الهند تصبغ أزياءها بالعالمية

تقدمها لنساء العالم.. بقيت أمينة لألوان خاماتها الصاخبة.. لكنها ليست للساري

TT

كانت التصاميم سابقا محصورة ضمن بيئتها ونادرا ما تتخطى حدودها القومية. وعند النظر إليها عند عرضها في أسابيع الأزياء كان من السهل التعرف على هوية مصمميها من خلال ما تبرزه وما تعكسه من ثقافة محلية. إلا أن هذا الأمر قد تغير في السنوات الأخيرة، نظرا لأن العالم أصبح كما يقال «قرية عالمية»، وهذا ما أصبح جليا في الأنماط الاستهلاكية في بلد مثل الهند، وجاءت الأزياء لتعكس هذا التوجه.

تعتبر الهند حسب التعابير المالية والاقتصادية من الأسواق العالمية الصاعدة، مثلها مثل الصين والبرازيل وغيرها. هذا التوجه التسويقي ينمو بالتوازي مع بروز طبقة وسطى تريد هي الأخرى وضع بصماتها على نمط محدد من الحياة يعكس ذوقها في طرق استهلاكها، في الملابس والأكل والسكن.

ولهذا تجد أن أسابيع الأزياء التي تأتي سنويا تحت أسماء مختلفة والتي تستضيفها المدن الهندية المختلفة، بدأت تعكس جانبا من هذه التوجهات الاستهلاكية والتي لم تعد أيضا مختصرة على أساليب محلية أو تقليدية، وبدأت تنفتح أكثر وأكثر على الأنماط الغربية لتعكس التوجه العولمي.

في الأمس افتتح ببريقه وروعته أسبوع الهند للأزياء لأزياء خريف - شتاء 2011، والذي جاء تحت اسم «ميول نمط الحياة في أسبوع الهند للأزياء»، واعتبر كواجهة اقتصادية تنافس عليها العديد من المصممين والمصممات الشباب. هذا الحدث الكبير لهذا القطاع الصاعد، سيرى تصاميم لأكثر من 141 عاملا من خلال 41 عرضا، كما أعلن مجلس الهند للتصميم، المنظم للحدث بدعم من وزارة التجارة والصناعة.

الإقبال على الأسبوع من الناحية التجارية ليس محصورا على السوق المحلية، إذ إنه أصبح نقطة جذب لدور الأزياء العالمية.

«لقد اشتركت في أسبوع لاكمي للأزياء سابقا، لكن هذا الأسبوع يمنحني فرصة أكبر من الناحية التجارية، هناك العديد من دور الأزياء العالمية، وهذا شيء مهم جدا. كما أننا نعرض أزياء للفصول القادمة مما يعني أنه باستطاعتنا أن نفي بالطلبات في موعدها»، هكذا قال المصمم غياتري خانا الذي يقيم في مومباي في تصريحات لـ«وكالة الهند للأنباء»، مضيفا «فريقنا يتألف من 30 إلى 40 شخصا وكنا نعمل خلال الأسبوع الماضي على مدار الساعة حتى نكون على أتم الاستعداد مع بداية الأسبوع».

كما أن أسابيع الأزياء في الهند أصبحت مثل غيرها حول العالم نقطة جذب للتواصل والاتصالات بين العاملين في هذا القطاع، ليس فقط على المستوى المحلي وإنما العالمي أيضا. وأسبوع «ميول نمط الحياة في أسبوع الهند للأزياء» الذي يقام مرتين في العام أصبح فرصة للتواصل بين العارضات ومصممي الرقصات وفناني الماكياج والمتخصصين في الأزياء من العاملين في وسائل الإعلام وبيوت الأزياء والعاملين في هذا المضمار في جوانبه المختلفة.

ومن المصممين المشتركين في الأسبوع هناك الثنائي نيكيت وجيني المقيمان في دلهي. ويقولان إنهما كانا يعملان ليل نهار من أجل التحضير لعرضهما الأول. «التجهيزات كانت متعبة جدا. إننا نناقش التصميمات خلال نومنا أيضا، لكن شكرا لفريق العاملين من مساعدين وفناني الماكياج ومصممي الشعر، ولحسن الحظ انتهى كل شيء بنجاح».

وسيقدم الثنائي عرضهما يوم 9 أبريل (نيسان) أي يوم السبت المقبل. «لقد جربنا كل شيء من موسيقى ومؤثرات صوتية وبصرية خاصة بنجاح».

أما جاتين فيرما الذي عاد من مومباي بعد اشتراكه بعرض لاكمي، فإنه كان يقضي معظم ساعات اليوم مع طاقم من 25 شخصا للتحضير لهذا العرض والانتهاء من خط الموضة الجديد الذي خصصه لهذا الأسبوع.

كما تشترك نيريو كومار لأول مرة في هذه العروض. وجاءت تصميماتها تحية للخامات الهندية المعروفة بألوانها الصاخبة ومن خضمها والتي تستعمل عادة في خياطة الساري، اللباس الوطني النسائي. نيريو قدمت تشكيلة من تنانير غير متناظرة مع بنطال جورب يلتصق بالجسد مع روب فضفاض، وجاكيتات أيضا فضفاضة. «هذه قطع حيكت باليد، وهي للمرأة، أي امرأة في العالم، ولم تصمم للفتاة الهندية»، قالت معلقة في تصريحات للوكالة الهندية للأنباء، وكانت ترتدي بنطال الجينز مع جاكيت قطني أبيض.

ولم ينس المصممون جانبا مهما جدا هذه الأيام في التصميم، أي قضية البيئة. وتقول نيريو «كل قطعة استخدمت فيها خامات تم تطويرها في بيت الأزياء صديقة للبيئة.. القطع هي مزيج من الصوف والكشمير والكتان والقطن والحرير الهندي الأصلي، لكن الجوانب البيئية لم تكن عائقا للناحية الجمالية في التصميم».