انطلاق «آرت دبي 2011» بمشاركة 34 دولة من الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا

السياسة تعبق الأجواء

TT

انطلقت أمس في دبي أحدث دورات التظاهرة الفنية «آرت دبي» التي تشارك فيها هذا العام 81 صالة فنية إقليمية وعالمية تمثل 34 دولة من منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا. وبدأ المهرجان فعالياته بزيارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي تفقد مختلف الصالات المشاركة ورافقته في الجولة مديرة «آرت دبي» أنتونيا كارفر.

الجولة خلال القاعات الرئيسية للمعرض الضخم قد تصيب الزائر بالتخمة الفنية إذ تتنوع المعروضات والرؤى وتتنافس الصالات في ما بينها لإبراز أعمال فنانيها. وهذا العام تطغى السياسة على جو المعرض، فمن العراق إلى إيران إلى أحداث العالم العربي تتابع الأعمال الفنية التي تجذب المشاهد وتطرح بقوة رؤى مختلفة حول الأحداث السياسية في المنطقة. وتلفت النظر مدى حداثة الأعمال المعروضة ومعاصرتها للأحداث القريبة جدا، حتى إن إحدى الصالات وضعت في مدخلها لوحة زيتية كبيرة تصور الزعيم الليبي معمر القذافي خلف غلالة حمراء، نرى من خلالها لوغو قناة «الجزيرة».

من جانبها ترى أنتونيا كارفر مديرة المعرض، أن دبي بحكم موقعها، تمثل صلة فنية بين دول العالم بقدر ما كانت تمثل في الماضي «صلة وصل تجارية بين جنوب آسيا وإيران والبلدان العربية والأفريقية». وتضيف كارفر أن دبي تتيح للمبدعين «البيئة المثالية اللازمة لدعم الفنانين والمبدعين واستضافة المعارض والصالات الفنية».

واستقطب «آرت دبي 2011» نخبة النخبة من الصالات الفنية العالمية والإقليمية، أكثر من عشر منها ينصب اهتمامها على منطقة الشرق الأوسط وتشارك في الحدث للمرة الأولى، كما يشهد المعرض زيادة لافتة في عروض الصالات الفنية لأعمال الفنان الواحد.

وتضم أروقة «آرت دبي 2011» لوحات ومنحوتات وصورا احترافية وأعمالا تركيبية للفيديو، ويلفت النظر أيضا أن بعض الأعمال صاحبتها الموسيقى الشرقية، فمثلا في أحد جوانب المعرض يلف صوت أم كلثوم الزائر، وكأنما يكمل الحالة الفنية التي يعيشها المتلقي ويدفعه نحو تفسير محلي أو حتى عاطفي للمعروضات حوله.

ويلفت النظر هذا العام مشاركة مؤسسة «كارتييه» المنبثقة عن دار مجوهرات «كارتييه» بمعرض خاص، و«كارتييه» بذلك تنضم إلى دار «فان كليف آند أربلز» الذي يقيم سنويا معرضا للمجوهرات ضمن فعاليات «آرت دبي».

«كارتييه» اختارت المزج بين الفن والمجوهرات في معرض فني فريد تتوسطه اسطوانة عملاقة اصطفت فيها عقود اللؤلؤ والأحجار الكريمة، وعلى الجدران المحيطة بتلك الاسطوانة تسرد مجموعة اللوحات والاسكتشات مشاهد مختلفة تسرد على المتفرج قصة تلك الاسطوانة الملونة. المعرض للفنان موبوس وتمثل اللوحات فيه نوعا من الحوار مع الاسطوانة وتستوحي منها مشاهد متتابعة لعملاق يخرج من قلب الاسطوانة إلى الصحراء يغيرها ويتحاور مع سكانها.

