استضاف «مهرجان أبوظبي 2011» عازف التشيللو جان غيين كيراس لإحياء حفل من على منصة قاعة زها حديد، للمرة الأولى في العالم العربي، حيث عزف مختارات من مقطوعات باخ لآلة التشيللو في أمسية موسيقية أبهرت الحضور.
من جانبها، علقت هدى الخميس كانو، مؤسس «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون»، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي بأن استضافة الفنان كيراس تتم ضمن فعاليات قاعة زها حديد التي أنجزت بتكليف من مهرجانات: أبوظبي، ومانشستر الدولي، وهولندا، كثمرة للشراكات العالمية الاستراتيجية التي تربط «مهرجان أبوظبي» و«مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون» بالمهرجانات والمؤسسات العالمية الرائدة.
وأشارت كانو إلى أن كيراس عزف في القاعة المتنقلة نفسها التي أقام فيها حفله ضمن فعاليات مهرجان هولندا، «ما يسعدني هو ما يعنيه وجود هذا الفنان المتألق في هذه القاعة الموسيقية المتنقلة الرائدة، من تقارب ثقافي يسهم في ترجمة شعار مهرجان أبوظبي (لأجل الوئام والسلام الإنساني)، عاملا على توحيد الجغرافيا والإنسان، فعلى المقاعد ذاتها جلس جمهور مهرجان هولندا وصفقوا لهذا المبدع، وعلى هذه المقاعد يجلس اليوم جمهور متنوع من الإمارات ليبدوا إعجابهم بهذا الفن الراقي، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على وجود عنصر يجمع البشرية كافة مهما اختلفت ثقافات أبنائها، وهذا العنصر هو الموسيقى والفنون، وهو جوهر رسالة مهرجان أبوظبي 2011 الداعية إلى الاستفادة من قوة الفنون في التنمية المجتمعية والنهضة الإنسانية».
ويتمتع جان غيين كيراس بسمعة عالمية كموسيقي مبدع، وهو يتلقى عروضا كثيرة للمشاركة كعازف مع فرق الأوركسترا العالمية، أو كعازف مع فرق موسيقى الحجرة، أو كعازف منفرد، وينصب اهتمام كيراس بشكل خاص على مقطوعات التشيللو المنفرد، وقد قاده ذلك إلى تأليف وعزف مقطوعات ليوهان سباستيان باخ بالإضافة إلى أعمال معاصرة عديدة، كما قام بتكليف ستة مؤلفين موسيقيين بكتابة «صدى» لكل من مقطوعات باخ الست للتشيللو المنفرد، في مشروع بعنوان «ست مقطوعات.. ستة أصداء».
أما قاعة زها حديد التي استضافت أمسية جان غيين كيراس، فهي مصممة خصيصا لإقامة الأمسيات الفنية والموسيقية، وتتفرد بإمكانية نقلها من مكان لآخر لتمنح محبي الفنون فرصة أكبر لحضور فعاليات فنية متميزة في أجواء فريدة، وتتميز القاعة بتوظيفها المتناغم البديع للتقنيات الضوئية والصوتية المبتكرة لضمان وجود الحضور في بيئة مثالية للاستمتاع بمجموعة من العروض الفنية المتميزة، وتم تشييد القاعة في باحة فندق «قصر الإمارات»، ويشتمل برنامج فعالياتها على استضافة مجموعة من ضيوف «مهرجان أبوظبي 2011» أمثال الفنان التشكيلي العالمي رشيد القريشي، والفنانين العرب مكادي نحاس وسمية بعلبكي وأسامة الرحباني برفقة هبة طوجي ووديع أبي رعد.
وكانت المصممة العراقية الأصل زها حديد الحائزة على جائزة «بريتزكر» العالمية التي تم اختيارها مؤخرا ضمن قائمة تضم أكثر 100 امرأة متميزة حول العالم، قد قامت بتصميم معالم عالمية بارزة مثل جسر الشيخ زايد في العاصمة أبوظبي، والاستاد الأولمبي بلندن، ومتحف الفنون الإسلامية في الدوحة والمسجد الكبير في ستراسبورغ، وغيرها من روائع التصاميم العالمية، حيث تتميز تصميماتها بالمزج بين الفضاءات الداخلية والخارجية للعمارة الإسلامية، وانسيابية الخطوط العربية والأشكال التراثية التقليدية، وثورة التشكيلات الهندسية المستقبلية، كما حازت وسام التقدير من الملكة البريطانية وعددا من الجوائز العالمية الأخرى.