غجر كردستان يحتفلون بعيدهم العالمي

ممثلهم في حكومة الإقليم: مصممون على ترك التسول

تلاميذ غجر يدرسون في مدارس كردستان (تصوير: جمال بنجويني)
TT

للسنة الثانية على التوالي يحتفل غجر كردستان بعيدهم العالمي بمدينة دهوك، وسط أجواء من الارتياح باهتمام قيادة الإقليم بمطالبهم الإنسانية، وفي مقدمتها تعليم أبنائهم وتوفير فرص العمل لشبابهم لإنقاذهم من الظروف التي تدفعهم إلى التسول والتشرد في الشوارع، أو الانتقال الدائم بين هذه المنطقة وتلك سعيا وراء الرزق، وكما أكد ممثلهم في حكومة الإقليم، يونس ظاهر بيرو، فإن «معظم عوائل الغجر استقرت تماما في المناطق التي توجد بها حاليا في مدن كردستان وتخلت عن الهجرة الدائمة، وأبناؤهم وصلوا الآن إلى مراحل متقدمة بالدراسة، وفي ظرف سنوات قليلة سيتخرجون من الجامعات، وبذلك ستكون هناك انتقالة نوعية وطفرة كبيرة في نمط حياة الغجر عموما».

ووصف بيرو في لقاء مع «الشرق الأوسط» أجواء الاحتفالات هذه السنة بالقول: «كانت الأجواء جميلة جدا، فللسنة الثانية نحتفل بهذا العيد العالمي الذي أقرته الأمم المتحدة منذ عام 1990، وكنا نحو 500 عائلة شاركت في تلك الاحتفالات التي رافقتها فعاليات ثقافية أخرى، منها عقد ندوتين للتحدث عن حقوق المرأة الغجرية والطفل وحاجته إلى التعليم».

وأضاف: «فيما يتعلق بالمرأة، فإنها كجزء من المجتمع الكردستاني تعاني بطبيعة الحال مما تعانيه المرأة الكردية، ولكن حقوقها مضمونة على الرغم من أنها مثل حقوق غيرها من نساء كردستان غير كافية، ومع ذلك نشعر بأن هناك اهتماما كبيرا من حكومة الإقليم بتحسين أوضاعنا، وبالأخص فيما يتعلق بتعليم أطفالنا، فهناك مدارس خاصة لأبناء الغجر بكردستان منذ عام 1999، وقد وصل بعضهم إلى مرحلة الصف الخامس الإعدادي، وسيتخرجون في غضون السنوات المقبلة في الجامعات، فنحن مصممون على تغيير نمط حياتنا والكف عن مهنة التسول والتشرد والانتقال بين هذه المنطقة وتلك».

وبسؤاله عن مطالبهم من الحكومة، قال ممثل الغجر بحكومة الإقليم: «لدينا مطلب واحد، وهو توفير الفرص لاستكمال التعليم أمام أبنائنا، ومن ثم منحهم فرص العمل والتوظيف ليتمكنوا من الاندماج بالمجتمع، فنحن مصممون على هجر مهننا الوضيعة السابقة، وتحديدا التسول وهي مهنة التصقت بنا بسبب الحاجة وإغلاق الأبواب أمامنا، ولكننا نريد اليوم وفي المستقبل أن نكون جزءا من المجتمع».

كما دعا بيرو إلى حماية التراث الغجري مشيرا إلى أن «الغجر يمتلكون تراثا كبيرا توارثوه أبا عن جد، فإن آبائي وأجدادي عاشوا في كردستان منذ عشرات السنين، وأبي عاش فيها لأكثر من سبعين سنة، وهذا التراث الغجري الذي أدعو حكومة الإقليم إلى مساعدتنا في إحيائه وحمايته من الممكن الاستفادة منه لإغناء الثقافة الكردستانية بشكل عام».