وزير الثقافة والإعلام السعودي ناعيا محمد صادق دياب: ستستقبله جدة بقلبها كما استقبلها بقلبه.. وستحضنه حاراتها

شقيقه: كانت كلماته الأخيرة قبل الشهادتين: «اللهم إن كنت تعلم أن الموت خير لي فاقبضني إليك»

محمد صادق دياب يتحدث لإذاعة صوت العرب
TT

نعت وزارة الثقافة والإعلام السعودية، أمس، الكاتب والإعلامي السعودي محمد صادق دياب، الذي رحل أول من أمس، في حين اعتبر المثقفون السعوديون أن الراحل يمثل صوتا إنسانيا يتدفق في عروق الكلمة، فيعطيها مزيدا من العنفوان والمصداقية، كما أنه حفظ تراث مدينته (جدة) التي أحبها وكتب من أجلها معظم مؤلفاته.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قدم الدكتور عبد العزيز خوجة، وزير الثقافة والإعلام السعودي، التعازي لعائلة الفقيد وللمثقفين والإعلاميين السعوديين، وقال خوجة: «نتمنى من الله العلي القدير أن يتغمد فقيدنا وكاتبنا في واسع جناته، ونرفع أصدق المواساة لعائلته وللوسط الثقافي، والإعلامي والأدبي، وقد كان محمد صادق دياب، شخصية جامعة لكل الآداب، والمواهب، وكان ذا خلق رفيع».

وأشار الدكتور خوجة، إلى أن جدة ستستقبله بقلبها، كما استقبلها بقلبه، لأنه رجل أحب جدة وتغنى بها، وكتب عنها، ومن دون شك، ستحضنه حارات جدة، مفيدا بأنه وإن كان الموت حقا، وطريقا سنسلكه جميعا، لكن الذكريات الجميلة هي ما سيبقى، وقد ترك في قلوبنا جميعا أطيب الأثر، وأعبق الذكريات، وستذكره جدة بتاريخها، لا سيما أنه واكبها، بمسيرة عطرة ومشرعة بالتاريخ والفنون والكلمات الصادقة.

وأوضح وزير الثقافة والإعلام، أن محمد صادق دياب، سيبقى أحد الرموز الكبيرة والمضيئة، مخلفا وراءه إرثا عظيما من الطيب والخلق، والوفاء، والمهنية الجميلة، لمسؤولية القلم، ومسؤولية الغور في عالم الإعلام، وكان كاتبا صادقا ومهنيا، وهو إنسان لا نستطيع أن ننسى دماثته وخلقه الرفيع، بحكم أنه أسمى الصفات لدى الإنسان.

إلى ذلك من المتوقع أن يصل جثمان الكاتب محمد صادق دياب من لندن إلى جدة اليوم (الأحد)، لتتم الصلاة عليه وتشييعه، وقد رحل دياب في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن، بعد صراع مع مرض سرطان القولون. وقد ظهرت بواكير الإصابة بالمرض منذ نحو ستة أشهر لكن حالته ازدادت سوءا منذ نحو خمسة عشر يوما.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن بنات الراحل وصلن إلى لندن قبل ساعات من رحيله، وقال أحمد صادق دياب، الأخ الأصغر للفقيد، لـ«الشرق الأوسط»: «لله ما أعطى، ولله ما أخذ، ونحن بقضاء الخالق جل شأنه صابرون محتسبون، وما أسعدنا وقلل من مصابنا، أن العائلة جميعا كانت بجواره حين وفاته، وكان رحمة الله عليه قبل وفاته مستسلما لقدره، وكانت آخر الكلمات التي قالها قبل الشهادتين، (اللهم إن كنت تعلم أن الموت خيرا لي فاقبض روحي برحمتك، وإن كنت تعلم أن الحياة أبقى لي، فامدد في عمري»، فاختاره الله.

وزاد أحمد بصوت تحشرج بألم الفراق، أن الراحل عاش حياته بكاملها، وهو لا يفكر في نفسه، بل يفكر في الآخرين، وله مواقف مع كل أفراد أسرته، ارتسمت بالحب والصفاء والود، وعظيم الاحترام والتقدير، وهناك كثر من خارج الأسرة، لا تزال بصمته، موجودة في حياتهم، وهذا الحب الكبير الذي رافق حياته ومرضه وموته، هو دلالة على حب الناس له، والله، سبحانه وتعالى، إذا أحب عبدا حبب عباده فيه، متمنيا أن يتغمده الله بواسع رحمته.