موقع إلكتروني يسمح للمشاهير بنفي الأخبار مقابل اشتراك سنوي

225 ألف شخص يشتركون في موقع «آي كوريكت» في أسبوع واحد

TT

تخيل أنك شخص مشهور يشعر بالحزن والظلم من الصورة التي ظهرت عليها على شبكة الإنترنت والـ«ويكيبيديا» المتهورة والنميمة التي لا تجامل والقصة المكررة عن خيانتك لشريك حياتك، بينما كنت في الواقع تحاول عمل تنفس صناعي لصديق حشرت زيتونة في حنجرته. إن رفع دعاوى قضائية أمر مثير للتوتر واندفاعي. فضلا عن ذلك كيف يمكن التعامل مع شبكة الإنترنت وحذف ما لا يمكن حذفه؟ إلا أن ديفيد تانغ، مؤسس الموقع الإلكتروني الجديد «آي كوريكت» (أُصحح)، يقول إنه من خلال الموقع يمكن لمن لا يشعر بالرضا عن «التأويل الخاطئ الواضح والمعلومات المغلوطة، وما يمكن أن يطلق عليه البعض أكاذيب» أن يحاول وضع الأمور في نصابها الصحيح.

ويضيف تانغ رجل الأعمال البالغ من العمر 56 عاما: «هناك الكثير من المحطات على طول الطريق السريع يلقى عليك منها الوحل». وتساءل «هل يمكنك تحمل أن يظل الطين عالقا بك دون أن تنظفه؟». الجدير بالذكر أن تانغ شخصية بارزة وشهيرة في المجتمع يعرف بتأسيسه سلسلة متاجر «شانغهاي تانغ».

يمكن لمن يهتمون بسمعتهم الاستعانة بهذا الموقع الإلكتروني لنشر أي عدد من التصحيحات، مقابل ألف دولار سنويا، بينما يمكنهم تصفح الموقع مجانا. ودحض الممثل ستيفن فراي خبر كرهه للكاثوليك. ونشر رجل الأعمال ريتشارد كيرينغ أنه لم يتخلف عن حضور غداء مهم. مشيرا إلى أن ذلك سوء تفاهم.

في هذه الأثناء لم تظهر تشيري بلير، زوجة رئيس الوزراء السابق توني بلير، في حفل، وهي ترتدي الفستان نفسه الذي كانت هايدن بانتيير ترتديه ولم تذهب لالتقاط الصور مع ابن العقيد معمر القذافي، ولم تصرح يوما بأن النقاب ليس أكثر تهديدا من عادات الراهبات.

وتود سيينا ميلر أن توضح أنه ليس لها حساب على موقع «تويتر». وأوضح تومي هيلفغر أنه لم يقل يوما إنه لا يريد أن يرتدي الملونون ملابس من تصميمه. على الرغم مما قد تسمعه، لم يكن الفيكونت لينلي وزوجته متخاصمين بعد الزفاف، بل كانا ينتظران السيارة على حد قولهما. وتم إطلاق موقع «آي كوريكت» الشهر الحالي، وقام بتأسيسه 35 عضوا أو مصححا للأخبار، كما يطلقون على أنفسهم. ويتم تجميع أغلبها من صفحات أجندة تليفونات ديفيد الضخمة. يمكن لأي شخص الانضمام إلى الموقع، مقابل اشتراك مالي وإثبات هوية، حيث لا ينشر الموقع أخبارا من غير الأعضاء.

وقال ديفيد إن عدد زوار الموقع الإلكتروني، الذي دعمته رسالة «تويتر» تشجيعية من فراي، وصل إلى 225 ألفا خلال الأسبوع الأول. وأضاف: «إن هدف الموقع التأكد من أن أكثر الأشخاص غباء في العالم يمكنه التعامل معه وفهمه». ويقر ديفيد بأن الطريق ما زال طويلا لإقناع الناس بالانضمام، إلا أنه يحدوه الأمل في أن يكون موقع «آي كوريكت» مركز تصحيح الأخبار في العالم. ويقول: «أرغب في أن تنضم إلى الموقع منظمات غير حكومية ومؤسسات كبرى مثل (بي بي)». ولقي المشروع الجديد ترحيبا تشوبه بعض الشكوك من الإعلام البريطاني. ومن أسباب ذلك اعتقاد البعض في البداية أن الأمر مزحة وعدم تعاطف الصحافيين مع المشاهير الذين يشعرون بالإهانة.

