تونس: رقص معاصر يكرم الجسد المعذب والمجروح

تحت شعار «ارقص في تونس على نخب الثورة»

TT

انطلقت بداية الأسبوع الحالي فعاليات الدورة الثانية لأيام الرقص المعاصر في تونس التي ستهتم بمحور «لغة الجسد لإثبات الذات»، بتنظيم من فضاء «مدار» بقرطاج وبالتنسيق مع المعهد الفرنسي للتعاون وجماعة الفنانين الشبان للرقص بتونس وفضاء «أرتيستو».

هذه الدورة الجديدة التي تتواصل إلى العاشر من مارس (آذار) القادم قالت عنها رجاء بن عمار مديرة فضاء مدار قرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة، إنها ستحمل بُعدا خاصا واستثنائيا وستكون تحت شعار «ارقص في تونس على نخب الثورة». رجاء أضافت في تقديمها للتظاهرة في دورتها الثانية أن كل الإبداعات «ستكرم الجسد المعذب والمجروح والمحروق من خلال ما ستطرحه فرق الرقص المشاركة من تصورات كوريغرافية بلغة الجسد للتعبير عن الثورة كشكل من أشكال إثبات الذات بمنأى عن الأوهام».

التظاهرة التي ستمتد إلى قرابة ثلاثة أسابيع كاملة ستقدم كثيرا من العروض المبهجة المليئة بالفرحة والابتهاج على أثر نجاح الثورة الشعبية التونسية في إنهاء حكم جائر تواصل طيلة 23 سنة متتالية.

وكان عرض الافتتاح في فضاء «مدار» قد حمل عنوان «بهلوان»، وهو لمحمد جوبي، وقد بهر الحاضرين في أكثر من مناسبة بحركاته السريعة وتعبيره عن الانعتاق الإنساني في أعظم معانيه.

وسيعتمد محمد علي الفقيه على تصور مرتبط بطائر النحامات الوردية ليجمع بين الإيقاع والتعبيرات الجسمانية، تماما مثل حركات الطائر المعروف بطول 22 فيفري، وهذا خلال اليوم الثاني من الدورة.

عروض كثيرة منتظرة خلال بداية شهر مارس، من بينها عرض «سأقول لك كتابيا»، يؤديه كل من مالك السبعي وكارلينو، وعرض «مفتاح المتاهة» لنورة الرزقي، أما هدى الرياحي ومالك سوايدي فسيقدمان عرض «الأرق». وينتظر الجمهور المتابع لهذه الأيام بشغف عرض «بارفورمونس» يوم 7 مارس، الذي يعتمد على الرقص وكذلك على فنون القتال.

الدورة الثانية لأيام الرقص المعاصر في تونس ستكرم خيرة عبيد الله باعتبارها أول معلمة لرقص الباليه بالفرقة الوطنية للرقص التونسي. وسيشفع هذا التكريم بشهادة حول موضوع «التكوين.. جيل رقص». ولم تنسَ السينما والمعارض الفنية التي تتكامل في التعبير عن المأساة، حيث سيُعرض فيلمان سينمائيان، الأول عنوانه «عشرة ملائكة» لدومينيك باغويي وشارل بيك (1988)، والثاني يحمل عنوان «أسي لفظ موسيقي»، وهو عبارة عن عرض فرجوي مصور أخرجه شارل بيك سنة 1986.

وتعرض مريم بالهيبة منحوتاتها إلى جانب إقامة معرض لصور فوتوغرافية حول زمن الثورة لحميد الدين بوعلي، ومعرض ثان بعنوان «الجسد في خضم الحركة» لماريان كاتزاراس وهالة عمار. وتنتظم ورشة يومي 2 و3 مارس حول «الرقص المعاصر للذكور» تديرها نورة الرزقي.

ومن المنتظر أن يختتم الثنائي الهادي ثابت وماتيران بلوز فعاليات الدورة بعرض «الكل»، وذلك يوم 10 مارس القادم.