ملامح من ثورة 25 يناير المصرية، يجسدها معرض تصوير فوتوغرافي يقام حاليا بساقية الصاوي الثقافية على نيل القاهرة. يشارك في المعرض مجموعة كبيرة من المصورين الذين شاركوا في أحداث الثورة، وعملوا على تسجيلها وتوثيقها بكاميراتهم لتكون سجلا لمشاعر المصريين ولحظات الانتصارات والانكسارات التي مروا بها خلال أيام الثورة.
حول فكرة المعرض أشار كريم نبيل أحد المنظمين إلى أنه خلال فترة أحداث الثورة كان هناك اجتماع فني لكل أطياف الفنانين في آت الانتصارات والانكسارات في أتيلييه القاهرة واقترحت كل فئة فنية أن تقدم ما يناسب نشاطها سواء في مجالات الشعر والفن التشكيلي والتصوير والسينما وكل الفنون من أجل دعم الثورة وتشجيع دور الفنانين في المشاركة والتفاعل مع الأحداث الجارية باعتبار أن الفنانين هم جزء من التكوين العام للمجتمع، وبالفعل خرجنا بعدة مشروعات في كل المجالات سواء السينمائية أو في مجال الفن التشكيلي، وخرجنا أيضا بفكرة هذا المعرض، الذي يعبر عن أهم حدث سياسي جماهيري في تاريخ مصر الحديث.
يتابع نبيل: يهدف المعرض إلى توثيق أحداث الثورة على يد الفنانين الذين انخرطوا فيها بالتصوير والمشاركين والموجودين في قلب الأحداث في نفس الوقت وحرصنا على أن يكون معظمهم من الهواة وليسوا من المصورين المحترفين. وحين أعلنا عن هذا الحدث ودعونا الناس للمشاركة فيه وجدنا إقبالا كبيرا، وجمعنا نحو 620 صورة تغطي كافة الأحداث خلال الفترة الماضية من كل الجوانب.
يشارك في هذا المعرض 95 فنانا من القاهرة والإسكندرية وبورسعيد، وغيرها من المدن المصرية، وتسعى اللوحات إلى توثيق أحداث الصورة من عدة زوايا: من تداعياتها اليومية، ومن ردود الفعل على ملامح البشر، وشكل الأمكنة والشوارع والميادين خاصة ميدان التحرير، ومسرح الثورة بقلب القاهرة. فالصورة توثق للحدث وتساعد على توصيل الفكرة، وتثير الكثير من الأسئلة حول تفاصيل الثورة.
ويؤكد نبيل عدم وضع أسماء سواء لأفراد أو جهات مشاركة على الصور لأن هدف المعرض أكبر من الأشخاص، ولا يسعى أي فرد لتحقيق مكسب شخصي من ورائه فالهدف والغاية التي نسعى إليها هي توصيل رسالة، تؤكد أنك تستطيع المشاركة في تنمية مصر.
ويذكر نبيل أنه في الفترة القادمة سيتم الإعداد لمعرضين أحدهما في إنجلترا بمساعدة بعض الفنانين في الخارج وبالتعاون مع عدة جهات مهتمة بالتصوير.. ونهدف أيضا لعمل معرض متنقل في أوروبا لعرض الثورة المصرية على العالم الذي انبهر بشباب الثورة والشعب المصري وأسلوبه الحضاري المميز. فهذه الفعاليات في الخارج سيكون لها دور كبير في تفاعل العالم مع الأحداث المصرية الداخلية. كما نسعى أيضا في خلال الفترة القادمة إلى تنظيم معرض في مركز الحفاظ على التراث في مصر وهو مركز يهتم بتوثيق كل ما يخص التاريخ المصري سواء عن طريق الصور أو المطبوعات.