متحف مدام توسو يفتح أبوابه في العاصمة النمساوية

الرابع في أوروبا والحادي عشر في العالم

المغنية النمساوية كريستينا شتورمر إلى جوار تمثالها الشمعي (إ.ب.أ)
TT

نصف ساعة فقط، أو أقل، تكون بعدها قد سبقت أشهر المدعوين بتهنئة الملكة إليزابيث، ملكة بريطانيا، بزواج حفيدها الأمير ويليام وعروسه كيت ميدلتون، وتصورت معها ولا تخشى شيئا، فوجه الملكة سيظل هادئا مبتسما، ولن تتدخل جمهرة من رجال الأمن سواء الرسميين أو الخفيين لإبعادك. ليس ذلك فحسب، بل وخلال ذات النصف ساعة سيتوافر لك الاختيار بين أن تشهد جزءا من حفل صاخب بصحبة أنجلينا جولي وزوجها براد بيت وكذلك روبي ويليام وبحضرة نيكول كيدمان، أم تفضل الجلوس في صحبة الإمبراطورة ماريا تريز إمبراطورة الهابسبرغ، مرورا بنابليون بونابرت شخصيا، كما أن المجال متاح للوقوف في حضرة سياسيين عصريين من أمثال نيلسون مانديلا وباراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وبالطبع، لن تفوتك فرصة حوار وجها لوجه مع الرئيس النمساوي الأكثر تواضعا هاينز فيشر، فهو رجل محبوب خلوق ومتواضع يعرف ويحترم حدود مسؤولياته ولا يتجاوزها.

أما إن كنت ممن يحبون الموسيقى أو الرياضة، فخلال نصف الساعة تلك بمقدورك العزف مع موتزارت وبيتهوفن وألفيس برسلي، بالإضافة إلى تسجيل هدف من ضربة جزاء حرة قوية ومباشرة تماما كما يلعلع المعلقون الرياضيون.

كل ذلك أصبح ممكنا وأكثر بالعاصمة النمساوية فيينا التي تحقق حلمها مطلع هذا الشهر بافتتاح متحف شمعي من سلسلة متاحف مدام توسو، هو الرابع من نوعه في أوروبا بعد لندن وأمستردام وبرلين، والـ11 بأميركا وآسيا وأوروبا، حيث تشتهر تماثيلها الشمعية في عدد من كبرى المدن، وفي مقدمتها لندن بالطبع، ونيويورك، ولاس فيغاس، وبانكوك، وشنغهاي، وهونغ كونغ، وأمستردام، وبرلين.

فكرة إنشاء متحف لمدام توسو في فيينا ظهرت قبل سنوات ثم تعطلت لفترة، ثم عاودوا الحديث عنها لينقطع بسبب التمويل واختيار الموقع وحتى الشخصيات، فللنمساويون رؤيتهم، ولعمودية فيينا كلمتها تماما، كما لأصحاب اسم توسو شروطهم ومتطلباتهم والتزاماتهم، فالاسم ليس بالهين، بل أصبح علامة سياحية عالمية تعليمية وتثقيفية معترفا بها.

على كل، أخيرا وطيلة عامين تم الاتفاق على كل التفاصيل وتم الإعداد ووقع الاختيار على ساحة «ألبراتا» أو أرض الملاهي كموقع للمتحف كإضافة لما تزخر به «ألبراتا» من ماكينات ترفيه وألعاب وصالات تسلية حديثة وتقليدية. وقد بلغت تكلفة تأسيس المتحف أكثر من 11 مليون دولار أميركي ويشغل مساحة 2000 متر مربع.

يضم المتحف 65 تمثالا تعرض في 8 قاعات، قسمت إلى شخصيات تاريخية وموسيقية وسياسية، وأبطال ملهمين من نجوم رياضة ومسرح وسينما.

ودون شك، تم إدخال وإضافة الكثير من التحديث في طريقة عرض التماثيل بحيث يتوافر للزائر على سبيل المثال الغناء بطريقة الكارويوكي أو الغناء بقراءة كلمات أغنية من شاشة عرض تساعد على متابعة المغني بكل مرح وثقة، كما يمكن السير مع مايكل جاكسون بمحاكاته في مشيته التي عرفت بالسير على القمر. ليس ذلك فحسب، بل يتوافر حتى لمن لا أدنى فكرة له بالتأليف الموسيقي أن يشارك في تأليف قطعة موسيقية مع عباقرة الموسيقيين الكلاسيكيين أمثال موتزارت وبيتهوفن وهايدن، وأن يخوض منافسة فكرية مع أينشتاين. بجانب الاطلاع على معلومات أساسية عن كل شخصية من شخوص المتحف ومتى ولدت؟ وأين؟ وماذا أنتجت وسبب الاهتمام بها وتخليدها...

بل وهناك ورشة للاطلاع على ما يدور وراء الكواليس وخلف الأضواء لكيفية صنع التماثيل الشمعية وكيفية العناية بها وصيانتها، ولن يخرج الزائر، إن شاء، بخفي حنين، بل بإمكانه صنع تمثال لكفه من الشمع.

توفر المعلومات المصاحبة لكل تمثال فرصة للاطلاع على تفاصيل مهمة في حياة شخصيات معروفة عالميا أمثال الدالاي لاما وأينشتاين وكارل ماركس وفرويد وأوباما، كما هي فرصة لتقديم معلومات عن شخصيات هي أقل شهرة أو معروفة على نطاق أوسع داخل النمسا وبين جيرانها من الناطقين باللغة الألمانية ممن يعرفون، على سبيل المثال، الأميرة النمساوية سيسي، والممثلة الألمانية مارلين ديتريش، والمغني النمساوي فالكو، وعارضة الأزياء الألمانية هايدي كلوم زوجة المغني الأميركي سيل التي تقدم برنامجا تلفزيونيا موسميا واسع الشعبية، يهدف إلى اختيار أحدث عارضة أزياء بألمانيا عن طريق التصفية من بين آلاف الفتيات ممن يتقدمن بحماس منقطع النظير والأمل للاشتراك. ومؤخرا، قامت واحدة ممن تم اختيارهن باتباع خطوات أستاذتها هايدي كلوم وتقديم نسخة مشابهة بالنمسا، فازت بها في دورتها الأخيرة التي اختتمت فبراير (شباط) الماضي فتاة نيجيرية الأصل والملامح نمساوية الجنسية، ترشحت عن العاصمة فيينا، وطرحت أرضا منافساتها عن بقية الأقاليم بما في ذلك شقراوتهن وبيضاواتهن، وهي الآن تتحسس طريقها للشهرة عالميا وتتعلم طريقة عرض الأزياء في عواصم الموضة في نيويورك وباريس وميلانو.