المصمم الفرنسي غوتييه يدافع عن زميله البريطاني غاليانو: «لم يكن عنصريا»

قال إنه موهوب كبير استلهم العديد من أزيائه

غوتييه
TT

في حين تخلى عنه الأقربون والأبعدون، لم يجد مصمم الأزياء البريطاني جان غاليانو صوتا يدافع عنه سوى باتريسيا فيلد، مصممة ثياب الممثلات في المسلسل التلفزيوني «سكس آند ذا سيتي». وقد انضم إليها المصمم الفرنسي جان بول غوتييه، في خطوة تضامنية بعيدة عن التحاسد المعروف بين العاملين في هذه الأوساط. وقال غوتييه، في حديث لمجموعة من الصحافيين عقب تقديمه عرضه الأخير في موسم باريس الحالي للثياب الجاهزة، إن غاليانو ليس عنصريا، في تعليق على إنهاء عقد هذا الأخير كمدير فني لدار «ديور» للأزياء بسبب اتهامه بالتلفظ بعبارات عنصرية ومعادية لليهود. وإذا كانت باتريسيا فيلد قد وصفت أعمال غاليانو، في صفحتها على الـ«فيس بوك» بالجمال والذكاء والحيوية، فإن غوتييه قال إن استبعاد غاليانو «محزن جدا لأنه موهبة عظيمة». وأوضح أن كل ما قدمه هذا المصمم يظهر جليا أنه لم يكن شخصا عنصريا، بل على العكس، فهو قد استلهم العديد من مجموعاته من أزياء وأقمشة بلدان في أربعة أطراف العالم. وتعليقا على شريط الفيديو الذي انتشر في المواقع الإلكترونية ويبدو فيه غاليانو ثملا في أحد مقاهي باريس وهو يطلق شتائم ذات طابع معاد للسامية، قال غوتييه: «مع التسجيلات الحديثة صار في مقدور أي كان أن يضع كلاما على لسان أناس لم يتفوهوا به. لقد قال بضع كلمات لكننا لم نعرف في أي سياق؟ وكان واضحا أن الشخص الذي سجل الشريط كان واثقا من نفسه ويدرك جيدا ما يفعل». واعتبر المصمم الفرنسي القضية كلها باعثة على الحزن لأنها «نوع من التدمير الذاتي ولأن غاليانو يؤذي نفسه قبل غيره». وتمنى له العودة إلى تصميم الأزياء وأن «يستعيد سلامه الداخلي». وكانت الشرطة الفرنسية قد احتجزت غاليانو، أواخر الشهر الماضي، ثم أخلت سبيله بعد ساعات، بسبب مناوشات كادت تتطور إلى تضارب بالكراسي مع رجل وامرأة في مقهى «لابيرل» الواقع في حي «الماريه» في باريس. وفي الأيام التالية، تقدمت امرأتان بدعويين منفصلتين ضد المصمم البريطاني الذي حقق شهرة مدوية خلال 15 عاما من التعاون مع دار «ديور» التابعة لمجموعة تجارية تتعامل بالبضائع الفخمة يملكها رجل الأعمال الفرنسي برنار آرنو. وخضع غاليانو لجلسة استجواب أولى أمام النيابة للرد على عبارات بدرت منه، في مناسبتين مختلفتين وفي المكان العام ذاته. وزعمت إحدى المدعيتين أن المصمم قال نعتها بأنها «عاهرة بشعة» و«يهودية قذرة». كما وصف رفيقها بـ«الآسيوي القذر». أما المدعية الثانية، التي ظهرت بعد 3 أيام من تقدم المدعية الأولى بشكواها، فقالت إن غاليانو شتمها، في الخريف الماضي، شتيمة من النوع نفسه لكنها لم تتقدم بدعوى ضده، آنذاك، لأنه كان مخمورا. ونفى غاليانو الأمر وقدم اعتذارا عما بدر عنه وطلب من محاميه أن يتقدم بدعويين مضادتين بتهمة التشهير وتلويث السمعة. لكن الشريط المسجل له والذي كشفته صحيفة «الصن» البريطانية زاد من تضييق الخناق على المصمم الذي ظهر وهو يجاهر بحبه للزعيم النازي هتلر.

وفي حين سارعت «ديور» إلى تعليق عمل المصمم لديها لحين صدور الحكم في القضية، فإنها عمدت بعد أيام إلى فصله من عمله كمصمم ومدير فني لمجموعاتها، وذلك بعد النقد الشديد الذي وجهته الممثلة ناتالي بورتمان إلى غاليانو، بسبب أقواله في الشريط المتناقل على الشبكة الإلكترونية. وفازت الممثلة التي تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية والمولودة في القدس باسم ناتالي هيرشلاغ، بجائزة «أوسكار» أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «البجعة السوداء»، الأحد الماضي.