مسؤولة مشتريات جديدة لملابس ميشيل أوباما

إكرام غولدمان تفقد دورها لدى السيدة الأولى الأميركية

TT

في الأسبوع الماضي، اتخذت إكرام غولدمان (الفلسطينية المتزوجة من يهودي)، مستشارة الأزياء الشهيرة التي تستعين بها ميشيل أوباما، مقعدها في الصف الأول داخل عرض أزياء استضافه «مركز لينكولن» لواحدة من أكثر مصممي الأزياء المفضلين لدى السيدة الأولى، نارسيسو رودريغيز.

وتقبلت رودريغيز (43 عاما) بابتسامة عريضة التحيات التي انهالت عليها خلال «أسبوع الموضة»، وسمحت بالتقاط صور لها وتبادلت أطراف الحديث مع ليندا فارغو، مديرة شؤون الموضة لدى متاجر «بيرغدورف غودمان». ومع بدء انطلاق أصوات الموسيقى، تحول اهتمام غولدمان نحو العمل؛ حيث تركزت أنظارها على ممر العرض.

ويرجع السبب وراء تسلط الأضواء على غولدمان على هذا النحو لكون ميشيل أوباما عميلتها الأولى، لكن طبقا لما ذكرته الكثير من المصادر المقربة من إدارة البيت الأبيض فإنها لم تعد المسؤولة الأولى عن شؤون التسوق بالبيت الأبيض.

الآن، أصبح هذا الدور البارز من نصيب مساعدة كانت تعمل تحت إمرتها من قبل وموظفة حالية بالبيت الأبيض هي ميريديث كوب. واجتذب صعود نجم المساعدة الشخصية، البالغة من العمر 29 عاما، اهتمام المشاركين في «أسبوع الموضة» وأثار كثيرا من الأقاويل. وقد تعلمت كوب أسرار وخفايا الموضة داخل محراب «إكرام»، وهو المتجر الذي تملكه غولدمان في شيكاغو.

منذ عامين، عندما انتقلت ميشيل أوباما إلى واشنطن، أرسلت غولدمان كوب كمبعوثة لها؛ حيث تولت الاهتمام باحتياجات السيدة الأولى المتعلقة بالملابس داخل منزل الأسرة. من ناحيتها، حرصت كوب على الاستفادة من هذا القرب من السيدة الأولى بأقصى درجة ممكنة. وبمرور الوقت، تعالت مكانتها، لكن على حساب معلمتها. وفي هذا الموسم، رسخت كوب من وجودها بالدائرة المحيطة بميشيل، بينما رحلت عنها تماما غولدمان.

من جهتها، أوضحت كريستينا شيك، المتحدثة الرسمية باسم ميشيل أوباما، أن «مسؤوليات كوب تتضمن تقديم المشورة إلى السيدة الأولى بشأن اختيار ملابسها والعمل بالنيابة عنها في اتخاذ الترتيبات اللازمة لعمليات الشراء، بما في ذلك دراسة أفضل عروض السعر المطروحة واستغلال الخصومات إذا توافرت». وأضافت أن دور كوب داخل البيت الأبيض يستلزم منها رفض «عقد مقابلات صحافية أو التواصل بأي صورة أخرى مع وسائل الإعلام».

أيضا، رفضت غولدمان، التي يجري النظر إليها على نطاق واسع باعتبارها مخلصة لميشيل أوباما وتلتزم التكتم بشأن علاقتهما، الكثير من طلبات الإدلاء بتعليق.

من جانبها، سعت كوب بقوة إلى التقرب إلى المصممين الناشئين وأقرت نظاما يرسلون من خلاله الملابس، التي يودون عرضها على السيدة الأولى لاختيار المناسب منها لشرائه، مباشرة إلى البيت الأبيض، في تحول عن النهج السابق الذي اتبعته غولدمان، التي تعاملت مع شؤون مشتريات ميشيل أوباما من خلال متجرها. وطبقا لمصادر مطلعة على طبيعة العلاقة بين غولدمان، السمراء ممتلئة القوام المنتمية في الأصل إلى إسرائيل، وكوب، الشقراء الطويلة نحيفة القد التي ولدت في ميسوري، فإن البعد بين السيدتين لا يقتصر على المسافة الجغرافية فحسب.

وأوضح أحد المصادر المقربة، رفض كشف هويته كي يتمكن من تناول انهيار علاقة العمل بين كوب وغولدمان بحرية، أنهما «شكلتا فريق عمل واحدا»، مضيفا أن الصدع الذي نشأ بينهما والتخبط الذي نشأ عنه بشأن من تتحمل المسؤولية الأولى عن ملابس ميشيل أوباما التي تعتبر بمثابة أيقونة في عالم الموضة، يعتبران أمرا «مؤسفا».

طيلة أشهر، ظلت مظاهر هذا الصدع مقصورة داخل غرف الملابس الخاصة بالبيت الأبيض، لكن ظهر بعد ذلك في الصورة فستان أحمر بذيل طويل ممتد على الأرضية لمسافة طويلة.

في مأدبة العشاء الرسمية التي أقيمت على شرف الرئيس الصيني هو جينتاو في 19 يناير (كانون الثاني)، اختارت أوباما فستانا يتميز تصميمه بجرأة واضحة من تصميم دار المصمم البريطاني الراحل ألكسندر مكوين. خلال الأيام التالية، انطلقت مقالات شوفينية عبر دورية «ويمينز وير ديلي» المعنية بقطاع الموضة. وانتقدت أوسكار دي لا رينتا، التي ساعدت النساء الأوليات من الجمهوريين والديمقراطيين، على حد سواء، على اختيار ملابسهن قبل قدوم ميشيل أوباما، السيدة الأولى، و«مجلس مصممي الأزياء الأميركي»، بقيادة ديان فون فرستنبرغ، لارتدائها فستانا يحمل ماركة أجنبية في واحدة من أبرز المناسبات على الصعيد الوطني خلال العام.

