مصر: وفد من «اليونيسكو» في القاهرة لتقصي حقائق سرقات المواقع الأثرية

الجيش يعيد تمثالين بعد تعرضهما للسرقة

TT

في الوقت الذي تمكنت فيه القوات المسلحة من إعادة تمثالين إلى مخزن أثري مؤقت تابع للبعثة الأثرية الألمانية العاملة في معبد أمنحوتب الثالث خلف تمثالي ممنون، والمنطقة المعروفة بوادي الحيتان بالبر الغربي بالأقصر بعد 24 ساعة من سرقتهما، يصل اليوم الاثنين وفد من منظمة «اليونيسكو» إلى القاهرة لتفقد عدد من المواقع الأثرية، خاصة تلك التي تعرضت لأعمال سرقة. وأعلن أثريون اعتزامهم تقديم قائمة بالآثار التي تمت سرقتها إلى وفد «اليونيسكو» ليتم تعقب سارقيها في الداخل والخارج.

وأكد مصدر أمني أن الأجهزة الأمنية وقوات من الجيش بالأقصر تمكنت أمس الأحد من القبض على 3 من بين 15 متهما قاموا بالسطو المسلح علي مخزن أثري تابع للبعثة الألمانية بالبر الغربي بالأقصر، وعثرت على التمثالين.

وقال المصدر الأمني لـ«الشرق الأوسط»: «تمكن فريق عمل أمني مشترك من تحديد شخصيات المتهمين ومكان وجود التمثالين؛ حيث قامت قوة مشتركة من الجيش ووزارة الداخلية بمهاجمة منزل يختبئ فيه بعض المتهمين في منطقة الرواجح، غرب الأقصر؛ حيث تم القبض على ثلاثة من المتهمين، وضبط السيارة التي استُخدمت في الهجوم على المخزن الأثري». كانت مصادر أثرية قد أكدت أن عصابة مسلحة مكونة من 15 فردا اقتحمت يوم الجمعة الماضي منطقة البر الغربي بمحافظة الأقصر (670 كيلومترا جنوب مصر) واستولت على بعض قطع المخزن المتحفي، واعتدوا على عدد من الحراس وأصابوهم بإصابات بالغة.

وأكد الأثري مصطفى وزيري، مدير عام آثار البر الغربي بالأقصر، أن الاعتداء يعتبر الأول على آثار البر الغربي، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: إن أشخاصا ملثمين في سيارة أجرة (ميكروباص) اعتدوا على الحراس بالأسلحة الآلية، وقاموا بتحطيم أقفال المخزن الذي تخزن فيه البعثة الألمانية القطع الأثرية التي تقوم بترميمها، مطالبا «بضرورة تشديد الحراسة على منطقة البر الغربي، خاصة معبدي الكرنك والأقصر، من قبل القوات المسلحة».

وأوضح الدكتور سمير فرج، محافظ الأقصر، أن «13 فردا تمكنوا من اقتحام مخزن فرعي للبعثة الألمانية العاملة في معبد الملك أمنحوتب الثالث وخلف تمثالي ممنون والمنطقة المعروفة بوادي الحيتان بالبر الغربي بالأقصر، واعتدوا على ثلاثة حراس؛ حيث تم تخديرهم وضربهم وتكتيفهم بالحبال، وتم الاستيلاء على قطعتين أثريتين».

وقال فرج لـ«الشرق الأوسط»: «إن القطعة الأولى عبارة عن رأس تمثال ينسب إلى زوجة الملك أمنحوتب الثالث المكلة (تي)، ارتفاعه 38 سم وعرضه 23 سم وسمكه 26 سم وتم اكتشافها يوم الأربعاء الماضي، والقطعة الثانية لجزء سفلي من الإله (سخمت) إله الحرب مصنوع من الغرانيت، طولها 59 سم وعرضها 40 سم وتم اكتشافها منذ فترة».

من جهة أخرى، يصل اليوم الاثنين وفد من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» إلى القاهرة لتفقد عدد من المواقع الأثرية، خاصة التي تعرضت لسرقات. ومن المقرر أن يتفقد وفد المنظمة الدولية غدا الثلاثاء المتحف المصري بميدان التحرير ومواقع أثرية أخرى، منها المخزن المتحفي بالقنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية، ومخزن تل الفراعين بمحافظة كفر الشيخ ومناطق في سقارة والجيزة.

وينتظر أن يقدم الأثريون المصريون لوفد «اليونيسكو» ما يُعرف بـ«قائمة حمراء» تتضمن الآثار التي تمت سرقتها، ليتم تعقب مرتكبي سرقتها في الداخل والخارج بمشاركة الشرطة الدولية «الإنتربول»، ومراقبة المتاحف العالمية، وصالات المزادات التي تتعامل في تجارة الآثار.

من جانبه، نفى الدكتور محمد عبد المقصود، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري «صحة ما يتردد عن أن وفد (اليونيسكو) سوف يقرر توفير الحماية للآثار المصرية من قبله»، قائلا: «إن مهمة تأمين المواقع الأثرية المصرية شأن مصري داخلي، ودور (اليونيسكو) الوقوف على حالة المواقع الأثرية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، إضافة إلى العمل والمساعدة على استعادة الآثار التي تمت سرقتها ومنع تداولها في الخارج».

وتابع عبد المقصود: «إن الآثار المصرية سوف تتعاون مع وفد (اليونيسكو)، نظرا لدور المنظمة الدولية في حماية التراث الإنساني، وقيامها من قبل بمساعدة مصر في إنقاذ آثار النوبة، ومنع التعدي على المناطق الأثرية»، لافتا إلى «حرص مصر على التعامل بشفافية للإبلاغ عن جميع السرقات التي وقعت بالمواقع والمخازن الأثرية والإعلان عنها في وسائل الإعلام».

وأشار عبد المقصود إلى أن علاقة مصر بالمنظمة الدولية فيما يتعلق بالتراث، انطلاقا من ثقل مصر بالمنظمة، كونها من الدول المؤسسة لهذه المنظمة وعضوا بالمجلس التنفيذي لها، وعضوا بهيئة التراث العالمي التابعة لـ«اليونيسكو»، كما أن مصر لديها 6 مواقع أثرية مدرجة على قائمة التراث العالمية.

وكشف عبد المقصود عن قيام إدارته بالإعلان لاحقا عن نتائج لجان الجرد بمخازن مناطق الهرم وسيناء، والإعلان عما تم فقده ليتم إبلاغ الجهات الأمنية المعنية للعمل على استعادتها.