«هاتف السعال» الجوال من ألمانيا لوقف موجات البرد والإنفلونزا

يشخص حالتك ويصف لك الدواء اللازم من دون الحاجة لزيارة الطبيب

TT

في أيام البرد الشتائية القارسة، ولوقف موجات البرد والإنفلونزا، يمكن للمواطن الألماني استخدام هاتفه الجوال بغية تشخيص حالة السعال التي تصيبه، ومن ثم اختيار الدواء المناسب لها.

وأطلق معهد «فراونهوفر» الألماني للتقنية الرقمية عليه اسم «هاتف السعال» وقال إنه قادر خلال ثوان على تحليل نوبات السعال ومنح المريض الدواء المناسب. ويكفي الإنسان، من الآن فصاعدا، أن يتصل بالرقم المجاني وأن يسعل عدة مرات في الهاتف الجوال، ويستطيع بعدها الاستماع إلى التشخيص والإرشادات وتسلم «الوصفة».

ويتيح النظام للمريض، في حالة عدم وضوح التشخيص، تسجيل نتائج التحليل، وكذلك الإرشادات، والذهاب بها إلى أقرب صيدلية بهدف الحصول على المساعدة اللازمة.

وذكر الباحث شتيفان غوتزه، من معهد «فراونهوفر»، أن كفاءة النظام في تحليل السعال وتشخيص الحالات، ومن ثم منح الدواء، تم اختبارها طوال سنتين. وتم اختبار «هاتف السعال» في مركزي التسوق في هامبورغ وأولدنبورغ، ثم تم عرض نتائج التحليلات على الأطباء المختصين. وظهر من ذلك أن «هاتف السعال» كان دقيقا في التشخيص في معظم الحالات، عدا عجزه عن منح العلاج في حالات السعال الناجمة عن تدخين السجائر.

واعتبر غوتزه «هاتف السعال» الجوال فرصة لاختبار «التشخيص عبر الإنترنيت» في حالات أخرى غير السعال. وقال إن هاتف السعال أثبت كفاءة أيضا في تثقيف المتصلين صحيا، لأن الإحصاءات تثبت أن 50 في المائة من الألمان لا يعرفون بوجود أشكال مختلفة، وأسباب متنوعة، للسعال.

الطبيب هاينتز يارماتس، رئيس نقابة الأطباء في ولاية سكسونيا السفلى، عبر عن خشيته من أن يؤدي «هاتف السعال» إلى زيادة اعتماد الناس على أنفسهم في «التشخيص الذاتي» والابتعاد عن عيادات الأطباء. وقال بوجود أسباب عديدة للسعال تمتد بين نزلات البرد وسرطان الرئة، وأكد أن الأطباء فقط قادرون على مساعدة المرضى في التشخيص المبكر للحالات المعقدة.

من ناحيته، اعتبر غوتزه أن الهاتف نظام إنذار مبكر ضد موجات البرد والإنفلونزا، مؤكدا على أنه ليس بديلا عن الطبيب. وأشار إلى أن مركز تحليل اتصالات «هاتف السعال» تتلقى منذ الآن 200 مكالمة يوميا.