«البوكر» للرواية العربية تمنح مناصفة لسعودية ومغربي

رجاء عالم تفوز بها عن «طوق الحمام» وبهذا تحط الجائزة في السعودية للسنة الثانية على التوالي

رجاء عالم صاحبة رواية «طوق الحمام»
TT

حازت الروائية السعودية رجاء عالم والروائي المغربي محمد الأشعري بجائزة البوكر للرواية العربية مناصفة لعام 2011، في حفل أقيم في العاصمة الإماراتية أبوظبي مساء أول من أمس. رواية رجاء عالم حملت اسم «طوق الحمام»، أما رواية زميلها المغربي فجاءت تحت اسم «القوس والفراشة».

وقررت لجنة التحكيم منح الجائزة مناصفة للروايتين في وقت واحد، «وهي بحسب تقاليد الجائزة المرة الأولى التي يتم فيها ذلك». وتتناول عالم في روايتها العوالم السرية التي تخفيها مدينة مكة المكرمة، من فساد يقوده المقاولون لتدمير روح مكة المكرمة وعمقها التاريخي ويرسمون بها ملامح مدينة ذات وجه بشع خلف ستار المدينة المقدسة.

وتتناول رواية «القوس والفراشة» للأشعري موضوعي التطرف الديني والإرهاب من زاوية جديدة، ويكشف فيها عن تأثيرات الظاهرة على المنطقة العربية.

ولم يخف خالد الحروب، عضو لجنة الأمناء لـ«الشرق الأوسط»، أن الاختيار أثار دهشة الأوساط الثقافية العربية لمنح الجائزة مناصفة، مضيفا أن لجنة التحكيم «رفعت إلى مجلس الأمناء رأيها بأن لديها روايتين في مستوى فني وإبداعي واحد، من دون أن تكشف عن اسمي الروائيين»، وتابع أن «اللجنة وبعد العودة إلى قانون البوكر (الجائزة الأم)، لم تجد ما يمنع منح الجائزة مناصفة لكاتبين». لجنة الجائزة يرأسها الروائي والناقد والشاعر العراقي فاضل العزاوي، الذي وصف الروايتين بأنهما رائعتان ومبدعتان، وتناقشان بشكل عقلاني ومنطقي مسائل وقضايا حساسة تخص منطقة الشرق الأوسط، وتابع أن مشكلات تطرحها الروايتان كانت مشاهدة ومكتوبة على اللوحات خلال المظاهرات الأخيرة التي هزت المنطقة العربية بأسرها تطالب بالتغيير.

وشدد الحروب على أن المعيار الرئيسي للجائزة هو الإبداع فقط دون النظر إلى جنسية أو جنس الروائي. وقال إن لجنة التحكيم تم اختيارها على أساس أن قراراتها حرة ونهائية. وزاد «لو رأت لجنة التحكيم أن القائمة القصيرة لستة أعمال من بلد واحد، فسيكون من حقها ذلك»، ودلل الحروب على أخذ الإبداع كاعتبار وحيد في ترشيح الأعمال والمفاضلة بينها، حيث قال: «فاز بالجائزة العام الماضي الروائي السعودي عبده خال، وفازت بها هذا العام رجاء عالم، مما يشير إلى الاعتماد على الإبداع فقط، وليس على الأسماء أو على الجنسيات، في منح الجائزة».

ودافع الحروب عن دور أمانة الجائزة في إنجاز الترجمة للروايات الفائزة أو الروايات التي تصل للقائمة القصيرة، وقال: «الجائزة لا تقدم ترجمة وإنما تربط الأعمال الفائزة أو الأعمال التي تصل إلى القائمة القصيرة بدور النشر والناشرين في بريطانيا وفرنسا وغيرها، كما تقدم لدور النشر البارزة عالميا ملخصات عن أهمية هذه الروايات وأنها نافست على الجائزة أو حصلت عليها».

وأوضحت لجنة الجائزة أن اختيار الفائزين لدورة عام 2011، تم من بين ست روايات ترشحت للقائمة القصيرة التي تم الإعلان عنها في العاصمة القطرية الدوحة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

تتألف لجنة التحكيم من فاضل العزاوي رئيسا، وعضوية كل من الأكاديمية والباحثة والناقدة البحرينية منيرة الفاضل، والأكاديمية والمترجمة والناقدة الإيطالية إيزابيلا كاميرا دافليتو، والكاتب والصحفي الأردني أمجد ناصر، والكاتب والناقد المغربي سعيد يقطين. وتم خلال الحفل تكريم كل من الروائيين الذين وصلوا إلى القائمة القصيرة، وذلك من قبل لجنة التحكيم ومؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، الجهة الممولة للجائزة ومؤسسة جائزة بوكر. وحصل كل من الروائيين على 10 آلاف دولار، في حين حصل الفائز بالمركز الأول على 50 ألف دولار إضافية.

وتعد جائزة البوكر ثمرة تعاون بين مؤسسة بوكر ومؤسسة الإمارات منذ عام 2007. وتعتبر مؤسسة الإمارات إحدى أبرز المؤسسات الخيرية في الإمارات العربية المتحدة، وتأسست في عام 2005، وتعنى برعاية مشاريع ثقافية وإنمائية وعلمية واجتماعية متنوعة، على الصعيدين المحلي والعالمي، وتطمح، من خلال تنوع المشاريع، إلى إتاحة كل أشكال الموارد الثقافية والتعليمية والتقنية أمام شعب الإمارات.

الجدير بالذكر أن خمس روايات عربية حازت الجائزة حتى الآن، فبالإضافة إلى روايتي «طوق الحمام» و«القوس والفراشة» الفائزتين هذا العام، كان قد فاز بالجائزة ثلاثة روائيين عرب هم مصريان وسعودي. ففي عام 2008، فازت رواية «واحة الغروب» للروائي المصري بهاء طاهر بالجائزة، كما حصدتها في عام 2009 رواية «عزازيل»، للمصري يوسف زيدان، وكانت جائزة عام 2010 من نصيب رواية «ترمي بشرر» للروائي السعودي عبده الخال.