صناع السينما المصرية: مكاسب الثورة أكبر من خسائرنا المادية

مع إعادة فتح دور العرض السينمائي المصرية

إسعاد يونس («الشرق الأوسط»)
TT

فتحت دور العرض السينمائي أبوابها للجمهور المصري والعربي، بعد توقف دام 3 أسابيع عقب ثورة «25 يناير»؛ حيث عادت لعرض أفلامها قبل عدة أيام مع الالتزام بساعات حظر التجوال المقررة من قبل القوات المسلحة المصرية التي تبدأ في منتصف الليل.

«الشرق الأوسط» تحدثت مع صناع السينما المصرية، الذين تكبدوا خسائر مادية كبيرة في فترة الثورة، كما تعرفت على آرائهم حول مستقبل السينما في مصر وعن حجم إقبال الجمهور عليها في الوقت الحالي.

المنتج والموزع محمد حسن رمزي بدأ حديثه بعبارة «اتخرب بيتي»، مبينا أن مستقبل السينما في الفترة المقبلة لم يتضح بسبب توقف كل شيء في مصر من اقتصاد وسياسة وسياحة، معتبرا أن الأخيرة من أهم العوامل المروجة للسينما؛ فوجود العرب في مصر شيء مهم، بالإضافة إلى أن الأعمال الفنية مبنية على الاستقرار.

يضيف: «لي عملان يتم عرضهما حاليا في السينما هما (فاصل ونعود) لكريم عبد العزيز، كان منتظرا أن يحقق على الأقل 10 ملايين جنيه، والثاني (ميكروفون) والمتوقع أن يحقق 3 ملايين جنيه، لكن الخسارة كبيرة جدا وليس لديَّ أمل في التعويض، والخسارة في السينما بدأت منذ سنتين تقريبا وكان لديَّ آمال أن أعوضها هذا الموسم، وأمامنا على الأقل شهر تقريبا للعودة إلى الحياة بشكل كامل».

أما عن احتمال تخفيض أجور الفنانين، فيقول رمزي: «أظن أن الفنانين سوف يراعون ذلك ويخفضون أجورهم، لكن لا أنكر أن الثورة سوف تجعل مستقبل السينما أفضل».

من جانبها، تبدي الفنانة والمنتجة إسعاد يونس - مالكة «الشركة العربية للإنتاج والتوزيع» - تفاؤلها للفترة المقبلة، وتقول: «التفكير الآن يجب ألا يكون في الوضع الفني فقط، لكن لا بد أن نتحدث عن تغيير شامل في الصناعات ككل وكيف ستنقل البلد إلى نقلة أفضل».

واستكملت قائلة: «لا تهمني الخسارة، لكنني أعلم جيدا أن المكسب المقبل أكبر بكثير، وسيتم التعويض في وقت قليل»، موضحة أنها لم يحالفها الحظ أن توجد منذ بداية انطلاق الثورة، والسبب يرجع لقيامها بإجراء عملية جراحية في قدميها، مؤكدة أنها شاركت بكتابة مقالات في إحدى الجرائد المصرية ومن خلال موقع «فيس بوك». أما عن العمل في الشركة فأوضحت أن موظفيها موجودون وتصرف مرتباتهم بأكملها مع تأجيل تصوير عملين، الأول لأحمد عز وعمرو عبد الجليل ومن إخراج وائل إحسان، والثاني لأحمد مكي من تأليفه ومن إخراج أحمد الجندي، وذلك لحين استقرار الأوضاع في مصر.

أما المنتج د. محمد العدل، الذي أقام داخل ميدان التحرير أثناء الاحتجاجات، فقال لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى أن ينتهي عصر الكذب في الأعمال الفنية؛ لأن الشعب المصري تخطى مرحلة اللعب بعقله، ونحن لدينا الكثير من الأعمال الفنية المملوءة بالكذب، مع التوضيح أن الجمهور الأساسي للسينما بالتحديد هم الشباب، وهو الذي كان له الفضل في الثورة وهو الآن يبحث عن التغيير، ومع اقترابي أكثر من الشباب، عرفت أنهم الآن يبحثون عن الصدق في كل شيء يقدم، وبالأخص الفن، الذي يعتبرونه مرآة عاكسة لكل أوضاعهم».

ويرى العدل أن فتح دور العرض خطوة إيجابية، لكنه ينتقد الكذب في تحقيق الإيرادات، وعلى سبيل المثال أن يكتب أن فيلم «365 يوم سعادة» لأحمد عز حقق 600 ألف جنيه إيرادات في اليوم «فهذا مستحيل وكذب أرفضه». ويكمل: «أرى أن مستقبل السينما المقبل للشباب وليس لنجوم الشباك، وأيضا سيكون البطل السيناريو وليس بطل العمل، وأتوقع أن أجور الفنانين ستشهد هبوطا يصل إلى 50%».

وانتقد العدل الفنانين الذين يريدون أن يركبوا موجة الثورة، قائلا: «كل واحد عايز يصور آخر حلقتين من مشاهد حية من الثورة، وآخرون يقومون بتغيير أسماء الأفلام من (الشارع لمين) إلى (الشارع لنا)، وهو ما أعتبره مزايدة وكذبا لا يصح».

المؤلف والمنتج محمد حفظي، وهو منتج فيلم «ميكروفون» يشير إلى أن فيلمه عانى سوء حظ شديدا؛ حيث عُرض بعد أحداث الانفجار أمام كنيسة القديسين ثم ثورة «25 يناير»، وبالتالي كان الإقبال ضعيفا، ثم تلى ذلك إغلاق دور العرض، على الرغم من أن الفيلم كان متوقعا أنه سيحقق نجاحا جماهيريا، والخسائر لا نستطيع تقديرها، مضيفا أنه على الرغم من ذلك فهو متفائل في الفترة المقبلة بمستقبل أفضل لحال الفن في مصر.

أما عن حقيقة الإيرادات حاليا، فيؤكد عبد الجليل حسن، المسؤول الإعلامي لـ«الشركة العربية للإنتاج والتوزيع»، التي تمتلك دور عرض خاصة بالشركة، أن الإقبال ضعيف جدا «وبالتالي لا توجد إيرادات يمكن أن نصرح بأرقامها، لكن ما زالت السينما مستمرة في عرض الأفلام ولا نستطيع تحديد وقت رجوع الجمهور، خاصة مع وجود الاحتجاجات الفئوية، وأيضا حظر التجوال الذي يعتبر عائقا لعودة الحياة لمجراها الطبيعي».