وخلال عملية التفحص الدقيقة التي جرت بعد هذه المأدبة لتحديد المسؤول عن هذا الأمر، خرجت غولدمان، التي احتلت العناوين الرئيسية للموضوعات التي تناولت النجاح السابق للسيدة الأولى بمجال الموضة، من دون لائمة.

في 28 يناير، نشرت كاثي هورين، من «نيويورك تايمز» عبر صفحتها على «تويتر» العبارة التالية: «سمعت أنباء عن أن إكرام غولدمان، العاملة في تجارة التجزئة في شيكاغو، لم تعد مسؤولة مباشرة عن اختيار ملابس ميشيل أوباما منذ ديسمبر (كانون الأول)». في 3 فبراير (شباط) ذكرت روبين غيفهان في «ديلي بيست» أن الأولوية أمام غولدمان تحولت نحو التوسع في متجرها القائم بشيكاغو. وأضافت أنه منذ نهاية الصيف، تحولت مسؤولية «تعزيز التعامل مع مصممي أزياء من نيويورك لحساب سيدة أولى بحاجة مستمرة إلى الملابس» إلى كوب. (قبل ذلك، اقتصر ذكر كوب على مقال صغير نشره موقع Politico.com في أبريل (نيسان) 2010 باعتبارها «السلاح السري بمجال الأناقة» لميشيل أوباما.

بعد أسبوع من نشر مقال غيفهان في «ديلي بوست»، أخبرت ميشيل أوباما حشدا من المراسلين بأن «أمرا لم يتغير منذ قدومي إلى هنا»، فيما يخص مستشاريها بمجال الأناقة. وأضافت: «لقد اعتدت دوما شراء ملابسي من إكرام.. وفيما يتعلق بذلك، لم يحدث أي تغيير، ولا أدري من أين جاءت هذه القصص والشائعات كلها؛ فأنا لم أفعل شيئا مختلفا».

في 20 فبراير، أشار باب «صنداي ستايلز» بـ«نيويورك تايمز» إلى غولدمان باعتبارها «حارسة البوابة القائمة بين صناعة الموضة وميشيل أوباما».

وقد نشأ هذا الغموض من حرص ميشيل أوباما وغولدمان وكوب على التزام الصمت تجاه السلطات الحقيقية للمساعدة الشخصية للسيدة الأولى.

لكن فيرا تشامبرلين، صديقة كوب التي تعمل لدى صالون «إمورتال بيلفد» للتجميل، كان لديها انطباع قوي بأن كوب هي المسؤولة الفعلية على هذا الصعيد.

خلال مقابلة أُجريت معها عبر الهاتف، قالت تشامبرلين إنها لم تسمع باسم غولدمان قط، وأشارت إلى أن كوب أعربت أمامها مؤخرا عن حزنها لعجزها عن حضور جميع العروض المتعلقة بالأزياء، مثلما كانت ترغب، لحاجتها إلى «التركيز على ما هو مناسب للسيدة الأولى فحسب».

وأضافت أن كوب كانت في حالة بحث مستمر عن ملابس تليق بميشيل أوباما. ووصفت كيف تحدثت كوب بحماس حول كيفية اتخاذ قرار بشأن أي القبعات ينبغي أن ترتديها ميشيل أوباما وابنتاها خلال «كنتاكي ديربي»، وأي فستان عليها أن ترتدي لدى مقابلتها الملكة إليزابيث الثانية. وعن كيفية اختيارها لملابس ميشيل أوباما، ذكرت تشامبرلين أن كوب أخبرتها بأنها تعقد كثيرا من المقارنات لاختيار الأرخص سعرا.

من ناحية أخرى، رفض البيت الأبيض التعليق على النظام المتبع الذي تتلقى من خلاله السيدة الأولى ملابسها وتسدد به ثمنها. وقد بعثت المتحدثة الرسمية باسم السيدة الأولى الرد التالي عبر البريد الإلكتروني: «منذ بداية عمل الإدارة، عملت كوب مع السيدة أوباما كمساعدة شخصية لها، وهو منصب تتلقى من خلاله السيدات الأوليات مساندة في إدارة مقر إقامة الأسرة الأولى واحتياجاتها». طبقا للكثير من المصادر المقربة ومصممي الأزياء المطلعين، فإن ميشيل أوباما تسدد ثمن الملابس التي ترتديها من مالها الخاص، لكن هذه هي المعلومات المعروفة كلها حتى الآن عن هذا الأمر. ومن غير المعروف إذا كانت تتمتع بخصومات، وما إذا كانت تسدد لمصمم الأزياء مباشرة أم من خلال بائع تجزئة. وقد أثبت التاريخ أن قبول تنورات أو قمصان أو فساتين مباشرة من مصممي أزياء من دون سداد ثمنها ليس بعمل حكيم بالنسبة لسيدة أولى؛ فمثلا تعرضت نانسي ريغان، في مطلع فترة الرئاسة الأولى لزوجها، لانتقادات حادة بسبب قبولها ملابس من دون أن تسدد ثمنها من مصممي أزياء. وقد وصفت نانسي هذه الملابس بأنها قروض وأنها تساعد المصممين بالعمل كلوحة إعلانات بشرية.

طبقا لمصادر مطلعة، فإن ميشيل أوباما لم تتلق ملابس مجانا ولم تدفع أقل من السعر المحدد للملابس التي تشتريها.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»