سيجارة كيت موس «تشعل» عرض «لوي فويتون» في باريس

مطعم النخبة السياسية في باريس ربح دعوى تجيز له السماح بالتدخين

TT

أثار ظهور عارضة الأزياء كيت موس وهي تنفث دخان سيجارتها أثناء اشتراكها في عرض لدار «لوي فويتون»، ضمن موسم باريس الحالي للثياب الجاهزة، ردود فعل متباينة، خصوصا أن فرنسا تطبق، منذ سنوات، قانونا يمنع التدخين في الأماكن العامة. لكن الأمر لم يصل إلى حد «الفضيحة»، حيث تعاملت الأوساط الباريسية مع سيجارة العارضة البريطانية وكأنها نوع من «الاستفزاز المسرحي» الصادر عن امرأة لم يعرف عنها، يوما، الالتزام بالقواعد والتعليمات.

ونشرت صحف الأمس ومواقع إلكترونية صور موس وهي تشعل سيجارتها على منصة عرض «فويتون»، مشيرة إلى أن الجمهور استقبل «نزق» العارضة المدللة بالتصفيق، لأنها كيت و«يجوز لها ما لا يجوز لغيرها»، مثلما كان يقال عن الشعراء العرب القدامى. لكن الانتقاد تركز على الفندق السيئ الإضاءة الذي جرى فيه العرض، وعلى فتيات الاستقبال اللواتي قدمن المشروبات للحضور وهن يرتدين ثياب الخادمات ويحملن مكانس من الريش، وعلى تقييد معاصم العارضات الخارجات من مصعد حديدي عتيق، وكأنهن في فيلم بوليسي بالأسود والأبيض.

وأوضح مارك جاكوبز، مصمم العرض، أنه أراد أن يعكس أجواء الاستحواذ والخضوع في فندق معتم تدور في حجراته جرائم وفضائح وغيرها من الممنوعات، وتتنقل في أرجائه مخلوقات جميلة غامضة. وفي هذا السياق جاءت السيجارة التي «أشعلت» العرض. لكن معترضين على المشهد ذكروا، في مدونات على الشبكة الإلكترونية، أن كيت موس ما زالت تدخن 30 سيجارة في اليوم. كما أعاد آخرون التذكير بصور لها نشرت قبل أكثر من سنتين وهي تدخن لفافة مشبوهة أمام طفلتها، مع كل ما توحي به الصور من مثال سيئ.

ومن جانب آخر، سمحت محكمة الجزاء في باريس، أمس، لواحد من أشهر مطاعم العاصمة بالاحتفاظ بصالة خاصة بالزبائن المدخنين، خلافا لما طالب به المدعون، وهم ممثلو جمعية تدافع عن حقوق غير المدخنين وتسهر على تطبيق قانون حظر التدخين الذي دخل حيز التطبيق، في فرنسا، منذ 2008. لكن المحكمة أدانت صاحبة المطعم بسبب إعلانات تشير إلى السماح بالتدخين فيه.

والمطعم المذكور هو «تانت مارغريت»، الذي يعتبر ملتقى رجال السياسة والإعلام لوقوعه قريبا من مبنى البرلمان الفرنسي، وكذلك فرعه الأم في بلدة «سوليو» بمنطقة «كوت دور»، وسط شرقي البلاد. وانتقلت إدارة المطعمين إلى دومينيك، أرملة الطباخ الشهير برنار لوازو، بعد انتحار زوجها في مكتبه بالطابق العلوي من مطعمه في «سوليو»، متأثرا بسحب دليل «ميشلان» للمطاعم نجمة منه.

وذكر المدعون أن المتهمة سمحت في مطعمها بتقديم المأكولات والمشروبات في الصالة الخاصة بالمدخنين، خلافا للقانون الذي يجيز إقامة غرف معزولة لهم ولا يجوز تقديم خدمات الطعام فيها. لكن القاضي ارتأى عكس ذلك. كما أخذ المدعون على مدام لوازو أنها نشرت على الموقع الإلكتروني لها دعايات تشير إلى أن في «الإمكان التمتع بالتدخين لدى (تانت مارغريت)». وعن هذه التهمة قضت المحكمة بأن تدفع المتهمة وأحد العاملين معها غرامات تبلغ في مجموعها 3500 يورو، مع وقف التنفيذ.

لكن الادعاء لم يخسر دعواه بالكامل، فقد قضت المحكمة بأن تدفع مطاعم «شي ماريوس»، المملوكة لمجموعة لوازو، غرامات بقيمة 5 آلاف يورو إلى الجمعية المدافعة عن حقوق غير المدخنين، وهو ما يقل كثيرا عن مبلغ 20 ألف يورو الذي كانت قد طلبته.