إعادة هيكلة ساحة للا يدونة التاريخية في فاس

معماري بريطاني يفوز بمسابقة إدماجها في المشروع العمراني والسياحي

جانب من ساحة «للا يدونة» العتيقة في فاس
TT

فاز مايكل موسيسيان، المهندس المعماري البريطاني، بمباراة تصميم مشروع تأهيل ساحة «للا يدونة» التاريخية بمدينة فاس، التي كانت اليونيسكو قد صنفتها تراثا عالميا عام 1981.

وتقدم للمباراة 175 مكتب هندسة عالميا، تم انتقاء 8 من بينها في مرحلة أولى قبل أن ترسو الصفقة على مكتب الهندسة اللندني موسيسيان وشركائه. وافتتح في فاس معرضا ضم كل المشاريع التي شاركت في المباراة.

ويهدف المشروع إلى إعادة هيكلة الساحة التاريخية وإدماجها في المشروع العمراني والسياحي الجديد لمدينة فاس، والحفاظ على طابعها التاريخي المتميز مع إضفاء لمسات عصرية مفتوحة على المستقبل.

وتقع الساحة على مساحة 7.4 ألف متر مربع، بمحاذاة الوادي الذي تعبره على مستوى الساحة قنطرة تاريخية يقدر عمرها بألف عام وتربط بين عدوتي القرويين والأندلس.

وعرفت الساحة باسم «للا يدونة» نسبة إلى منبع مائي طبيعي، وكانت الصبايا اللاتي يرغبن في تعلم فنون وحرف الصناعات التقليدية يأتين إلى تلك العين ويلقين فيها بعض النقود، ويرددن: «يا للا يدونة الصنعة مضمونة».

كما كانت الساحة تشكل مجمعا للحرف التقليدية في فاس، إذ يجلس حولها العمال والحرفيون في انتظار من يعرض عليهم عملا.

وتحيط بالساحة نحو 40 بناية، غير أن وكالة التنمية ولرد الاعتبار لمدينة فاس، قررت أن تحافظ على 8 بنايات فقط اعتبرتها ذات أهمية تاريخية ومعمارية، فيما قررت هدم البنايات المتبقية، وأغلبها عشوائي وآيل للسقوط، واستبدالها بمنشآت جديدة.

ويهدف مشروع إعادة هيكلة ساحة «للا يدونة» إلى تحويل الساحة إلى مركز جديد متعدد الخدمات، ويقع في نقطة انتهاء مدار الفسحة السياحية بالمدينة العتيقة لفاس. ومن أجل ذلك سيتم نقل كل الصناعات التقليدية الملوثة، خاصة الصفارين (المنتجات النحاسية والمعدنية)، التي كانت موجودة في الساحة إلى مكان آخر أكثر ملاءمة. ولن يتم الاحتفاظ في الساحة إلا بالصناعات والحرف النظيفة بالإضافة إلى المعارض ومحلات بيع التحف ومنتجات الحرفيين الفاسيين المعروفة بطابعها الأندلسي المتميز. وسيتكلف المشروع، الذي سيتم تمويله بدعم من الحكومة الأميركية من خلال «حساب تحدي الألفية»، 11 مليون دولار. وتجدر الإشارة إلى أن حساب الألفية خصص 111 مليون دولار من بين 700 مليون دولار، التي منحها للمغرب لتأهيل الصناعات والحرف التقليدية بمدينة فاس.

وعبر 1500 مهندس معماري عبر العالم عن اهتمامهم بمشروع «للا يدونة» مند طرحه للمنافسة في شهر أغسطس (آب) 2010. وفاز مكتب الهندسة الإيطالي فيراتي مرسيلوني بالمرتبة الثانية وحصل على جائزة مالية قيمتها 40 ألف دولار، ومكتب الهندسة البريطاني موكسون أرشيتكتس بالمرتبة الثالثة وحصل على جائزة مالية قيمتها 25 ألف دولار. فيما حصل الفائز الأول، البريطاني موسيسيان وشركاؤه، على جائزة مالية قدرها 55 ألف دولار.