مهراجا بارودا يطل على الأسواق العالمية عبر مظلة ملكية غزلت باللؤلؤ والألماس وخيوط الذهب

تعرضها «دار سوذبيز» في نيويورك

TT

بعد أن بهرت سجادة بارودا اللؤلؤية الأسواق في عام 2009، يعود سحر السجادة التي غزلت باللؤلؤ والماس وخيوط الذهب ليطل على الساحة العالمية عبر مزاد قادم لـ«دار سوذبيز» في نيويورك يوم 24 مارس (آذار) الحالي.

السجادة التي باعتها الدار في مزادها بالدوحة عام 2009 بمبلغ 5.4 مليون دولار أميركي صنعت بناء على أمر كاندي راو مهراجا بارودا عام 1860 تقريبا لإهدائها للحرم النبوي، وتحتوي على نحو مليوني حبة لؤلؤ من النوع الذي يعرف باسم «لؤلؤ البصرة» أما الزخارف فمصنوعة من الأحجار الكريمة الملونة والخيوط الذهبية وأحجار الماس.

وفي المزاد الحالي تقدم الدار قطعة أخرى تعود إلى نفس المنسوجة التي تعد جزءا من مجموعة كاملة من أربع قطع مستطيلة الشكل ومرصعة بالمجوهرات والألماس، ولم يتبق من تلك المجموعة الساحرة سوى مظلة ملكية تعرضها الدار في مزادها الحالي. وتشير ماري جو أوتسي خبيرة السجاد بـ«سوذبيز» نيويورك إلى أن القطع الأخرى اختفت من على الساحة منذ عام 1914 وتتوقع أن تكون قد فككت وبيعت المجوهرات بشكل منفصل وإن كانت المعلومات عن القطع منعدمة الآن.

ويتوقع مسؤولو الدار أن تتوج الظلة قائمة الأعمال المشاركة في مزاد الأعمال الفنية لمنطقة الهند وجنوب شرقي آسيا في نيويورك، وتقدر لها سعرا يتراوح ما بين 3 إلى 5 ملايين دولار أميركي. ولمن لن تتاح له الفرصة لمعاينة الظلة عن قرب فالصور قد تعطي لمحة تقريبية لحرفية الصانع، فالظلة تتباهى بلآلئ «البصرة» الطبيعية التي تشكل أزهار كرمة العنب المورقة والمشغولة بالخرز الزجاجي الملون ويعززها أيضا قطع من الألماس والزمرد والياقوت الأزرق. وحسب مصادر في دار «سوذبيز» فيبلغ عد المجوهرات التي تزين تلك القطعة الفريدة نحو 500 ألف قطعة. كما تشير أوتسي إلى أن لؤلؤ البصرة كان مفضلا من جانب أغنياء الهند والمهراجات باعتباره أفضل أنواع اللآلئ وقتها.

يعود تصنيع الظلة إلى عام 1865 بطلب من مهراجا بارودا كاندي راو جيكوار وكان الأمر يقضي بإتمامها كجزء من مجموعة كاملة تتألف من أربع قطع مستطيلة الشكل. وتشير أوتسي إلى أن العمل في المجموعة استغرق خمس سنوات وأن المهراجا توفي قبل أن يستطيع إهداءها للحرم النبوي الشريف لتبقى في حوزة عائلته قرنا آخر من الزمان. ويشير تقرير الدار حول القطعة إلى أنها عرضت من قبل في معرض الفنون الهندية في 1902-1903 في العاصمة دلهي، وهو المعرض الذي خصص لمقتنيات المهراجا، وفي منتصف القرن العشرين آلت القطع إلى أملاك سيتا ديفي زوجة مهراجا بارودا، وقد نقلت ديفي عددا من ممتلكات ومجوهرات العائلة إلى مسكنها في باريس ولندن وبعد ذلك إلى موناكو، وظلت ضمن أملاكها حتى عام 1986. وقد عرضت الظلة الملكية لمهراجا بارودافي متحف فيكتوريا آند ألبرت بلندن العام الماضي ضمن معرض «المهراجا: روعة القصور الهندية».

يذكر أن مهراجا بارودا عرف عنه ولعه بالمجوهرات الثمينة حيث أقدم في عام 1867 على شراء أكبر ماسة في العالم وقتها «نجم الجنوب». وتقف الظلة اليوم شاهدا على مظاهر الترف والبذخ التي لفت بلاط المهراجا.