مركز «بومبيدو» يخرج من خزائنه اللوحات والتصاميم والخرائط التي أسست للفن المعاصر

معرض في باريس عن الفنانين الرواد الذين غيروا وجه القرن العشرين

TT

تظهر على جدران المتحف الوطني للفن الحديث في باريس، اعتبارا من اليوم، تشكيلة جديدة من اللوحات المحفوظة في مخازن مقتنياته. والمتحف الذي يتخذ من مركز بومبيدو مقرا له، أعلن أن طوابقه الخمسة ستكون مخصصة لأعمال تعود إلى الفترة من 1905 إلى 1960 وتعكس روح النصف الأول من القرن العشرين، وتركز على ما تخلله من حركات وتجمعات وتيارات فنية.

ومع هذه المجموعة الثمينة والمهمة، سيكون في وسع الزوار، لا سيما الأجيال الجديدة، القيام بجولة مرتبة من حيث الزمن والمدارس الفنية، كفيلة بإلقاء الضوء على قرن من الإبداع، وذلك على مساحة تمتد لنحو 7 آلاف متر مربع وتقوم على تعليق اللوحات بشكل يسمح بالمقارنة، أو بما يشبه الحوار فيما بينها.

لكن المعرض الجديد لا يقدم رسوما ولوحات فحسب، بل كل ما يندرج تحت تسمية الفنون التشكيلية من عمارة وخرائط وصور وتصاميم وحتى أفلام. ويأتي هذا الأسلوب في تعليق الأعمال الفنية ليؤكد على الحيوية التي اشتهر بها مركز «بومبيدو» الذي يحتفل، حاليا، بمرور 100 سنة على ولادة الرئيس الفرنسي الذي اتخذ قرار إنشائه وصار يحمل اسمه.

تقدم التشكيلة الجديدة من معلقات المتحف أسماء مهمة مثل برانكوزي وديلونيه ودوشان وكندنيسكي وليجيه وماتيس وميرو.. وطبعا بيكاسو. كما تستعيد الحركات الكبرى التي أسست للفن المعاصر، مثل الوحشية والواقعية الجديدة. وهناك مقتنيات حصل عليها المتحف في فترة قريبة وجاءته على سبيل الهبات من جامعي فنون وأثرياء أحبوا أن يذهب إرثهم الثقافي إلى مؤسسة عامة. مثل هبة لوسيان هيرفيه، وجنفياف كاتي، وجان لوموال.

وبموازاة تلك المجموعات، خصص المتحف أركانا لعرض أعمال تاريخية لأسماء ساهمت في تشكيل فضاء القرن الماضي، مثل الصالة التي أفردت للمعماري كوربوزييه ورؤاه المجددة، أو للتصميم الإيطالي في خمسينات وستينات القرن العشرين، فيها تتجاور الصور والخرائط والرسوم الغرافيكية والتصاميم الأولية. هناك أعمال جاءت على سبيل الاستعارة من متاحف ومجموعات خارجية، مثل التي أعارتها للمتحف مؤسسة «ألبيرتو وآنيت جياكوميتي»، ومؤسسة «كوربوزييه»، ومؤسسة «جورج روال».

تم تقسيم المعروضات بين فترتين، الأولى تبدأ من أوائل القرن وحتى الحرب العالمية الثانية، والفترة الثانية من نهاية الحرب وحتى مشارف الستينات. وعلى امتداد القاعات، تتوزع الشاشات التي تعرض أفلاما وثائقية من الأرشيف، حول كبار فناني ذلك الزمن. وكان واضحا الجهد الذي بذله المنظمون، خصوصا في القاعات التي جمعت خليطا من الأعمال التي تشترك في موضوع واحد أو تلتقي عند نظرة متقاربة، سواء أكانت لوحة أم منحوتة أم تصميما أم صورة أم فيلما. ولإعطاء فكرة عن ثراء مقتنيات مركز «بومبيدو» ذي المبنى الغريب الذي وصف بأنه يشبه مصفاة لتكرير النفط، سيتم تجديد الأعمال المعلقة على الجدران، بشكل دوري.