جامعة سعودية تقر مادة عن التطوع ضمن مناهجها الدراسية

خلال تدشين جامعة الملك سعود برنامج «أبشر بالخير» بكلية السنة التحضيرية

عميد كلية السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود برفقة 70 طالبا صمموا أمس على تنظيف ساحات كليتهم، في مبادرة تهدف لتنمية روح المسؤولية في نفوس الطلاب («الشرق الأوسط»)
TT

كشف عميد كلية السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود، عن إقرار مادة ضمن منهج الدراسة في السنة التحضيرية عن التطوع، للتعبير عن حرص الكلية على غرس الجانب التطوعي في نفوس الطلاب وتشجيعهم.

وتابع الدكتور عبد العزيز العثمان أن طلاب السنة التحضيرية قد أنجزوا 8000 ساعة عمل تطوعي موزعة على عدة قطاعات، كالجمعيات الخيرية والمراكز العلمية والمساجد، والمراكز والمستشفيات الصحية، فضلا عن مؤسسات القطاع المدني. وأشار إلى أن السنة التحضيرية تسعد وتفخر بأن تمد يدها لكل الجهات الخيرية لمساندتها في القيام برسالتها.

وقال الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود، إن من يقود دفة العمل التطوعي هم طلبة جامعة الملك سعود، وهذا وإن دل على شيء فإنما يدل على سلامة التوجه والمسير، ويأتي تجسيدا لاهتمام إدارة الجامعة برفاهية وكرامة الإنسان، وإدراكا منها لتنامي الدور الذي يلعبه العمل التطوعي وتعدد مجالاته وأدواته والدور الفاعل الذي يقوم به في بناء الفرد والمجتمع.

وأضاف أن العمل التطوعي في كل مناشطه وتحفيز أبناء المجتمع على استثمار طاقاتهم وأوقاتهم بما فيه صالحهم، وصالح مجتمعهم والإنسانية جمعاء، يأتي انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي التي تحث على بذل المعروف وإغاثة الملهوف، وتبارك العمل التطوعي الذي يعد خلقا إسلاميا رفيعا ينبع من عاطفة إنسانية نبيلة.

جاء ذلك خلال تدشين الأميرة نورة بنت أحمد بن عبد العزيز فعاليات برنامج «أبشر بالخير» بعمادة السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود، وللطالبات بمركز عليشة، وبحضور رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم.

وقام عميد السنة التحضيرية بأعمال النظافة مع وكلاء العمادة والطلاب في انطلاقة برنامج حملة «يدا بيد» التطوعية التي تدخل ضمن فعاليات برنامج «أبشر بالخير». وأوضح الدكتور عبد العزيز العثمان أن الحملة تهدف إلى القيام بتنظيف البهو الذي يفصل بين مبنيي التحضيرية الأول والثاني، حيث شارك في اللقاء 70 طالبا متطوعا من طلاب السنة التحضيرية، وشهدت فعاليات اللقاء كلمة لعميد السنة التحضيرية، عبر فيها عن ثقته الكبيرة في الطلاب، وأشاد بروح الحماسة التي يتمتع بها الطلاب، وعن توفير كل الدعم الذي يلزمهم في سبيل الارتقاء بالعمل التطوعي.

بينما ألقى قائد فريق «أبشر بالخير»، والقائد الميداني لحملة «يدا بيد»، كلمات عبرا من خلالها عن شكرهما العميق لعمادة السنة التحضيرية على إطلاق هذا البرنامج المتميز، وعاهدا الجميع على الاستمرار في العطاء، وبذل المزيد من الجهد في سبيل تقديم نموذج متميز في العمل التطوعي. كما توجه القائد الميداني للحملة إلى عميد السنة التحضيرية بطلب للسماح للطلاب بالانطلاق إلى الجامعة للقيام بأعمال تطوعية، ومنها للمجتمع الخارجي، لتقديم نموذج متميز في العمل التطوعي يليق بالسنة التحضيرية.

من جانب آخر، قال الدكتور عبد العزيز العثمان، عميد كلية السنة التحضيرية، إن الكلية منذ تأسيسها وهي حريصة على غرس الجانب التطوعي في نفوس الطلاب وتشجيعهم، وتطور الأمر إلى إقرار مادة ضمن منهج الدراسة في السنة التحضيرية عن التطوع.

وتابع تأكيداته حول إنجاز طلاب السنة التحضيرية 8000 ساعة عمل تطوعي موزعة على عدة قطاعات كالجمعيات الخيرية، والمراكز العلمية، والمساجد، والمراكز والمستشفيات الصحية، فضلا عن مؤسسات القطاع المدني، وأشار إلى أن السنة التحضيرية تسعد وتفخر بأن تمد يدها لكل الجهات الخيرية لمساندتها في القيام برسالتها.

