عزف الأزواج في أوركسترا فيرجينيا السيمفوني

من بين 48 عازفا أساسيا يوجد 9 أزواج

أوركسترا مكون من 48 عازفا، يوجد 18 فردا منهم متزوجون من بعضهم بعضا
TT

إنه عن الحب وأوركستراه. هناك ما يحدث في فرق الأوركسترا - حفلات وبروفات ومواعيد الإجازات المختلفة. وهناك ما يحدث في الحب: التودد والشعور بالارتباك والمشاركة في توصيل الآخرين بسيارتك لدرجة ألا تعرف ما إذا كانت وسيلة مواصلات عامة أم أنك توصل حبيبك. تداخل الحدث الأول (الأوركسترا) مع الثاني (الحب)، لتتسع المساحة المشتركة في ما بينهما.

ففي اوركسترا فيرجينيا السيمفوني، الجميع يحب الجميع. قالت أماندا غيتس أرمسترونغ «هناك سبعة أزواج بيننا»، فردت عليها باتي فيريل كلارسون «لا، بل هناك المزيد». عازفة الفلوت الأولى متزوجة من عازف الإيقاع الأول؛ وعازفة الكمان الثانية متزوجة من عازف البوق الأول. وعازفة التشيللو الأولى متزوجة من أحد عازفي الباس منذ عدة سنوات، ولديهما الآن طفلان صغيرين وآلتان موسيقيتان عملاقتان.

في الحقيقة، في أوركسترا مكون من 48 عازفا، يوجد 18 فردا منهم متزوجون من بعضهم بعضا.. تسعة أزواج. وفي المقابل، يضم أوركسترا فيلهارمونيك الوطني ثلاثة أزواج من بين 65 عازفا. ويوجد زوجان فقط في أوركسترا فيرفاكس السيمفوني. بينما يوجد خمسة أزواج في كل من الأوركسترا الوطني السيمفوني وأوركسترا بلاتيمور السيمفوني، لكنهما يضمان ضعف عدد العازفين تقريبا.

وإذا أضفت العازفين غير المتفرغين في أوركسترا فيرجينيا سترتفع النسبة، حيث إن مديرة الموسيقى في الفريق جوان فاليتا متزوجة من عازف كلارنيت احتياطي. إنها فرقة عائلية للغاية.

وفي تلك الليلة كانت أرمسترونغ وزوجها فان يتحدثان في غرفة الملابس التابعة للأوركسترا مع كلارسون (عازفة كلارنيت) وزوجها ستيفان (عازف البوق)، قبل دقائق من البروفة. تذكر كلارسون «كانت أماندا ترتدي ثوب زفاف جميلا، وكان الطعام جيدا، ورقصة التانغو رائعة».

أماندا هي مساعدة قائد الفرقة، وفان هو القائد. تقابلا عندما حضر اختبارها في الأداء، ودب الحب بينهما عندما طلبت نصيحته في شراء آلة كمان جديدة - واشترت آلة روجيري تعود إلى عام 1699 - وتزوجا منذ 11 عاما. في حفل زفافهما، عرضا مقولة المنجم البريطاني أليستر كرولي، حيث قال «إذا ظل المرء قلقا بشأن تصرفاته في عيون الآخرين، فربما من الأفضل أن يدفن حيا في تل للنمل أو أن يتزوج من عازف كمان طموح».

تقول أماندا «لم أفكر مطلقا في أنني سأواعد عازف كمان آخر. كنت أعتقد أنها ليست فكرة جيدة». يعلم الجميع الأنماط السائدة عن عازفي الكمان، وبخاصة عازفي الكمان أنفسهم، الذين يكررون الحديث عنها بحسن نية. ربما يكونون عصبيين ودائما ما يرغبون في أن يكونوا مركزا للاهتمام. فهم مثلا ليسوا مناسبين للزواج من عازفي آلة النفخ النحاسية، الذي يشتهرون بأنهم محبون لروح الفريق في الأوركسترا. ربما يتناسب ذلك مع عازفي التيمباني.

يقول بينجامين روس، قائد الأوركسترا المساعد «ربما يشكل عازفا الأبوا والكمان» زوجا لطيفا. فكلتا الآلتين تصدر لحنا رشيقا. يثير أيضا زوج من عازفي الهارب الرشيق والترمبون الغليظ الاهتمام. هذا سيناريو لتجاذب الأضداد، كما يعترف روس، لكن من يدري أحيانا ما تنجح مثل تلك النماذج. قال روس «زواجنا؟ سيصبح نوعا من أولمبياد البيانو...». وكانت بقية فكرة روس أنه إذا أصاب البرق موقع زفافه، سيصبح ذلك اليوم يوم وفاة موسيقى البيانو.

