«الأميرة آن» سانكلير تنافس كارلا ساركوزي على قلوب الفرنسيين

نجمة تلفزيونية جميلة وثرية وذات علاقات سياسية وفوق هذا فرنسية أصيلة لا بالتجنس

سانكلير مع زوجها ستراوس كان («الشرق الأوسط»)
TT

ما إن كشف استطلاع جديد للرأي عن أن دومينيك ستراوس كان، الرئيس الفرنسي لصندوق النقد الدولي، يمكن أن يتفوق على نيكولا ساركوزي، في حال تنافس الاثنان في الانتخابات الرئاسية المقررة في العام المقبل، حتى تناسى الفرنسيون الصراع الذي يمكن أن يدور بين الرجلين وانشغلوا بالوطيس الذي سيكون ساخنا بين المرأتين.. أي بين كارلا بروني زوجة ساركوزي وآن سانكلير زوجة ستراوس كان.

وإذا كانت كارلا جميلة وثرية وذات تجارب حياتية واسعة، فإن سانكلير كانت حتى الأمس القريب نجمة تلفزيونية لا يشق لها غبار، وواحدة من أكثر النساء شعبية في فرنسا، فضلا عن أنها تتحدر من عائلة لا تقل ثراء عن عائلة مدام ساركوزي. وبسبب النفوذ القوي لآن سانكلير في الأوساط العامة، باعتبارها كانت صاحبة أشهر برنامج سياسي في التلفزيون ويخطب الوزراء ورؤساء الأحزاب ودها لكي تستضيفهم فيه، فقد كانت الصحافة تطلق عليها لقب «الأميرة آن»، تمييزا لها عن زميلتها النجمة التلفزيونية كريستين أوكرانت، زوجة وزير خارجية فرنسا السابق برنار كوشنير والملقبة بـ«الملكة كريستين».

وبناء على ما تقدم، فإن المنافسة ستكون سافرة بين الزوجتين، نظرا لأن كلا منهما لن تكون مجرد ظل يقتفي أثر الزوج بل كيان يساهم بشكل أساسي في الحملة الانتخابية ووجه «صبوح» يخفي وراءه عزيمة هائلة لحمل لقب «سيدة فرنسا الأولى». وفي حين تتمتع كارلا باللقب منذ سنتين، بالتمام والكمال، أي منذ اقترانها، في فبراير (شباط) 2008، بالرئيس المطلق الذي كان قد تزوج قبلها مرتين، فإن آن سانكلير تتشوق لتذوق شهد اللقب الرفيع، خصوصا أنها مواطنة أصيلة، وليست فرنسية بالتجنس، مثلما لمحت لهذه النقطة في موقعها الخاص على الشبكة الإلكترونية.

وبما أن الزوجين لم يعلنا بعد نياتهما للانتخابات المقبلة، فقد راح المراقبون يلتقطون التصريحات من شفاه الزوجتين، لعل إحداهما تشير إلى نية زوجها في التقدم رسميا للمعركة. وهكذا نقلت الصحافة عن كارلا، قبل أسابيع قلائل، قولها أنها تتمنى العودة إلى حياتها العادية ولا تحب أن تبقى في موقع ربة «الإليزيه»، أي «سيدة أولى» لخمس سنوات إضافية، مع تأكيدها أن القرار يبقى لساركوزي. كما نقلت الصحافة تصريحا ذا مغزى لآن سانكلير، الأسبوع الماضي، قالت فيه إنها لا تتمنى أن يجري التجديد لزوجها في منصبه كرئيس لصندوق النقد الدولي. وعلى الفور، اعتبر المراقبون أن هذه الأمنية تعكس رغبة دومينيك ستراوس كان في خوض الانتخابات الرئاسية ممثلا عن الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي يعاني من الاتفاق على شخصية قوية قادرة على منافسة ساركوزي.

