كتاب يروي زيارة ملكية لشركة «أرامكو» قبل 60 عاما

الملك سعود زار الظهران وتابع أعمال «أرامكو» وقابل معلمين كلفوا بتعليم الأميركيين اللغة العربية

الملك سعود يراقب فنيا أثناء إصلاحه محرك سيارة («الشرق الأوسط».)
TT

سجل الملك سعود اسمه كأحد بناة أعمدة الدولة الناشئة بجوار والده الملك المؤسس، يقيم قواعدها الراسخة ويوطد لمشاريعها الطموح.

ولعلها مصادفة تاريخية لافتة أن وافقت ولادة الملك سعود يوم استرداد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الرياض والبدء في مشروع الوحدة السعودية الكبرى، والانطلاقة الحضارية الواسعة وسط عالم متسارع من التغييرات العلمية والتقدم الحضاري؛ حيث تمكن الملك المؤسس في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ 14 يناير (كانون الثاني) 1902م من استرداد الرياض عاصمة الآباء والأجداد ليكون ذلك التاريخ إيذانا بفتح صفحات مشرقة من تاريخ المملكة العربية السعودية، تمثلت في توحيد البلاد تحت راية واحدة تخفق بالأمن والإيمان، وتتطلع نحو الرقي والازدهار لشعب عانى طويلا ويلات التفرق وآلام الخوف وظلام الجهل.

وفي الوقت الذي كانت فيه مدينة الظهران، شرق البلاد، الناشئة تشهد اكتشافات النفط، وبداية البشرى بعهد زاهر واعد بالعطاء والرفاه لأبناء السعودية، قام الملك الراحل سعود بن عبد العزيز - عندما كان وليا للعهد آنذاك - بزيارة إلى المنطقة الشرقية، وبالتحديد مدينة الظهران، وقد وثقت شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو السعودية» تلك الزيارة عبر كتاب أصدرته يعتبر سجلا توثيقيا مصورا، وأعادت دارة الملك عبد العزيز طبعه ونشره.

وكشف السجل وصوره عن حرص من الملك الراحل على متابعة أعمال شركة «أرامكو»، ومشاركة حقيقية ووجدانية لمن يعملون في شركة النفط العملاقة، كما صور الكتاب أبعاد الزيارة وأهدافها، وقسم الكتاب إلى 4 أقسام ضم القسم الأول منها صورا لوصول ولي العهد، آنذاك، إلى الظهران وما جرى له من استقبال حافل وما أقيم له من مآدب واسعة.

أما القسم الثاني من هذا السجل فصور الزيارة التي قام بها الملك سعود لمنشآت شركة «أرامكو»؛ حيث تبرزه الصور وهو يتفقد أعمال الشركة، ويتابع مشاريعها، ويقف عند كل صغيرة وكبيرة فيها ولوحظ فيها وجود مجموعة من الفنيين السعوديين يعملون في أقسام مختلفة.

وضم القسمان الثالث والرابع من الكتاب تصويرا لعدد من الزيارات الخاصة التي قام بها ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز في عهد الملك المؤسس، إلى جانب مجموعة من الصور الخاصة به مع أنجاله الثمانية وقت الزيارة.

وحضر الملك مع عدد من أنجاله حفلا أقامته شركة «أرامكو»، وآخر أقامه أمير المنطقة الشرقية، آنذاك، الأمير سعود بن جلوي، في الدمام.

كما قام الملك بتفقد عدد من مشاريع الشركة العملاقة ومنشآتها، وشاهد الأعمال التي تتم في هذه المنشآت، كما وقف على جهود الفنيين السعوديين العاملين في «أرامكو».

كما حضر، مع نجله الأمير منصور، حفلا جمع الأطفال الأميركيين من أبناء العاملين في الشركة، كما التقى مجموعة من المعلمين السعوديين الذين رُشحوا للذهاب إلى الولايات المتحدة الأميركية لتعليم الأميركيين اللغة العربية، خصوصا أولئك الذين سيلتحقون بشركة النفط العملاقة.