«أسبوع لاكمي للموضة» يستعين بالـ«فيس بوك» والبث المباشر للوصول للجمهور

يضم الكثير من الأسماء الكبيرة والشركات من مختلف أنحاء العالم

من مجموعة المصمم الهندي بالفي موهان التي عرضت خلال اسبوع لاكمي للأزياء في مومباي الاسبوع الماضي (أ.ب)
TT

ظهرت لمسات مبتكرة على السجاد الأحمر هذا الموسم خلال «أسبوع لاكمي للأزياء» 2011، وتجسد ذلك من خلال ثياب عصرية وأقمشة رائعة مع المحافظة على التقاليد والجمال.

وقد ظهرت 5 اتجاهات في سوق الموضة، منها: الشكل الخارجي الأكثر إشراقا، والثياب المقلمة، واستخدام اللون الأبيض.

ويُعقد «أسبوع لاكمي للأزياء» مرتين سنويا، ويضم الكثير من الأسماء الكبيرة والشخصيات المهمة وشركات هندية وأخرى من مختلف أنحاء العالم. وتحرص الكيانات البارزة في مجال الموضة والفن والتجارة على تأكيد وجودها في هذا الحدث الضخم.

وخلال الأسبوع الماضي قدمت إبداعات رائعة لسابياساتشي موخرجي، والكثير من الأسماء الأخرى التي تحظى بشعبية داخل منطقة الشرق الأوسط، مثل مانيش مالهوترا و«سينغ إيكتا»، إلى جانب عدد أكبر من المصممين الهنود الذين يعتبرون «أسبوع دبي للأزياء» خيارهم الثاني. ولا يكتفي هؤلاء بتصميم الثياب الخاصة بمغنيات عربيات شهيرات، بل يتأكدون من أن تصميماتهم يرتديها النجوم السينمائيون المتميزون داخل بوليوود والكثير من الشخصيات الشهيرة.

واستخدم سابياساتشي موخرجي ألوانا زاهية هذه المرة، وفوجئ الجميع بذلك، لا سيما بعد أن قام آخرون بالأمر نفسه. وكانت إبداعات ماسابا وأتسو وهارانغاد سينغ تنبض بالحياة.

واستوحت مجموعة سابياساتشي أفكارها من حملة «أنقذ النمر» الهندية. وباستخدام أعمال حرفية من بنغال الريفية وغابات راجستان سونداربانس كأساس لخياله، عرض سابياساتشي أعمالا جذابة أمام الجمهور. واستخدم منحى عصريا، بينما اعتمد مع مجموعته على أفضل المنسوجات الهندية والرسوم التي تتماشى مع خط الموضة الحالي.

بدأ العرض بالألوان الأصفر والأسود والعاجي، المستوحاة من النمر الهندي. ومن خلال مزج القطن المغزول يدويا مع الأنسجة اليدوية باستخدام رسوم راجستان الرائعة، والألوان التي تنبض بالحياة للتنورات والأشياء العلوية. وقد كانت الأشياء التي قدمها أنيقة وطويلة بالنسبة للتغيرات في القمصان والقرطق. وحرص المصمم على عمل توافق بين اللمسات الأرضية والتفاصيل البراقة التي ظهرت تدريجيا.

حظي مانيش ماهوترا بالثناء ووُصف بأنه إمبراطور الموضة داخل الهند، وبالنسبة إلى مجموعته التي شملت ملابس نسائية للرجال والنساء متألقة بالتشيكانكاري، تطريز لوكنوي التقليدي (شمال شرقي الهند)، وتطريز كشميري في سيرينغار وجامو. واستخدم مانيش ظلالا هادئة تظهر الألوان الأخضر والأزرق والعاجي. وجمعت ثياب الرجال بين اللونين البيج والرمادي من قماش زاهٍ ومطرز وحرير التوسر وجواكت ذات لياقات عالية مع بناطيل هادئة وبناطيل جودبوري (راجستان). وارتدى العارضون شالا كشميريا وقرطقا أبيض.

وقدمت أناميكا خانا، وهي اسم شهير داخل لندن ومنطقة الشرق الأوسط، مجموعة من بين المجموعات السماوية، لكن مع لمسة حيادية مميزة. وأعطت الأعمال المبتكرة لأناميكا خانا للنساء مظهرا هنديا إثنيا، لكن مع لمسات ذكورية تتنوع من الملكية الهندية المهيبة وصولا إلى ملابس الرجال اليومية المريحة مع الدوطي (وهو ثوب فضفاض للرجال).

