ضيوف المنتدى الاقتصادي يزورون المنطقة التاريخية بجدة

يحلون على بيت نصيف التاريخي ومسجد الجامع الشافعي

جانب من المنطقة التاريخية التي زارها ضيوف منتدى جدة الاقتصادي («الشرق الأوسط»)
TT

قام ضيوف منتدى جدة الاقتصادي ولجانه العاملة بزيارة للمنطقة التاريخية بمدينة جدة أول من أمس، في بادرة نظمتها بلدية المنطقة التاريخية وبإشراف رئيسها المهندس سامي نوار.

وبالعبارة «يا بختنا يا هنانا.. والكل غنى معانا.. شوفو الأحبة يا ناس.. ما أحلى الليالي في صفانا» رحبت فرقة «الماسة الشعبية» بالحضور الذين شارك بعضهم في رقصات الفلكلور الشعبي الحجازي بأنواعها، مثل العجل والبحري والمزمار، في حين اكتفى البقية بالتوثيق عبر التصوير الضوئي والفيديو أو بالتأمل في هذه الفنون الغريبة عليهم.

وفي حين استمرت الفرقة الشعبية في العرض مع تجمهر عدد من المارة والمتسوقين أيضا، دخل ضيوف المنتدى إلى بيت نصيف الذي نزل فيه الملك عبد العزيز مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة فور وصوله لجدة وضمها إلى مملكته عام 1924.

يحتوي البيت، الذي تحول إلى متحف، على عدد من القطع الأثرية والصور والوثائق الثمينة والخاصة، توثق حياة الملوك السعوديين وتعرض مقتطفات من حياتهم في المناسبات المختلفة.

وفي الدور العلوي وفي إحدى الغرف الكبيرة في بيت نصيف، شاهد الحضور عرضا مرئيا قدمه رئيس بلدية جدة التاريخية، أظهر فيه خرائط عن تاريخ الجزيرة العربية ومدينة جدة، ذاكرا أن المنطقة التاريخية في جدة واحد من 10 آلاف موقع أثري يحملها تراب المملكة.

كما تحدث المهندس نوار عن الأسباب التي أدت لفشل البرتغاليين في حملتهم لاحتلال جدة عام 1504، وبناء سورها في ذلك الوقت من قبل القائد حسين كردي بأمر من السلطان قنصوه الغوري. وتناول تاريخ جدة كمدينة ظلت محطة مهمة للحجاج القادمين من جميع بقاع الأرض.

وأسهب المهندس نوار في الحديث حول جدة التي كانت بمساحة كلم مربع واحد تسكنه 70 ألف نسمة عام 1945، بينما غدت اليوم بمساحة 1600 كيلومتر يسكنها أكثر من 4 ملايين نسمة. وتناول في عرضه طرق البناء التي كانت تعتمد على الأحجار والأخشاب، بالإضافة للحياة الاجتماعية.

وكشف خلال العرض عن صور قادة وزعماء العالم الذين سبق أن زاروا المنطقة التاريخية، ونقل انطباعاتهم ومرئياتهم تجاهها.

وفي بيت نصيف، الذي يبلغ عمره 150 عاما، ذكر أحد الحضور الشرق آسيويين أنه كان يعتقد أن مكة طيلة تاريخها كانت بالشكل نفسها الذي هي عليه الآن، وذلك قبل أن يرى صورا لمكة طيلة تاريخها منذ 5000 عام.

وبعد الجولة في البيت ذي الطوابق الخمسة، قام الجميع بجولة بين بنايات وأسواق المنطقة التاريخية، وشاهدوا عددا من الإصلاحات التي تجري فيها ووقفوا لالتقاط الصور التذكارية أمام مسجد الجامع الشافعي الذي بني في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وأعيد بناؤه قبل 900 سنة ويعد أقدم بناء قائم في عروس البحر الأحمر حتى اليوم.

وخلال الجولة، تساءل أحد الضيوف الروس عن مكان الخيام التي سمع أن أهالي المنطقة كانوا يقطنونها، مستغربا من روعة العمارة القديمة في جدة، وواصفا حاراتها ومجتمعها بالحضاري والمنظم، وذلك بعد رؤيته منظر المحلات التي أغلقت أبوابها في اللحظة ذاتها التي انطلق فيها صوت النداء لصلاة العشاء، من مآذن المساجد المنتشرة في المنطقة.

وبعد العودة إلى بيت نصيف، صعد الجميع إلى سطح البناء والتقطوا الصور للمباني والمقاهي والأسواق المنتشرة حول المدينة التاريخية.

بعد ذلك قام الجميع بتناول طعام العشاء الذي أعدته بلدية المنطقة، والذي اشتمل على عدد من المأكولات العربية والسعودية، كالكبسة والسمبوسة وغيرهما. كما تبادلوا أطراف الحديث بعيدا عن الشؤون الاقتصادية، وذلك في مختلف الأمور المتعلقة بالمدينة القديمة الجديدة بالنسبة لهم.

وفي نهاية الزيارة انضم ضيوف منتدى جدة الاقتصادي واللجان العاملة فيه لأخذ صورة جماعية تذكارية، في حين ودعتهم الفرقة الشعبية بعدد من الأهازيج والأغاني التي حثتهم على تكرار الزيارة مرة أخرى.