إصدار طبعة جديدة من رواية «الوارث» بعد 63 عاما على فقدانها

كتبها خليل بيدس عام 1920 وتنشرها مكتبة إلكترونية فلسطينية أسست حديثا

TT

نجح شابان أسسا معا أول مكتبة إلكترونية فلسطينية في العثور على نسخة من رواية «الوارث»، الأولى في الأدب الفلسطيني للكاتب خليل بيدس بعد عامين من البحث وأنهما أصدرا نسخة جديدة منها.

وقال فؤاد العكليك مؤسس المكتبة الرقمية مع صديقه رمزي الطويل لـ«رويترز»: «بعد ثلاث سنوات على تأسيس أول مكتبة إلكترونية فلسطينية التي كان أحد أهدافها إعادة ربط الحياة الثقافية المعاصرة بما شهدته الحياة الثقافية الفلسطينية قبل عام 48 نجحنا في إعادة إصدار أول رواية فلسطينية كتبت عام 1920».

وأضاف «كنا نعلم أن أول رواية فلسطينية كتبت كانت (الوارث) للأديب خليل بيدس المولود في الناصرة عام 1874 وأن هذه الرواية فقدت بعد عام 48 لذلك قررنا أن نبدأ رحلة البحث عنها في كل مكان.. في مصر والأردن وسورية ولبنان ولكن لم نجد لها أثرا قبل أن يسعفنا الحظ ونعلم أنها موجودة في إحدى الجامعات الإسرائيلية».

وأصدر الشابان النسخة الجديدة من رواية «الوارث» في كتاب أنيق يقع في 128 صفحة من القطع الصغير رسم على غلافها الفنان التشكيلي الفلسطيني وليد أبوي صورة للأديب خليل بيدس.

وكتب عادل الأسطة أستاذ الأدب بجامعة النجاح الوطنية في تقديمه للرواية في طبعتها الجديدة التي روعي فيها أن تكون نسخة طبق الأصل عن التي عثر عليها بما فيها من أخطاء طباعية وإملائية «حين تنشر هذه الرواية الآن فإن دارسين كثيرين ممن لم يقرأوها واعتمدوا في كتاباتهم عنها على ما تركه لنا ناصر الدين الأسدي الذي كتب ملخصا من ذاكرته عن الرواية، سوف يعيدون النظر فيما كتبوا وربما أكون واحدا منهم».

وتتحدث الرواية عن صورة اليهود من خلال قصة حب بين شاب عربي وفتاة يهودية كانت تعمل في التمثيل تركته بعد أن حصلت منه على كل المال الذي تريد من خلال توريطه في ديون كثيرة عبر شبكة من التجار اليهود الذين كانون يأخذون الربا عن كل معاملة مالية إضافة إلى تناولها الشأن السياسي من خلال الحديث عن الحرب العالمية.

ويقول الأسطة في تقديمه «ربما تبدو (الوارث) الآن رواية عادية في موضوعها وأسلوبها وطريقة معالجتها ولكنها ستظل رواية مهمة لدارسي الأدب الفلسطيني وقارئيه ذلك أنها اللبنة الأولى في عمارة الفن الروائي الفلسطيني الذي أخذ ينمو ويزهو ويرقى وينافس أيضا فنونا أخرى مثل الشعر والقصة القصيرة ومن يدري فقد يتفوق عليها».

وحرص الشابان العكليك والطويل على جعل مفكرين وكتاب يخطون آراءهم بهذه الرواية على غلافها فكتب المفكر الفلسطيني المعروف رشيد الخالدي «الصهيونية لم تسرق أرض فلسطين وتهجر شعبها فقط بل حاولت سرقة وإبادة ثقافته وأدبه. إن إعادة إحياء التراث الأدبي قبل نكبة 48 هو جزء من حق الشعب الفلسطيني».

ويرى سليم تماري مدير مؤسسة الدراسات الفلسطينية في رواية (الوارث) «بداية مثيرة لرحلة الرواية العربية في فلسطين والحصول عليها بعد فترة ضياع وإعادة نشرها توفر كنزا للباحث والقارئ العربي».

ويصف الكاتب الصحافي حسن البطل الرواية قائلا «(الوارث) كلاسيكية أخلاقية هي بنت الروايات العالمية في عصرها وأم الروايات الفلسطينية والرقمية (المكتبة الإلكترونية التي أسسها الشابان العكليك والطويل) فضلا عن إخراج حلقتها الروائية إلى النور بعد أن كانت مفقودة».

وقال العكليك «إن هذه الرواية ستكون على صفحة المكتبة الإلكترونية في غضون أشهر وستكون أول حلقة في سلسلة إعادة إحياء التراث الأدبي الفلسطيني».

وأضاف «لدينا الآن مجموعة من النصوص الأدبية لقصص قصيرة ومسرحيات قدمت قبل عام 48 وسنعمل على إعادة طباعتها وتوزيعها ضمن مشروعنا الهادف إلى خلق حالة من التواصل الثقافي الفلسطيني بين الحاضر والماضي، خصوصا أن المشهد الثقافي الفلسطيني فقد الكثير من الكتب والروايات عندما تم تدمير الكثير من المكتبات العامة والخاصة في حرب عام 48».