في يونيو (حزيران) سيتزوج روس في أحدث زيجة في الأوركسترا من عازفة التشيللو الاحتياطية كلارا لي. وهما الآن يجلسان في غرفة الجلوس في منزلهما في بورتسموث، ومعهما أوراق التخطيط لحفل الزفاف، وقط سمين يسمى جاك، ليصفا كيف حدث ذلك. لقد تقابلا لأول مرة في معسكر موسيقي في عام 1997، كان عمره 19 عاما وكان عمرها 16 عاما، وكان ذلك في الصيف في ولاية مين. وكانت تعتقد أنه أكثر الناس تباهيا. أضاف روس «وموسيقي عادي أيضا». اعترضته لي قائلة «لم أقل ذلك. لقد قلت إنك لديك أسلوب ولكن بلا محتوى (قد تجعل هذه الإضافة الأمور أفضل أو تزيدها سوءا)». وفي عام 2001، تقابلا من جديد. جمعهما صديق مشترك وطلب منهما العزف معا. في هذه المرة كان روس مختلفا، أو ربما ليس مختلفا بل كانت لي تراه بصورة مختلفة. قالت لي «أهم شيء هو أنه أبدى اهتماما بي. وليس بالفتاة الشقراء التي كان يسعى إليها في المرة السابقة». وماذا فعلت؟.. قال روس «بدأت تواعد شخصا آخر!.. عازف بيانو كان في الفرقة». لذلك لم يتواعدا في ذلك الحين، لكنهما كانا يدوران في فلك بعضهم بعضا. كان روس في البداية مقيما في ماساشوستس، وكانت هي في سياتل، ثم ذهبت إلى تكساس بينما ذهب هو إلى كونيتيكت. وكانت هي في نيويورك بينما هو في ميشيغان. وفي فترة ما كان يمر بالمكان الذي تقيم فيه وجاء لزيارتها في غرفة التدريب في جوليارد، وكانت تعزف منفردة على التشيللو، فجلس على الأرض وكان مستمتعا. ويقول روس «إنها أفضل عازفة تشيللو سمعتها في العالم». وأخيرا، عندما كانا في فنيكس وكانت عائدة بالطائرة من زيارة لبعض الأصدقاء، كان هو هناك في مطار فنيكس، يرتدي بدلة وجاثيا على ركبته وممسكا بخاتم. وافقت لي وانتقلا إلى فيرجينيا.

يقول روس «يشتهر أوركسترا فيرجينيا بأنه فرقة سعيدة». عندما كانا في فينكس كان يفكر في العمل في الفرقة، كما أخبر أصدقاؤه «نعم أرادا العمل هناك. يمكن أن تكون فرق الأوركسترا عامة أماكن ذات ضغط شديد. توجد منافسة كبير على العمل بدوام كامل في تلك الفرق. وإذا كنت متزوجا بالفعل، وكان كل منكما محظوظا بما يكفي لشغل وظيفة في الأوركسترا ذاتها، فسيكون من الحرص التمسك بهذين الموقعين قدر إمكانكما، لا سيما إذا كان أحدكما يعزف على آلة أقل انتشارا». وقال جورج أغوير، عازف الكمان «بالنسبة لعازفي المزمار، هناك عدد قليل للغاية من الأماكن في الأوركسترا. كنت قد قررت أنه إذا حصلت شيري على عمل أولا، سألحق بها». منذ 24 عاما، وجدت شيري عازفة الأبوا عملا في فيرجينيا، ولحق بها جورج بعد ذلك من إسبانيا. وحصل على عمل بعد عدة سنوات.

بالنسبة لمن يأتون إلى الفرقة منفردين، هناك فرصة لئلا يظلوا كذلك. فأين يمكن للأشخاص أن يتقابلوا بخلاف ذلك، حيث يصبح محل العمل مكانا لممارسة عمل ترفيهي يجلب الناس إليه محبيهم؟

يقول ديفيد فوندرهيد، عازف البوق الأول «أذكر المرة الأولى التي رأيتها فيها. أول بروفة في الموسم كانت مثل أول يوم في المدرسة، وكان من الممتع دائما أن أرى جميع الأشخاص الجدد». في أحد الأعوام جاء ديفيد إلى البروفة وفكر «حسنا! ها هي فتاة رقيقة تعزف الكمان!». تزوج ديفيد من إليزابيث في عام 2006. ويضيف «كانت لدينا مزحة بأنه إذا دُعي أحد إلى تجربة أداء، فلا بد من وجود خط ساخن لغير المتزوجين».

يدور نقاش حول ما إذا كان أوركسترا فيرجينيا السيمفوني سعيدا لأن الجميع متزوجون من بعضهم بعضا، أم أنهم متزوجون من بعضهم بعضا لأنه مكان سعيد. تقول فاليتا، مديرة الموسيقى «لا بد أنه أمر متصل ببعضه بعضا. نحن أوركسترا يجتذب الشباب وهم ينتقلون إلى المدينة ويتقابلون مع أشخاص في نفس مواقعهم، مما يجعل الأوركسترا حياتهم الاجتماعية»، فلا يرغبون في تركها.. «يوجد من يغادرون البروفة معا، ومن يذهبون لتناول الطعام الصيني معا». ربما يكون هناك عدد من هؤلاء الأزواج في طريقهم للارتباط، وربما يكون هناك زواج آخر يوما ما.

حتى الآن لا يوجد سوى زفاف روس ولي، اللذين لن يتزوجا في فيرجينيا بل في فيرمونت، في مزرعة لطيفة. وما زالا يعدان لتفاصيل الحدث، لكنهما متحمسان للغاية بشأن الاستقبال، الذي استعانا من أجله بفرقة عزف موسيقى كلزمر.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»