انتشار ظاهرة العطور المقلدة في المغرب.. وفاس الأكثر تخصصا

يتم تركيب العطر أمام الزبون.. والفرق بين المقلد والأصلي في السعر والوقت

متجر لبيع العطور في فاس المغربية («الشرق الأوسط»)
TT

انتشرت في المغرب ظاهرة العطور المقلدة، وأصبحت مدينة فاس الأكثر تخصصا في هذا المجال بين المدن المغربية، وتوفر محلات العطور المقلدة الكميات التي يرغب فيها الزبون، وتتم العملية أمامه. ويتم تحضير العطور المقلدة عن طريق خلط كمية بسيطة من زيت العطر المركز مع الماء المقطر والكحول، ثم تمزج العناصر الثلاثة، ثم يقدم العطر في تركيبته النهائية للزبون.

وتقدم المحلات للزبون أولا قائمة تضم أشهر العطور العالمية، وبعد اختيار الزبون للعطر يقوم العامل الذي يشترط معرفته الدقيقة للوصفة بخلط زيت العطر المركز مع الماء المقطر، تفاديا لاستعمال الماء العادي الغني بالأملاح الذي لا يساعد على الحصول على التركيبة الصحيحة، كما تتم إضافة الكحول ليتم الحصول في الأخير على عطر مشابه إلى حد كبير للعطر الأصلي، وتتم هذه العملية أمام الزبون.

وتقول نوال العلمي، التي تعمل بائعة بأحد محلات العطور بحي «الطالعة الكبيرة»: «إن العمل بمحل لبيع العطور يتطلب ما يقرب من أسبوع كامل من التدريب». وحول أسماء العطور الأكثر مبيعا، قالت العلمي «العطور التي تلقى إقبالا متزايدا من قبل الزبائن هي (دوتشيكافانا) و(نايت بلو) و(نينا ريتشي) و(أمور أمور) و(كلولتر)، كما أن هناك عطورا تتماشى مع الفصول الموسمية مثل (إبنوز) و(بوازون دبور) و(شانيل 19) أو (شانيل 5) المعروفة، وهي عينات تتوافق مع فصل الربيع». وأغلب زبائن هذه العينات من العطور هم سياح أجانب إضافة إلى بعض المغاربة، وتعتبر الفتيات الشابات الأكثر ارتيادا لمحلات بيع العطور بفاس، فيما تتراوح أسعار عينة من العطور المستوردة أغلبها من فرنسا بين 20 درهما و200 درهم لقنينة العطر الصغيرة، التي تقدم بأشكال وأحجام مختلفة طبقا لمقدرة الزبائن المادية. وتختلف آراء وأذواق القدرة الشرائية لمستهلكي العطور، إذ هناك شريحة تفضل اقتناء العطر المقلد لسعره المنخفض فيما تحبذ فئة أخرى اقتناء العطر الأصلي حتى وإن ارتفع سعره.

وفي هذا الصدد، تقول سعاد بارودي التي دأبت على استعمال «شانيل 5»: «ثمن العطر الأصلي باهظ جدا، ويمكنني أن أشتري 3 قارورات من العطر المقلد، يبقى الفرق بينهما أن الأصلي تدوم رائحته لمدة أطول إلا أن ثمنه ليس في متناول الجميع».

وفي السياق نفسه، تقول أسمهان الصقلي «كثيرا ما أرتاد محلات بيع العطور المقلدة، لكن لم أتشجع يوما لشراء عطري المفضل منها، أريد فقط أخد فكرة عن آخر الصيحات في العطور ثم أكلف أحد الأقرباء ليقتني لي العطر الأصلي من فرنسا».

وعن مصدر هذه المستخلصات المستعملة في تحضير هذه العينات من العطور ومدى اقترابها من تلك الأصلية، يقول مصطفى الحلو صاحب محل لبيع العطور «تسمى هذه المستخلصات زيوت العطور المركزة، نقوم باستيرادها من بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وإسبانيا وإنجلترا، وتعد زيوت العطور المركزة، أساس التركيبة، وهي زيوت مقلدة للأصلية، وهي تقترب من تلك الأصلية إلى حد 95 في المائة». وللتمييز بين العطور الشرقية والأوروبية، أشارت نوال العلمي إلى أن العطور الشرقية تغلب عليها النكهات القوية لمستخلصات تلك الزيوت، مثل المسك والعنبر والعود، وعلى الرغم من أن العطور الشرقية تعبر عن أصالة وعراقة العطارة عند العرب فإن العطور الأوروبية هي الأكثر رواجا لا سيما منها الفرنسية التي تتصدر قائمة المبيعات بالمغرب.