عادات اجتماعية جديدة رفعت أسعار الورود في المغرب إلى مستويات غير مسبوقة

شباب 20 فبراير وزعوا باقات ورد على رجال الأمن في وسط الرباط

فتاة تشتري باقة ورود من سوق «بلاس بتري» في وسط الرباط (تصوير: عبد اللطيف الصيباري)
TT

توقع باعة الزهور والورود بالمغرب استمرار ارتفاع أسعارها حتى مطلع الصيف المقبل، وبرروا ارتفاع الأسعار بكيفية غير مسبوقة، إلى انتشار ظواهر جديدة أصبحت ترتبط بإهداء الزهور وحرص الشركات على تزيين مكاتبها بباقات الورد، عدا المناسبات الاجتماعية المعتادة، وكذلك قلة الإنتاج خلال الفصول الباردة، حيث إن إنتاج حقل واحد من الزهور ينخفض من خمسين ألف وردة للحقل في فصل الصيف إلى ستة آلاف وردة في فصل الشتاء، ذلك لأن الأزهار تنتج أكثر بسبب دفء وحرارة الصيف.

أما ظاهرة انتشار توزيع الورود في المناسبات الاجتماعية وبعض المناسبات غير المعتادة، فقد ازدادت بطريقة لافتة، وبعد أن كانت تقتصر على الأعراس وحفلات أعياد الميلاد، وزيارة المرضى في المستشفيات، أصبح الناس يحملون ورودا معهم عند زيارتهم لأصدقاء، أو حتى عند قضاء معاملاتهم الإدارية، وآخر ما يلفت في هذا المجال، هو أن مجموعة من «شباب وشابات حركة 20 فبراير» التي تطالب بإصلاحات سياسية، وزعوا في الرباط باقات زهور على رجال الأمن في وسط العاصمة المغربية، برهانا على حسن نياتهم.

وحول أسباب تقلبات أسعار الورود يقول عبد السلام وهو عامل في «سوق الزهور» (بلاس بتري) في وسط الرباط إن أسعار الزهور تعرف تقلبات كثيرة خلال العام الواحد، وقال إن الثلاثة أشهر الأولى من العام تعرف دائما ارتفاعا قياسيا لأسعار الزهور حيث إن ثمن الوردة في الصيف يصل إلى خمسة دراهم (نحو نصف دولار) فيما يصل سعرها في الفصول الأخرى إلى عشرين درهما (نحو ثلاثة دولارات)، وأضاف عبد السلام أن ارتفاع الأسعار لم يعد يؤثر على إقبال الناس في اقتناء الورود مع كثرة المناسبات التي تتطلب إهداء الأزهار مثل رأس السنة وعيد الحب وعيد الأم وعيد المرأة والمناسبات الخاصة مثل حفلات الزواج والخطوبة. وأشار عبد السلام إلى أن المتجر الذي يعمل فيه عرف إقبالا كبيرا في عيد المرأة الذي تم الاحتفال به قبل أيام. وأضاف أن الإقبال تزايد كذلك بعد أن أصبحت الشركات تقتني الورود بصفة منتظمة لتزين بها المكاتب. وأوضح أن الزهور في المغرب غالبا ما يتم جلبها إلى الرباط من مراكش وأغادير وبني ملال لكن مع ذلك يتم استيراد زهور أخرى من هولندا، وهي من نوع «جيربيرا» و«توليب» و«سيليس» و«بيكلابول».

وهذه الأنواع توجد في المغرب وبأسعار أقل، لكن جودة الزهور الهولندية عالية جدا ويتم العناية بها جيدا خلافا للأزهار المحلية عدا أن الزبائن غالبا ما يطلبون أزهارا ذات جودة، خاصة تلك الموجهة للمناسبات الخاصة التي يصل ثمنها إلى حدود 1500 درهم (قرابة 180 دولارا).