30 مسلحا يقتحمون مقبرة «سنوسرت عنخ» ويسرقون جزءا من جدرانها

المشير طنطاوي يطالب بحمايتها.. وحواس يدعو أثريي مصر للتصدي لسرقة المواقع الأثرية

TT

تواصلت أمس عمليات السطو على مخازن ومقابر الآثار المصرية، حيث تعرضت مقبرة «سنوسرت عنخ» الأثرية في منطقة العياط للاقتحام على أيدي مجهولين، بينما طالب المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الدكتور زاهي حواس وزير الدولة لشؤون الآثار بضرورة بذل أقصى جهد لحماية الآثار من السرقة.

وأكدت مصادر أثرية أن عصابة مسلحة مكونة من 30 فردا يرجح أنهم من قاطني المنطقة التي تقع فيها المقبرة، اقتحمت مساء أول من أمس الأحد منطقة آثار سقارة التابعة لمركز العياط بمحافظة السادس من أكتوبر (30 كلم شمال القاهرة)، واستولوا على جزأين من جدران المقبرة، وأطلقوا النار على عدد من الحراس وأصابوهم بإصابات بالغة. تلقى الدكتور زاهي حواس بلاغا بتعرض المقبرة للهجوم من قبل مسلحين في محاولة للسرقة والنهب.

وكشف كمال وحيد مدير منطقة آثار سقارة ودهشور واللشت عن أن «30 مسلحا اعتدوا على الحراس بعد أن تمكنوا من محاصرتهم وتكميم أفواههم، ثم أطلقوا عليهم الرصاص، ونجحوا في اقتحام المقبرة وسرقة قطعتين من جدرانها، ولاذوا بالفرار»، قائلا: «إن المسلحين حاولوا كسر الباب الحديدي للمقبرة، لكنهم فشلوا في كسره بالكامل، فكسروا جزءا منه، ودخلوا إلى المقبرة التي ظلوا فيها ما يقرب من 4 ساعات». وأضاف وحيد أن اللصوص استطاعوا تكسير جدران المقبرة الأثرية المنقوشة، حيث كسروا جزءا من جدران المقبرة مساحته نحو 70 × 30 سم، وجزء آخر 20 × 10 سم، لافتا إلى أنه قام بتحرير محضر بالواقعة، ورجح أن يكون سكان المنطقة هم الذين اعتدوا على المقبرة، مناشدا القوات المسلحة وشرطة السياحة والآثار بضرورة حماية المناطق الأثرية، خصوصا مناطق دهشور وسقارة والعياط، لخطورة الوضع في هذه المناطق.

ومن جانبه أكد أسامة الشيمي مدير منطقة آثار الجيزة والسادس من أكتوبر على أن «الاعتداء على المقبرة يعد مصيبة كبرى، لأنها من أندر المقابر الفرعونية، وتتميز برسوماتها الغنية وتصميمها الرائع»، بينما كشف الأثري أحمد عبد الله بمنطقة آثار الجيزة عن أن «مقبرة (سنوسرت عنخ) تقع بمنطقة اللشت، وهي مرتبطة بهرم الملك سنوسرت الأول، ثاني فراعنة الأسرة الثانية عشرة التي حكمت مصر في عصر الدولة الوسطى، وتقع المقبرة على بعد 200 متر من الشمال الشرقي من السور أو الجدار المحيط بالهرم، مشيرا إلى أن المقبرة تتضمن زخارف بديعة، واقتباسات من نصوص الأهرام، ومئات من التعاويذ التي تتضمن التاريخ العقائدي للديانة المصرية. وقال عبد الله في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن «قرية اللشت الأثرية عاصمة مصر الفرعونية في الدولة الوسطى، وتحوي في جوفها تاريخ الدولة الوسطى، الذي ما زال غامضا لأن أسراره وكنوزه الأثرية ما زالت مدفونة تحت الأرض بهذه المنطقة، ويصفها الأثريون بالمنطقة البكر التي لم يقترب منها أي أثري منذ ما يقرب من قرن من الزمان»، مضيفا أن المنطقة التي تقع فيها مقبرة «سنوسرت عنخ» كانت تسمى في العصر الفرعوني «اثت تاوي» بمعنى القابضة على الأرضيين، وقد اتخذت عاصمة لمصر في بداية عصور الأسرات الفرعونية، وتعد المنطقة امتدادا لجبانة منف الأثرية الشهيرة حيث تقع جنوب منطقة دهشور (50 كلم جنوب القاهرة).

وأوضح عبد الله أن الملك أمنمحات الأول هو الذي أنشأ هذه المنطقة، حيث قام ببناء مجموعته الهرمية المكونة من معبد الوادي والطريق الصاعد والمعبد الجنائزي والهرم المسمى باسمه، وأقام حولها مقابر خصصها لكبار رجال الدولة في عصره، وبعد أمنمحات الأول جاء ابنه سنوسرت الأول الذي تولى الحكم وقام أيضا بإنشاء مجموعته الهرمية، وتكونت أيضا من معبد الوادي والطريق الصاعد ومعبد جنائزي، بالإضافة إلى هرمه، ودفن بجواره كبار رجال الدولة في ذلك الوقت، ومنهم على سبيل المثال قائد الجيش المدعو امني وكبير الكهنة سنوسرت عنخ.

ومن جانبه طالب المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة التي تتولى إدارة شؤون البلاد عقب إسقاط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، الدكتور زاهي حواس عقب حلفه لليمين الدستورية صباح أمس بضرورة بذل أقصى جهد لحماية الآثار من السرقة. وأعلن حواس أنه سيدعو جميع الأثريين اليوم (الثلاثاء) إلى اجتماع عاجل لمناقشة كيفية التصدي لعمليات سرقة المواقع الأثرية والتعدي على الأراضي التابعة للآثار بشتى المحافظات. وتابع حواس أنه اتفق مع المشير طنطاوي «على أن يكون في مقدمة أولويات عمله في المرحلة الراهنة بشكل عاجل الإزالة الفورية لكل التعديات على أراضى الآثار بشتى صورها واستعادة الآثار المسروقة بالتعاون والتنسيق مع القوات المسلحة وشرطة الآثار والسياحة والمحليات على مستوى محافظات مصر التي وقعت بها هذه التعديات».