وبعد ذلك عرضت أناميكا مجموعة من الثياب السوداء والبيضاء والأرجوانية والحمراء والرمادية، التي كانت جميعها رائعة. واستخدمت بناطيل تتسم بالرشاقة وتطريز براق في الحاشية. ووضعت أعمال تطريز على الأكمام وفي الجزء الأسفل من الثوب. وكانت البناطيل ضيقة، كما عرضت شيلان رائعة الشكل فضية وأطرافها مطرزة. واستخدمت الحرفة الهندية وأعمال التطريز بمهارة تناسب الأحذية الحريرية التي قدمتها أناميكا. وكان من الرائع أن نرى الطريقة التي استخدمها كالول دوتا في الملابس المقلمة في أشكال مختلفة.

ويمكن رؤية الأمر نفسه على ماسابا. واستخدم المصمم أبيشك بياس الرسوم الهندسية أيضا. وكانت أعمال أناميكا خانا بها بعض الملابس الهندية ذات اللمسات الغربية، بينما قدم دبارن موخرجي تشكيلة هندية مفاجئة جمعت بين اللونين الكريمي والذهبي. وقدم بالافي موهان تشكيلة نسائية اعتمدت على اللون الأبيض.

واستخدم الكثير من المصممين التركيز الاستراتيجي على التطريز أو نأوا بأنفسهم عن الدخول في التفاصيل، كما فعل معظم المصممين مثل فايشالي غس وشيفان ناريش هارانغاد سينغ وتشايتانيا راو وميوهو وجاتين فارما.

وفي هذه المرة اختار المصممون، الذين عرضوا سترات رجالية، الابتعاد عن المبالغة. وأبقى أمالراج سينغوبتا وسانجاي هينغو وعبد القادر وروكي إس، الذين عرضوا سترات رجالية، ومانيش ماهوترا، الذي عرض بعض ملابس الرجال التقليدية، الإبقاء على الظلال بالقرب من الإطار مع مظهر أخف مثل البناطيل الخفيفة.

ومع الحديث عن وصول الزلزال الكبير الذي ضرب اليابان إلى الهند، تفرق المصممون. لكن سرعان ما استعادوا رباطة الجأش، وتغلبوا على الفوضى من حولهم. وكان من المدهش مشاهدة عرض قوي للكرامة والصمود بعيدا عن التصميمات المبتكرة التي عرضها مصممون يابانيون. وعرض 3 مصممين يابانيين مجموعاتهم تحت اسم «طوكيو آي» للمرة الأولى داخل الهند خلال «أسبوع لاكمي للأزياء».

ومن خلال إقامة صلة مع أسبوع الموضة الياباني، مثل عرض «طوكيو آي» تبادلا ثقافيا رائعا دشنته وزارة التجارة الاقتصادية والصناعة التي منحت الهنود فرصة للنظر إلى المواهب اليابانية.

كان الملمح البارز الآخر هو الإكسسوارات من مختلف الأنواع، بدءا من الحلي، وصولا إلى الأحذية والحقائب. وكان هناك عرضان منفصلان مخصصان لهما. وقد أصبحت الإكسسوارات من الأشياء المفضلة، ويوجد نمو كبير في عدد الراغبين في أشياء عصرية جذابة.

عندما جاءت إينا إهلواليا لأول مرة إلى «أسبوع لاكمي للأزياء» قبل 4 أعوام، لم يكن داخل الفعالية عرض خاص بالإكسسوارات. وتقول المصممة التي تقيم داخل كولكاتا، وهي من بين القليلات داخل الهند التي تصنع نماذج أولية من الحلي: «كل ما كان لديَّ حينها مجرد كشك». وأضافت أنها «بدأت تصميم الحلي قبل 8 أعوام، عندما كان الناس لا يزالون يستخدمون أشياء تقليدية مثل الفضة والذهب والألماس». وقالت: «بدأت استخدام عناصر شبه كريمة بما في ذلك أحجار ومعادن، وبدأ الاتجاه ينتشر، لكن ببطء». ويتفق معظم مصممي الإكسسوارات على أن العناصر المبتكرة هي مستقبل الموضة. وعلى سبيل المثال تتحدث مجموعة إهلواليا عن العنف الأسري من خلال قطع مفاجئة وجريئة لحلي الزواج. وظهرت قلادات ذهبية على شكل سكاكين وخناجر وأقواس وسهام ومناجل وقلادة على شكل جمجمة مع أحجار شبه كريمة.