أما دار «فان كليف آند أربلز» فقد قدمت عرضا للمجوهرات الرفيعة اختارت له عنوان «الرحلات الاستثنائية» وهي مستوحاة من الروايات الأربع التي خطت بقلم الأديب الشهير جول فيرن، الذي يتردد صدى عالمه هنا، حيث تستوحي الدار من عالمه الأشبه بالأحلام وتنسج منه قطعا تصور جمال الحياة النباتية والحيوانية والسماء والنجوم وحشد من المخلوقات الخيالية. واعتمدت الدار في عرضها هذا على مواهب المخرج المسرحي الفريد وارياس والرسام روبن التيرو اللذين ابتكرا عالما خياليا يمتد على مساحة 400 متر مربع تحول فيه الزوار لمسافرين يعيشون مغامرة مثيرة.

* على هامش افتتاح آرت دبي:

- حالة من النشاط والحيوية لفت مركز دبي المالي، حيث احتفلت صالات الفنون الموجودة هناك بانطلاق عرس الفنون السنوي لدبي، وتدفق الزوار على افتتاح معرض «حافة الصحراء» للفن السعودي المعاصر ومنه إلى غاليري «الربع الخالي» (ايمبتي كوارتر)، حيث يقام معرض «مشاهد الحرب»، ومنه إلى صالة فرجام، حيث يقام معرض «الحب ليس كل شيء» للفنان الإيراني فرهاد موشيري ضمن رائعته «عشق».

- من الفعاليات المرتقبة المقامة بالتزامن مع المعرض «منتدى الفن العالمي الخامس»، الملتقى الأول للحوار الثقافي والمعرفي والإبداعي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. ويشرف على المنتدى في دورته الخامسة لجنة من القيمين الدوليين والإقليميين برئاسة الفنان العالمي شومون بسار. يناقش المشاركون في أعمال المنتدى، من فنانين وقيمين ومقتنين، على مدى أربعة أيام، تغير جمهور الأعمال الفنية المعاصرة بفعل تغير الظروف العالمية، وكيف أن توقعات هؤلاء تؤثر في أعمال الفنانين وتوجهاتهم، ونقاط التصادم بين الفن وصناعة الموضة.

- من أبرز المشاركين في «منتدى الفن العالمي الخامس»: هانس أولريخ أوبريست، المدير المشارك لشؤون المعارض والبرامج ومدير المشاريع الدولية في «سيربنتاين غاليري» اللندنية، والفنان الإيطالي فرانسيسكو فيزيلو، وجيرمانو سيلانت، مدير دار الأزياء العالمية «برادا» من مدينة ميلانو الإيطالية، وسلطان سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة براجيل الفنية، ووسن الخضيري، مديرة «متحف الفن العربي الحديث»، وفاسيف كورتون، مدير البحوث والبرامج في مؤسسة «سولت» التركية وأمين عام جناح الإمارات في «بينالي البندقية 2011». بينما ستقوم الفنانة الإيرانية الأصل المقيمة في برلين ناتاشا صدر حاجيجيان، بجولة ببليوغرافية يستضيفها موقع «آرت دبي» على الإنترنت.

- جذبت الصالات هذا العام مجموعة من أبرز الفنانين أمثال أنيش كابور ومنى حاطوم والفنان ولفغانغ تيلمانز وفرهاد موشيري، كما ظهرت بعض الأسماء الناشئة التي تنافست بقوة على عين الزائر.

- يشهد المعرض سلسلة من الجلسات والحوارات، إحداها عن اقتناء الأعمال الفنية ورعاية الحركة الفنية والإبداعية، وكذلك جلسات «آرت بارك» التي تشمل عروضا أدائية وحوارات وورش عمل، وكذلك فعالية «الفكرة الكبرى»، في دورتها الثانية، التي يناقش من خلالها فنانون ومصممون مقيمون بدولة الإمارات العربية المتحدة أفكارهم ومشاريعهم الداعمة لمستقبل المشهد الثقافي والمعرفي والإبداعي في بلدان المنطقة.

- أثر غاليري من المملكة العربية السعودية قدم مجموعة من الأعمال للفنان صديق واصل بعنوان «معلقات»، كما قدم أعمالا للفنان أيمن يسري والفنان سامي التركي والفنانة مها ملوح.