مدينة أدلاييد الاسترالية تتحول إلى حلبة لسباق سيارات كليبسول 500

بعد افتتاح ضخم شهده الآلاف

الرابحون في اليوم الأول كريغ لاوندرز غارث تاندر وجيمي وينكاب
TT

لم تستفق المدينة على الحدث. هذا لا يحصل، عادة، ولم يحصل. الحديث بكل ثقة، يجري على أن المدينة بكاملها، معطوفة على كامل ولاية جنوب استراليا، تتحضر سنويا لهذا الحدث الرياضي، الذي يستقطب، عشرات الآلاف من كافة أنحاء استراليا ونيوزيلنده وفيجي وبعض دول شرق آسيا. استفاقت المدينة على تسكير طرقات هي في قلبها، وعزل أحياء هي أساسها، وكذلك حملات إعلانية ضخمة منذ ما يزيد على الأسبوع.

والحال أن افتتاح هذا الحدث الرياضي والترفيهي والتجاري، تم كما لو أنه مناسبة وطنية. حلقت فيها الطائرات الحربية سبع دورات كاملة وعلى علو منخفض فوق المدينة. حضرت قوات أمنية بكثافة، حضرت كذلك مدرعات وآليات عسكرية تابعة للجيش، وحضرت الحكومة المحلية بكامل أعضائها ورئيسها مايك ران إضافة إلى نواب البرلمان والمعارضة وأصحاب الشركات الضخمة وحشد بلغ تعداده 75000 ألف مشاهد لليوم الأول.

يبدو لافتا أن تقوم شركة «كليبسول» وحدها، التي تعد من الشركات الكبرى والتي أصبحت مملوكة للشركة الفرنسية «شنايدر ألكتريك»، بتنظيم هذه المسابقة المكلفة جدا. إذ ثمة حكومات، لا يمكنها تنظيم حدث مشابه، في كثير من بلدان العالم. لكن الشركة التي بدأت رحلتها في عام 1999 لم تتوقف، وعلى الأرجح، أمن لها هذا الحدث مداخيل كبرى، من المؤسسات التي ترعاه، حيث تشمل الرعاية اليوم، البنوك الكبرى في استراليا، وكذلك معظم وسائل الإعلام، إلى جانب الإقبال الجماهيري الكبير على شراء التذاكر حيث بلغ البيع هذا العام 280.000 بطاقة بسعر يتراوح ما بين 200 و350 دولار للبطاقة الواحد. أي ما يؤمن مدخولا يصل إلى نحو ثمانين مليون دولار استرالي في أربعة أيام فقط من خلال البطاقات. وهذا وحده ربما، يفسر حضور الحكومة والجيش والقوى الأمنية والسياسية على اختلاف أنواعها. كما أنه نسبة مشاهديه على شاشات التلفزيون إلى ثلاثة ملايين مشجع. إلى جانب الأعمال السياحية حيث تزدهر أعمال الفنادق والمطاعم في المدينة وجوارها طوال أيام السباق بنسبة تزيد على الخمسين في المائة عن الأيام العادية.

و شهدت حلبة السباق حوادث مريعة، لا يمكن تصديقها على الإطلاق، بل تصلح للتصوير السينمائي بجدارة. والحال، أن السيارات التي كانت تسير بسرعات فائقة على الحلبة، كان بعضها ما أن يصطدم بحافة الطريق حتى يطير بالهواء أو يعرقل مسير السيارات التي تتبعه ما يحدث حادثا غالبا ما يكون بين سيارتين أو ثلاث. وهي حوادث مدمرة بالكامل، ويكون محظوظا من السائقين من تقتصر الأضرار في سيارته على التكسير، أما السيارات التي تحترق إطاراتها أو محركها فإنها تكون قد خرجت نهائيا من السباق ليعيد السائق نفسه استخدام سيارة أخرى لمعاودة الالتحاق بالسباق.