفاق بين المسؤولين المصريين ومؤسسة الفنون والمعارض الدولية بأوهايو والجمعية الجغرافية الوطنية بواشنطن ومؤسسة «إيه إي جي» للمعارض بلوس أنجليس.

وأوضح حواس أنه تم التأمين على معرض آثار «كليوباترا» بنحو 55 مليون دولار في جميع المدن الأميركية، يتحملها الجانب الأميركي بالكامل كتأمين على القطع المصرية ضد عمليات الإرهاب والكوارث الطبيعية والسرقة والتلف.

ويترافق مع افتتاح معرض «كليوباترا» افتتاح المحطة الأخيرة من معرض آثار الملك توت عنخ آمون، المعروف باسم «الفرعون الصغير – الذهبي»، وهي المحطة الأخيرة للمعرض في المدن الأميركية.

ويذكر أيضا أن خروج الآثار المصرية في معارض جوالة في خارج البلاد أثار استياء الرأي العام المصري على مدار السنوات الماضية، حيث طالب الكثير من الأثريين والكتاب والمثقفين، بضرورة التوقف عنها فورا، لأسباب تقنية كثيرة، وأكدوا أن المكان الطبيعي لهذه القطع الأثرية في المتاحف المصرية، وهي مفتوحة للسائحين من شتى بقاع العالم لزيارتها.