الفنان طه قرني يجسد أيام الثورة وأيقوناتها في جدارية زيتية بالقاهرة

تمتد إلى 30 مترا وستعرض في قلب ميدان التحرير

صورتان من اسكتشات ميدان التحرير للجدارية التي سينتهي العمل بها في نهاية مارس المقبل («الشرق الأوسط»)
TT

شرع الفنان التشكيلي المصري طه قرني في تصميم جدارية فنية بعنوان «جدارية الثورة» تروي أحداث 18 يوما عاشتها مصر بكل تفاصيلها وغليانها وحماسها وأفراحها وأحزانها، حتى ميلاد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) المصرية، التي أطلق شرارتها الشباب.

انخرط قرني، الملقب بفنان الجداريات، في الثورة منذ بدايتها وعكف على توثيقها يوميا من خلال «اسكتشات» كان يرسمها بريشته كل ليلة عقب عودته من ميدان التحرير، ليسجل الأجواء الثورية الفريدة التي عاشها شباب مصر وأثارت إعجاب العالم أجمع.

حول مشروعه الإبداعي قال الفنان طه قرني لـ«الشرق الأوسط»: «لم أجد أفضل من لوحة للثورة وأبطالها لتصبح كتابا تشكيليا عن شباب ثورة 25 يناير، الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية التغيير وشقوا الطريق للديمقراطية، وهي لحظات من الممكن أن يعيش الفرد حياته كاملة دون أن يعيش لحظة تحول مثل تلك اللحظة».

وتابع: «تصميم الجدارية ما هو إلا محاولة لإعطاء هؤلاء الشباب حقهم تقديرا لما قدموه لمصر ولنا جميعا وتحية لروح شهدائها، فأحاول تسجيل الثورة بكامل مراحلها منذ فترة الإعداد لها، ثم مرحلة التجمعات، ثم المظاهرات السلمية، ثم (جمعة الغضب)، مرورا بـ(موقعة الجمل) و(جمعة الرحيل)، وانتهاء بخطاب السيد عمر سليمان الذي أعلن فيه تخلي الرئيس السابق مبارك عن السلطة»، متناولا كامل أحداث الثورة وأهم أبطالها وأهم الحلول الاعتراضية التي أبداها الثوار ليعبروا إلى الديمقراطية الحقيقية، مضحين بأنفسهم من أجل مصر العظيمة، كما تجسد الجدارية دور الجيش الباسل في نجاح الثورة.

وأوضح قرني أن الجدارية ستبرز المواطنين المصريين بكافة أطيافهم من عمال وفلاحين ومهندسين وأطباء لأنها ثورة الشعب وكان له الريادة فيها، كما أنه يبرز فيها «أيقونات الثورة» التي قدمها شباب الثوار، والتي لم تشهد مثلها أي ثورة شعبية في العالم، مثل: الشباب الجريح الثائر، والشباب الذي كتب على صدره عبارات تعبر عن رفض القمع، فضلا عن تكبيل الأيدي وتكميم الأفواه، كذلك ستبرز حالة الرقي والزخم الفني الذي شهده ميدان التحرير.

وأشار قرني إلى أن الجدارية سيكون لها امتداد وهو نصب تذكاري للشهداء الذين يجمع حولهم المعلومات ليوثق لتضحياتهم بشكل يليق بهم.

وقد أنجز الفنان طه قرني نحو 20 مترا من الجدارية الزيتية ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منها بنهاية شهر مارس (آذار) المقبل، ولم يعلن الفنان عن امتدادها حيث إنه ما زال يعمل جاهدا لإنهائها، ولكنه صرح بأنها لن تقل عن 30 مترا، وأعلن قرني أنه فور الانتهاء من الجدارية العملاقة سيتم عرضها في قلب ميدان التحرير، مسرح أحداث الثورة، في احتفالية خاصة، مؤكدا أنها لن تغفل دور الثوار في كل محافظات مصر سواء في الإسكندرية أو السويس أو أسيوط وغيرها.

يشار إلى أن الفنان التشكيلي طه القرني حقق رقما قياسيا عالميا في موسوعة «غينيس» عام 2007 بجداريته التشكيلية «سوق الجمعة» التي تعد أكبر لوحة في العالم، حيث يبلغ طولها 23 مترا وارتفاعها 140 سم. وفي عام 2008، حطم ذلك الرقم القياسي برقم آخر، حيث قدم عملا بانوراميا ضخما، وهو جدارية «المولد» التي بلغ طولها 32 مترا بارتفاع 140 سم. ومن المتوقع أن تنافسهما في ذلك «جدارية الثورة».