وبالصورة نفسها، جاءت أحذية روهان أرورا في مقابل الأحذية المسطحة. وتبدأ المجموعة التي تضم أحذية مغطاة بمنصات عالية ويقل ارتفاع الكعب حتى الوصول إلى الأحذية المسطحة.

وتقول: «جاءت فكرة المجموعة إليَّ عندما قرأت مقالا عن الأحذية المسطحة. وكان من المفترض أن يحكي قصة عن التحول من الثراء إلى الفقر، ويمثل الكعب العالي الحياة الراقية والأحذية المسطحة الفقر المدقع». وقد أصبح النظر إلى الإكسسوارات المعروضة الأكثر جاذبية داخل «أسبوع لاكمي» غير مناسب للعصر؛ حيث إن المصممين والمنظمين تحولوا إلى العرض الرقمي من أجل الوصول إلى العملاء. وللمرة الأولى يدشن «أسبوع لاكمي للموضة» تلفزيونا خاصا به ينقل بثا مباشرا لجميع العروض على مدار الأيام الخمسة، إلى جانب لقطات من وراء الكواليس ومقابلات خاصة مع مصممين وتقارير حول الاتجاهات وحفلات ومعلومات خاصة بالمشاهير.

وقرر «أسبوع لاكمي للأزياء» تدشين مبادرات التسويق الرقمي خلال الموسم الحالي، بعد أن جذب مجتمع «أسبوع لاكمي للأزياء» على صفحة «فيس بوك» أكثر من 30 ألف متابع، وبلغ عدد المتصفحين للموقع الرسمي أكثر من 50 ألفا خلال الأشهر الأخيرة. وتوسع الأمر بأن قام «أسبوع لاكمي للأزياء» بالتواصل مع الموقع الإلكتروني «فاشون آند يو» المتخصص في تجارة التجزئة في مجال الأزياء، من أجل جذب صفقات إلى مصممي «أسبوع لاكمي للأزياء». وتقول بيرل أوبال، الرئيسة التنفيذية لـ«فاشون آند يو»: «يوجد طلب كبير على المنتجات الراقية في مختلف أنحاء البلاد، لكن توافر هذه المنتجات محصور على دلهي ومومباي؛ حيث يمكن لتجارة التجزئة أن تملأ الفراغ».

وقد أنشأت أوبال مع مصممين آخرين محطات بيع فريدة على الشبكة الإلكترونية. والمحطة الأولى هي «لونش ماي لاين»، التي ستسمح للمصممين القادمين بأن يبيعوا أشياءهم إلى الأفراد من دون البحث عن حلول تسويقية ولوجيستية. والمحطة الثانية هي «برت لاين»، التي تبيع ملابس جاهزة من عمل مصممين. ومن خلال القيام بذلك يكون لنا دور مع المصممين، الذين يساعدون في خلق حالة من النقاش حول أسبوع الموضة طوال العام، بحسب ما أضافت.

وخلال الموسم الحالي، عرضت في «أسبوع لاكمي للأزياء» الأعمال الخاصة بما يصل إلى أكثر من 78 مصمما. وشهدت الفعالية التي تستغرق 5 أيام قرابة 180 مشتريا، بما في ذلك أسماء دولية مثل «غليت غروب» و«فوتون كوكي» و«كارولين يونغ» و«إكسكلوسيفلي». وفي العام الحالي جاء إلى فعالية الأزياء الأولى 185 طلب تسجيل لمشترين، 143 منها داخل الهند و42 من مختلف أنحاء العالم.

ويقول المصمم فيجاي بالهارا، الذي بدأ عمله مع «أسبوع لاكمي للأزياء»: «خلال موسمين قمت بأعمال تبلغ قيمتها 12 مليون روبية. وتمكنت بالفعل من الحصول على الكثير من الطلبات خلال الأيام الثلاثة الأولى لـ(أسبوع لاكمي 2011)».

وجذب بالهارا مشترين من الهند ولندن وبوسطن ونيويورك. وتمكن مصممون آخرون يعرضون أعمالهم في «أسبوع لاكمي للأزياء»، مثل أربان فوهارا، من جذب مشترين دوليين ومحليين.