«بنك الأفكار».. مبادرة جديدة لشباب مصريين لصناعة المستقبل

يحلمون باختيار اليونيسكو القاهرة عاصمة لها.. وبوزارة تحتضنها

TT

«بنك الأفكار»، مبادرة يتبناها مجموعة من الشباب المصري لدعم وتشجيع الأفراد العاديين ممن لديهم اقتراحات أو أفكار يمكنها أن تسهم في نهضة وتطور المجتمع المصري تمهيدا للبحث عن آلية لعرضها على المسؤولين كل في مجال تخصصه، في محاولة للاستفادة من طاقات كثيرة قد تكون معطلة، وأفكار كثيرة ربما لا يعرف أصحابها وسيلة تمكنهم من الخروج بها إلى النور للتعرف على تفاصيل أكثر.

ولاء عز الدين، المسؤولة عن المبادرة، تقول لـ«الشرق الأوسط» إن الفكرة كانت في ذهنها منذ فترة طويلة «لكنها دخلت إلى حيز التنفيذ مع نجاح ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، فتمنيت أن تكون هناك مؤسسة من أكبر مؤسسات الدولة تهتم فقط بالأفكار، أي أفكار، مهما كانت بسيطة أو أصحابها من أبسط الناس، لأنني مقتنعة تمام الاقتناع بأن أغلب الأفكار ذات القيمة الكبيرة تأتى من عقول البسطاء».

تتابع ولاء «بشكل عام فإن الهدف الأساسي من الفكرة هو عمل شبه عملية (عصف ذهني) لكل المصريين في ما يخص كل شؤونهم من أصغرها لأكبرها في جميع المجالات، ومساعدة أصحاب الاختراعات والابتكارات على تسجيل أفكارهم في الجهات المختصة بذلك، والعمل على تشجيعهم للشروع في تنفيذ نماذج أولية لاختراعاتهم لتوضيح أفكارهم، إضافة إلى إيصال هذه الأفكار للمسؤولين كل حسب نوع فكرته، وعلى سبيل المثال: الأفكار الصناعية تعرض على مسؤولي وزارة الصناعة وعلى رأسهم وزير الصناعة، وكذلك الحال بالنسبة للأفكار الزراعية والسياحية، وأن يكون هناك سعي نحو الارتقاء بفكرة بنك الأفكار إلى أن تصبح مؤسسة ذات شأن بمصر. أيضا نشر فكرة (التفكير البناء) بين المواطنين، حتى يتعود المصريون على فكرة التفكير الإيجابي بدلا من الصمت الذي تعودنا عليه لأمد بعيد.. فإذا لم تستطع تنفيذ شيء يفيد وطنك فمن الممكن أن تفيده فقط بإعمال عقلك. إلى جانب الكثير من الأفكار والمقترحات وكذلك الاختراعات لإعادة إعمار مصر في جميع المجالات، مع الأخذ في الاعتبار أن أغلب الأفكار القومية تأتي من أشخاص عاديين لا علاقة لهم بالسياسة وليست لهم أي توجهات من أي نوع، فقط هم مصريون تشغلهم قضية إعادة إعمار مصر».

وحول الأولويات الراهنة في بنك الأفكار تضيف ولاء «من وجهة نظري أن ما تحتاجه مصر في المرحلة الحالية هو الاتجاه نحو بناء اقتصاد قوي، وهذا لم ولن يحدث إلا بعد تركيزنا على مواردنا وأهمها الأراضي الصحراوية التي يمكن استصلاحها، والاهتمام بالسياحة، ثم الاهتمام بالصناعة والمشاريع الصغيرة للشباب، وكذلك الاهتمام بمحو أمية القراءة والكتابة وأمية الكمبيوتر، والتعليم والبحث العلمي لأنه لا يوجد تقدم من دون علم.. كما أتمنى تفعيل الأفكار والتوصيات الخاصة برسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعات المصرية، فهناك أفكار رائعة لكنها مركونة على الأرفف منذ سنوات من دون الاستفادة منها في كل المجالات والتخصصات، كما أن الشباب المصريين الآن لديهم طاقات هائلة وحماس منقطع النظير، لذلك لا بد من توجيههم للالتفاف حول مشروع قومي يكون بمثابة الحلم لكل شاب مصري. فأغلب من يخاف على مصلحة هذا الوطن يريد الانتقال من فكرة (عمل الثورة) إلى (ثورة العمل)».

