الثقافة والفن يضيئان ليالي الشارقة

في الأسبوع الأول لافتتاح البينالي في دورته العاشرة

إقبال جماهيري ملحوظ على فعاليات البينالي المتنوعة في دورته العاشره بالشارقة
TT

شهد الأسبوع الافتتاحي من بينالي الشارقة العاشر إقبالا جماهيريا ملحوظا على فعالياته المتنوعة، وقد تحولت منطقة قلب الشارقة، حيث تتوزع أعمال البينالي وفعالياته، إلى احتفالية ثقافية وفنية كبيرة، بعد أن استقطبت الأعمال والحفلات والعروض الفنية جمهورا متنوعا من كافة أنحاء الشارقة والإمارات المجاورة. وشكلت الجولة بين فضاءات البينالي المتعددة فرصة لاكتشاف البيوت التقليدية القديمة التي تم توظيفها لاحتضان الكثير من الأعمال الفنية، إضافة إلى فضاءات تم تجهيزها خصيصا انتشرت في منطقتي التراث والفنون في قلب الشارقة. فمن متحف الشارقة للفنون حيث تتنوع الأعمال المعروضة من تصوير وفيديو آرت ونحت وأعمال تجهيز، إلى منطقة الفنون المجاورة حيث شغلت أعمال الفنانين المتنوعة البيوت القديمة ذات الطراز المعماري التقليدي وتآلفت معها، كبيت السركال وبيت الشامسي ومبنى المقتنيات، وصولا إلى منطقة التراث المجاورة، التي احتضنت الكثير من أعمال التجهيز الفني وعروض الأداء وتوقيع إصدارات بينالي الشارقة العاشر. كما كان كل من معهد الشارقة للفنون المسرحية وسينما الحمرا حاضرين في هذه الاحتفالية الثقافية.

ليالي الأسبوع الافتتاحي، جاءت مكملة لهذه الأجواء الاحتفالية الثقافية، وقد توجها حفل تكريم المشاركين الفائزين بجوائز بينالي الشارقة العاشر في بيت الشامسي. في المكان نفسه كان جمهور بينالي الشارقة العاشر وعشاق الموسيقى الذين توافدوا بكثافة من كل مكان على موعد مع ثلاث أمسيات موسيقية فريدة، أحياها على التوالي، مغنية الأوبرا السورية نعمان عمران ومن ثم الثنائي يوسف لطيف وعبد الكريم ميرشان في الأمسية الأولى، وآلان بيشوب وسام شلبي في الأمسية الثانية، والمغنية الموريتانية ذائعة الصيت ديمي منت أبا، رفقة عازف البيانو أمينو بلياماني في الأمسية الثالثة والأخيرة. الجمهور تفاعل وصفق طويلا لهؤلاء الموسيقيين والمؤلفين وللأعمال التي قدموها والتي جسدت خلاصة تعاونهم الذي جاء خصيصا لصالح «حبكة لبينالي».

غير بعيد عن نغمات الموسيقى التي زينت ليالي بينالي الشارقة العاشر، وفي بيت غلوم علي موسى في منطقة التراث، كان عشاق فنون الأداء على الموعد مع العمل الجديد لفرقة مقامات للرقص المعاصر «فطر وورق تين»، بإشراف مصمم الرقص عمر راجح، الذي يكمل تجربته الواعدة في عالم الرقص المعاصر، مستعينا هذه المرة بفضاء البيت القديم ليبحث في ماهية الجسد الإنساني وطبيعته وحدود تحمله.

وفي جولاتهم في أرجاء وفضاءات البينالي المتجاورة، تحاور الحضور، الذي امتاز بتنوعه الكبير، بحرية مع الفنانين والمشاركين الذين كانوا يتجولون في أروقة البينالي، كما تعرفوا عن قرب إلى أفكار القيمين سوزان كوتر، ورشا سلطي وهايك آيفزيان، الذين نظموا عددا من الجولات التقديمية للأعمال المشاركة في البينالي.

يذكر أن بينالي الشارقة العاشر سيمتد خلال الفترة ما بين 16 مارس (آذار) و16 مايو (أيار) من العام الحالي، بحضور أكثر 119 فنانا من أكثر من 36 دولة عبر العالم، يقدمون أعمالا تشمل الفنون البصرية، والسينما، والموسيقى وعروض الأداء، والمحاضرات والإصدارات.