لا بد من التذكير بأن كل واحدة من المرأتين كانت قد حققت الشهرة قبل زوجها. وفي حين كان ساركوزي اسما متداول على نطاق ضيق في أوساط اليمين الفرنسي، كانت كارلا بروني (42 عاما) عارضة أزياء من بين خمس يحتللن الصف الأول ويتألقن على منابر باريس وميلانو ولندن ونيويورك. كما أنها ارتبطت بعلاقات مع رجال من مشاهير الفنانين دون أن تتزوج أحدا منهم. وبالمقابل فقد كانت سانكلير (62 عاما) نجمة معروفة قبل أن يسمع الفرنسيون باسم زوجها، وهي قد تزوجت، قبله، من الإذاعي المعروف إيفان لوفاي قبل أن يطلقا لتقترن بستراوس كان، الذي يصغرها في السن وكان متزوجا، أيضا، ومطلقا مرتين من قبل، مثل ساركوزي. وهو مثل زوجته، ينتمي لعائلة من وجهاء يهود فرنسا، استقرت في مدينة أغادير المغربية قبل أن ينتقل للدراسة في باريس ويلمع في حقل الاقتصاد ويصبح وزيرا في الحكومة، الأمر الذي دفع زوجته إلى الاستقالة من عملها التلفزيوني، حفاظا على مصداقيتها كصاحبة برنامج سياسي من برامج الرأي.

ورثت كارلا عن أبيها الصناعي الإيطالي آلبيرتو بروني تاديسكي، الذي هو في الحقيقة زوج والدتها، ثروة تتقاسمها مع والدتها وشقيقتها، من ضمنها قصران في ميلانو وجنوب فرنسا، فضلا عن الأموال التي كسبتها من عملها في عرض الأزياء ثم في الغناء. وهي بذلك تشبه سانكلير في أنها أغنى من زوجها. أما هذه الأخيرة فقد رأت النور في نيويورك لأن جدها بول روزنبرغ كان واحدا من أكبر تجار الأعمال الفنية ويملك صالة للعرض هناك. وهي اليوم أحد ورثته، فضلا عما كسبته من عملها في التلفزيون. وتملك آن سانكلير منزلا تقليديا أي «رياض» في مراكش وشقة واسعة في ساحة «فوغ» في باريس، أحد أغلى مواقع العاصمة وأكثرها جاذبية، بالإضافة إلى منزل في حي راق في جورج تاون، على مشارف العاصمة الأميركية واشنطن، يقدر سعره بأربعة ملايين دولار. وقد أنفقت سانكلير من مالها لتمويل حملة ترشيح زوجها لمنصبه، عام 2006، واستأجرت مقرا لإدارة الحملة في وسط باريس.

ومثلما تعودت كارلا أن تتعايش مع الشائعات التي تؤكد أن ساركوزي تزوجها، إنقاذا للمظاهر، رغم أن قلبه ما زال متعلقا بطليقته سيسيليا ألبانيز، التي كانت عشقه الأكبر والوحيد، فإن حياة غريمتها آن سانكلير لم تكن خالية من المطبات الزوجية. فقد اشتهر زوجها ستراوس كان بأنه ضعيف أمام بنات حواء. بل قال، من باب السخرية، إن ساركوزي أبعده إلى منصبه الدولي في أميركا لكي يقطع عليه أي احتمال بأن يغوي زوجته كارلا. وقبل ثلاث سنوات تعرضت سانكلير لأكبر فضيحة في حياتها بعد انكشاف مغامرة عاطفية لزوجها مع موظفة هنغارية تعمل في حقل الاقتصاد تحت إمرته، في صندوق النقد الدولي. وقد اختارت «الأميرة آن» أن تقف مع زوجها في تلك الأزمة وأن تدافع عنه ضد مهاجميه، على غرار ما قامت به هيلاري كلينتون بعد فضيحة علاقة زوجها الرئيس بالمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوبنسكي. ويبدو أن آن، مثل هيلاري، لم تحاول أن تدع غضبا آنيا يفسد عليها طموحات مستقبلية. فقد أصبحت زوجة كلينتون مرشحة للرئاسة، ثم وزيرة للخارجية الأميركية، وقد تصبح سانكلير سيدة فرنسا الأولى. وفي الحب، مثلما في السياسة، الغاية تبرر الوسيلة.

آخر استطلاعات الرأي التي نشرها معهد «إيفوب» تؤكد أن 65 في المائة من الفرنسيين يفضلون آن سانكلير على كارلا بروني. كما كان استطلاع آخر قد أشار إلى أنهم يفضلون ستراوس كان على ساركوزي. فمن يصدق المرء.. أرقام الإحصائيات أم كيد النساء؟