وفي سياق متصل، يقول خالد زنون، رئيس جمعية بنك الأفكار الجديدة، وهي جمعية مشهرة في مصر منذ عام 2009، إن «فكرة الجمعية جاءت نتيجة مجموعة من الأفكار، كانت لدي ولم أعرف على من أعرضها أو كيف يمكن أن تدخل حيز التنفيذ، فليست هناك أي جهة تتولى أو تتبنى هذا الأمر، أي مواطن أو أي إنسان عادى جدا يمكن أن تكون لديه أفكار مميزة جدا، لكنه لا يعرف طريقا لعرضها على المسؤولين، فنحن نهدف إلى تحريك العقول من الركود إلى التفكير، ونسعى إلى تشجيع الناس على الإبداع والابتكار».

وعن أهم أهداف الجمعية يضيف زنون «تشجيع جميع أفراد الشعب على تقديم أفكار جديدة في كل مجالات الحياة المختلفة مثل (التعليم، الصحة، البيئة، الزراعة، الصناعة، التجارة، السياحة، الفن، الرياضة، التكافل الاجتماعي، الإسكان والبناء، النقل والمواصلات، المحاكم والقضاء، زيادة عدد السكان، البطالة، التنمية، السياسة، الاقتصاد، الشرطة، الجيش، التنظيم الداخلي، التنظيم الخارجي، الإعلام)، ومساعدة أصحاب الأفكار الجديدة على تسجيلها بأسمائهم في الجهات الحكومية المختصة بمساهمة مجانية من الجمعية، على أن تكون جميع الحقوق الأدبية والمادية لكل فكرة جديدة محفوظة لصاحبها، ويقتصر دور الجمعية على إيصال الأفكار الجديدة إلى المسؤولين».

ويتابع زنون «أيضا من أهم أهدافنا الدعوة لإنشاء وزارة في مصر تكون مختصة فقط بالأفكار، وستكون مصر لها المبادرة في العالم كله بأنها أول من طبق هذه الفكرة وأدخلها حيز التنفيذ، على أن تضم هذه الوزارة لجانا متخصصة في كل المجالات لفرز الأفكار ودراستها واختيار المناسب منها. كما نهدف إلى طبع كتاب سنوي يضم الأفكار الجديدة لتكون موثقة بحيث تسهل الاستفادة منها، ونسعى بالفعل الآن إلى إعداد النسخة الأولى من هذا الكتاب لتكون هدية للرئيس القادم والحكومة القادمة».

وحول ردود فعل الجماهير يؤكد زنون أن «هناك إقبالا كبيرا جدا من الناس على التعاون معنا وإمدادنا بالأفكار، وهناك أفكار أكثر من رائعة في كل المجالات يمكنها أن تساعد على حل كثير من مشكلاتنا في مجالات عديدة، إضافة إلى حل مشكلات يعانى منها العالم أجمع متعلقة بالبيئة أو المياه أو الصناعة، فخلال العامين الماضيين وهما عمر الجمعية تلقينا نحو 15 ألف فكرة، وهذه هي البداية فقط».

ويخلص خالد زنون قائلا «لدينا الكثير من الأحلام على المستوى البعيد، فبعد تنفيذنا للأهداف السابقة نأمل أن تختار اليونيسكو القاهرة كعاصمة للأفكار على مستوى العالم، مما سيعطي مكانة كبيرة لمصر على المستوى العالمي، كما أن حلمنا الأكبر هو أن تحصل فكرة بنك الأفكار في يوم من الأيام على جائزة نوبل، فلا بد أن تكون أحلامنا كبيرة لنعمل بشكل جاد وكبير، فكل الإنجازات الكبيرة بدأت بأفكار بسيطة جدا لكن سعي أصحابها للعمل والاجتهاد حولها إلى واقع ملموس».