السعودية: «هيئة السياحة» و«أرامكو» توقعان اتفاقية في مجالات الأبحاث المسحية للمحافظة على الآثار

تأتي ضمن العمل التكاملي مع مؤسسات الدولة والشركات الكبرى

الأمير سلطان بن سلمان وخالد الفالح بعد توقيع الاتفاقية («الشرق الأوسط»)
TT

وقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركة «أرامكو» السعودية مؤخرا، اتفاقية التعاون المشترك التي تتمثل في مجالات المحافظة على الآثار، وتبادل الخبرات في الأبحاث والدراسات المسحية والميدانية والتطوير الإداري والتقني وإدارة المشاريع والاستثمار السياحي.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن هذه الاتفاقية تأتي تعزيزا للتعاون القائم بين هيئة السياحة والآثار و«أرامكو» السعودية وتوسيعه، ليشمل مجالات الآثار والتراث العمراني، وتشجيع الاستثمار السياحي وتطوير المتاحف الخاصة، التي أضيفت مهامها للهيئة، بناء على تنظيمها المعتمد من الدولة.

وبين الأمير سلطان بن سلمان أن هذه الاتفاقية ستكون تتويجا لما بدأته الهيئة منذ الأيام الأولى لنشأتها، واستفادتها من خبرات الشركة في وضع اللبنات لعمل الهيئة وبناء جهازها ونهجها الإداري، خاصة في ما يتعلق بتأسيس قطاع تقنية المعلومات وإدارة المشاريع، وتهيئة المواطنين للقيام بمهام قيادة أعمال الهيئة في بيئة إدارية متقدمة. مشيرا إلى أن «أرامكو» شركة وطنية رائدة لها الكثير من المبادرات الوطنية، وتعرف بقدرتها المميزة.

وأضاف أن هيئة السياحة تنتهج مبدأ الشراكة في أعمالها مع جميع المؤسسات. معتبرا أن العمل التكاملي مهم لتنسيق الجهود بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن. واتفاقية التعاون بين هيئة السياحة و«أرامكو» السعودية تأتي ضمن هذا العمل التكاملي المستمر مع مؤسسات الدولة والشركات الكبرى المميزة مثل «أرامكو» السعودية.

وثمن الأمير سلطان في الوقت نفسه دعم المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية، رئيس مجلس إدارة «أرامكو» السعودية، بتعزيز التعاون مع الهيئة في الكثير من المجالات. منوها بأهمية هذه الاتفاقية في دعم الأنشطة والبرامج المتعلقة بالسياحة والآثار والتراث العمراني ومجالات الاستثمار السياحي والتطوير الإداري وتقنية المعلومات وإدارة المشاريع، تأسيسا على ما تتمتع به «أرامكو» السعودية من مكانة رائدة ومتميزة.

وكان وزير البترول والثروة المعدنية قد أكد لدى حضوره معرض تراث المملكة المخطوط الذي رعته «أرامكو» السعودية في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن الشركة منذ تأسيسها قامت، عبر جهود عدد من موظفيها، باستكشاف الكثير من الآثار وتوثيق ملاحظاتها ودراساتها عبر المئات من الصور الفوتوغرافية، التي تدون مظاهر الحياة قبيل مرحلة اكتشاف البترول، وحققت نجاحا في التنقيب عن آثار مهمة يعود تاريخها إلى عصور ماضية من تاريخ الجزيرة العربية.

من جانبه، قال المهندس خالد الفالح، رئيس «أرامكو» السعودية: «إن هذا التعاون ثمرة لرغبة هيئة السياحة والآثار وشركة (أرامكو) في المحافظة على التراث الوطني، وإبراز مكانة المملكة التاريخية والحضارات المتعددة التي نشأت على مر العصور في الجزيرة العربية».

وأشار المهندس الفالح إلى الجهود الاستثنائية المثمرة التي بذلها عدد من موظفي «أرامكو» السعودية في البحث عن تراث المنطقة وآثارها، وتسجيل الملاحظات عنها، ودورهم المهم في رصدها ودراستها والمحافظة عليها، وتسليمها للجهات المختصة. كما لفت إلى الدراسات والبحوث، التي قدمها موظفو الشركة في مجال التاريخ القديم للمنطقة الشرقية، ومشاركاتهم في عدد من المؤتمرات الدولية.

تجدر الإشارة إلى أن توقيع هذه الاتفاقية جاء ضمن زيارة قام بها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، وعدد من المسؤولين في الهيئة لمقر «أرامكو» السعودية في الظهران، حيث التقوا عددا من المسؤولين فيها وشاهدوا عرضا عن مشروع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي.

كما زاروا مركز تنسيق العمليات في الظهران، واطلعوا على التطور التقني الكبير الذي تقوده الكوادر الوطنية في «أرامكو» السعودية لتسيير أعمال إنتاج ومناولة الزيت والغاز والمنتجات البترولية وإمداد الأسواق بما تحتاجه من ذلك بموثوقية عالية. كما شملت زيارته والوفد المرافق له للشركة، جولة في عدد من المواقع التراثية والتاريخية المهمة.