وأكد العثمان أن «تفعيل البرنامج جاء عن طريق مبادرة قسم مهارات تطوير الذات بإدراج الأعمال التطوعية ضمن التعلم الذاتي وصولا إلى الجودة والمهنية، حيث نلحظ في هذا السياق بروز مسألة العمل التطوعي ضمن اهتمامات الطلاب البحثية بما يكسبهم الخبرة العملية من الممارسة الفعلية للعمل التطوعي، وترسيخ مبادئ المبادرة الإنسانية لديهم».

إلى ذلك، ألقت الأميرة نورة بنت أحمد بن عبد العزيز كلمة عبرت فيها عن سعادتها بما شاهدته من أعمال تطوعية كبيرة ومميزة لطلاب وطالبات عمادة السنة التحضيرية، مؤكدة أن الدين الإسلامي يحث على التطوع ومساعدة الآخرين ومد يد العون لهم.

من جهة أخرى، بينت الدكتورة فاتن الزامل، وكيلة عمادة السنة التحضيرية للطالبات، فضل العمل التطوعي للإنسان، موضحة أهمية العمل التطوعي في صقل شخصية الطالب وتطوير إمكاناته، لهذا تجد أن الطلاب المبادرين والمساهمين في كل الأنشطة والبرامج هم الطلاب المتفوقون دراسيا. وقالت «يكتسب العمل التطوعي أهمية متزايدة في عصر المعلوماتية، فقد أصبحت ثقافة التطوع تلقي بظلالها على المجتمعات المتقدمة، باعتباره تعبيرا صادقا عن منظومة القيم والمبادئ التي تكمن وراء الأعمال التي يعود نفعها على الآخرين. ومع تعقد الحياة، وانشطار مشكلاتها بسرعة متزايدة، أضحت الدول تقف عاجزة عن معالجة كل المشكلات، التي يعاني منها المجتمع، فضلا عن الانتقال إلى المجال الدولي، فكان من الضروري نشوء جهات تتبنى العمل التطوعي، بوصفه خيارا استراتيجيا، وعندما توافرت القناعة والإيمان بذلك نشأ القطاع الثالث، وهو القطاع التطوعي. ولما كان الشباب هم محور العمل التطوعي، وركيزته الأساسية؛ لذا تسارعت الدول إلى إعادة تشكيل العقل الشبابي نحو التطوع، ويحلو لنا أن نسميه (العقل التطوعي)، الذي يؤمن بالعمل التطوعي فكرا وممارسة، لإحداث التنمية الشاملة، ومن ثم نلاحظ أن القطاعات المختلفة، لا سيما المؤسسات التعليمية، أخذت تدعم برامج التطوع، وصولا إلى الشراكة المجتمعية، التي باتت جزءا لا يتجزأ من ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي. وكون العمل التطوعي بهذه الأهمية، فإن واقع اهتمام الشباب به في المجتمعات العربية ما زال ضعيفًا، فيعتبر الشباب العربي أقل اهتماما بالعمل التطوعي من سن 15 وحتى 30 عاما، وهذا خلاف ما عليها بعض المجتمعات المتقدمة، حيث يوجد 90 مليون متطوع أميركي في جميع الأعمال الدينية والإغاثية، بواقع 5 ساعات عمل أسبوعيا من التطوع».

وشهدت عمادة السنة التحضيرية بعض الأنشطة التي تعمل على إعادة تشكيل العقل التطوعي عند الشباب، من خلال المشاركة في الكثير من المشروعات التطوعية المهمة، مثل «هم أهلي، وجسد واحد، ولمسة دفء، وزارع البسمات، وعادت عليكم، ولست وحدك، وعلمني أخي»، حيث كان لها الأثر الإيجابي في صناعة ثقافة التطوع عند الطلاب.

ويتوج قسم مهارات تطوير الذات الجهود التطوعية بالعمادة، بإنتاج برنامج متخصص في العمل التطوعي (أبشر بالخير)، والعمل على إدارته؛ ليكون بوابة الانطلاق نحو العمل التطوعي داخليا وخارجيا، ليرسم قسمات ثقافة التطوع، بريشة أناس جمعوا بين الإرادة والقدرة، وجمعوا بين الإخلاص والصواب.

ويعرف مفهوم التطوع في اللغة بأنه تفعل من الطاعة، ويراد به ما يتبرع به الشخص من ذاته، مما لا يلزمه فرضه. أما في الاصطلاح فثمة الكثير من التعريفات المتنوعة للعمل التطوعي، كلها يدور حول فكرة محورية، وهو «الجهد الذي يبذل عن رغبة واختيار، بغرض أداء واجب اجتماعي، من دون توقع جزاء مالي، وهو من فروض الكفاية الغائبة عن حياة الأمة إلى حد كبير، حيث يعتبر العمل التطوعي إحساسا بالمسؤولية باعتباره جزءا من الدين، والحاجة داعية إليه، وهو البرهان العملي على أن الفروض العينية قد أتت أكلها، ذلك أن الغاية منها - الفروض العينية - تزكية النفس، والسمو بها، بحيث تتجاوز حدود الذات وإطارها، إلى نطاق الفعل الاجتماعي.