وكتب بريان ريد في صحيفة «ديلي ميرور»، في إشارة إلى التسونامي الياباني: «مع توالي ظهور صور المآسي الإنسانية على الشاشات في منازلنا الأسبوع الحالي، يجلس الأثرياء والمشاهير أمام أجهزة الكومبيوتر المحمولة الخاصة بهم يتحدثون إلينا عن جرح سمعتهم».

وقال ستيفن بريتشارد، الصحافي المسؤول عن الشكاوى في صحيفة «الأوبزرفر» الأسبوعية التي بها عمود خاص بتصحيح الأخبار، في مقابلة: إن الذين يشتركون في موقع «آي كوريكت» يغامرون بجذب انتباه لا لزوم له، إلى كل الأمور التي يريدونها أن تختفي. وتساءل عن الذي يمكن أن يحدد ما إذا كانت تصحيحات الأخبار صحيحة أم أنها أخبار مزيفة يتمنون لو أنها كانت صحيحة.

لكن ليس هذا هو بيت القصيد، حيث يقول ديفيد: «نحن لا نضع سياسة أو نثبت صحة ما ينشره الأعضاء، على الرغم من أننا نتأكد من عدم ارتكاب المشترك جريمة من خلال تشويه سمعة الآخرين أو التحريض على العنف».

ويوضح أن جمال الموقع يكمن في سماحه للأخبار المسيئة بأن تظهر جنبا إلى جنب رد الأشخاص المساء إليهم، بحيث يتم عرض رأي الطرفين في أي موضوع أمام مستخدمي الإنترنت. ويقول: «يبحث الكثيرون عن طريق محرك البحث (غوغل) وينقرون على أي رابط أمامهم. فعلى سبيل المثال إذا قلت إن هنري كيسنجر قصف كمبوديا بشكل غير قانوني، سيكون عليك إجراء الكثير من البحث قبل أن تجد دفاعه عن نفسه. لكن إذا اشترك في الموقع الإلكتروني، سيتمكن من قول (هذه هي أسبابي وهي موضحة تماما في الصفحتين 85 و86 من سيرتي الذاتية)».

على الجانب الآخر، قالت زوجة بلير، التي أصبحت هدفا للصحافة الصفراء عندما كان زوجها رئيسا للوزراء، إنه في بلد بعض الصحف فيه لا تتحرى «الحقائق الأساسية التي يقوم عليها الخبر»، يعد ذلك الموقع مضادا مرحبا به. وكتبت في رسالة بالبريد الإلكتروني: «يمثل أي منبر يسمح للناس بتصحيح أخبار غير دقيقة عنهم علنا فكرة سديدة».

لكن من أعضاء الموقع بيانكا جاغر التي لا يسعك سوى ازدراء البيانات غير الصحيحة التي تقوم بإدخالها.

وتقول بيانكا إنها لم تواعد بيير ترودو، رئيس وزراء كندا السابق، وأن أغنية «بيغ شوت» التي تحكي عن امرأة تركب سيارة «ليموزين» ليست مستندة إلى قصة مواعدة فاشلة معه. كذلك تشير إلى العمل وعن الحصان واستوديو 54 وكشفت عن أنه لم يكن ممتعا ومثيرا للاهتمام كما كان يعتقد الجميع. وكتبت لورا لارو، وهي من زوار الموقع، في رسالة على موقع «تويتر»: «إن موقع (آي كوريكت) يشعرني بالحزن. لم تمتط بيانكا حصانا أبيض وهي شبه عارية في استوديو 54. أليس الكذب يكون أمتع أحيانا؟».

* خدمة «نيويورك تايمز»