«القرية الشعبية» تستقبل آلاف الزوار في مهرجان الجنادرية

لم تثنهم أجواء الغبار عن الاستمتاع برحلاتهم الثقافية

الحرف اليدوية والتراث الشعبي أهم ما يجذب الزوار للقرية الشعبية في مهرجان الجنادرية («الشرق الأوسط»)
TT

واكب عدد زوار القرية الشعبية في مهرجان الجنادرية الـ26 للتراث والثقافة، التي انطلقت فعالياتها أمس، حجم هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة، وسط حركة انسيابية شهدتها مرافق القرية من قبل آلاف الزوار الذين قضوا رحلتهم الثقافية أمس، بين أنشطة شعبية ومظاهر ثقافية متنوعة جسدت الحاضر والموروث في حياة السعوديين.

ومع انطلاقة الشرارة الأولى لفعاليات القرية الشعبية في مهرجان الجنادرية الـ26، لم تثن بقايا العاصفة الرملية التي ضربت معظم مناطق السعودية مساء أول من أمس، زوار المهرجان؛ حيث بدا واضحا خلال اليوم الأول لفعاليات القرية، لهفة زوار المهرجان على الوصول إليها، على الرغم من العوالق الترابية التي شهدتها سماء القرية.

زوار القرية الشعبية شكلوا حضورا مكثفا، وكان الدافع الأول وراء حضورهم هو حضور الفعاليات المتنوعة من عروض فنية ومسرحية، والإلمام بأخبار جميع الأجنحة وبرامجها اليومية، في الوقت الذي لوحظ فيه الإقبال المتزايد على معارض الكتب والمكتبات والصور الفوتوغرافية، بالإضافة إلى أجنحة الأجهزة الحكومية والخيرية التي حرص مرتادو المهرجان على التزود بمنشوراتها.

ووسط المشاركات المختلفة لمناطق السعودية بكل مظاهرها الثقافية، ومشاركات الجهات الحكومية والخاصة، والمعارض المختلفة، برزت المشاركة اليابانية بشكل مختلف، مما أثار انتباه الزوار، حيث إن اليابان ضيف شرف هذا العام في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، وقد حققت ومنذ اليوم الأول نسبة استقطاب كبيرة من الزوار.

وجسدت المشاركة اليابانية حياة اليابانيين عبر مظاهر وأنماط شعبية، حيث ضم الجناح أقساما كثيرة احتوت أنواعا مختلفة من الفعاليات الثقافية والشعبية والتقنية، بدأت من الموروث الياباني ولم تنته بالتقدم التكنولوجي، مرورا بما تمتاز به الصناعة اليابانية والاقتصاد الياباني بشكل عام من المنتجات المبتكرة والفريدة عالميا، إضافة إلى عروض للألعاب اليدوية السريعة، والعروض الفنية المختلفة من موروث ورقص وغناء جسد الشارع الياباني في القرية الشعبية.

ووسط بيوت تمثل التراث المحلي لكل منطقة من مناطق السعودية، استمتع الزوار بعروض الفنون الشعبية والثقافية والتراثية والفنية والترفيهية المتنوعة، إلى جانب ما يعرضه الحرفيون والصناع التقليديون الذين يعكفون على صناعة أدوات حرفية قديمة، خاصة فيما يرمز للموروث الثقافي والشعبي الذي كان سائدا في عقود مضت، وذلك للتعرف على عادات وتقاليد الآباء والأجداد والحرف والمهن، ووسائل تنقلاتهم وأساليب الري والزراعة قبل ظهور الوسائل الحديثة والتقنيات المتطورة.

واشتملت الفعاليات المقدمة خلال اليوم الأول في القرية على عرض فولكلوري شعبي وشعري وعرض للحرف اليدوية القديمة، بجانب المحاضرات والندوات الثقافية، وتوزيع المطويات العلمية، وتوفير جميع ما يحتاجه الفرد من ذاكرة الماضي.

وتميزت القرية بوجود منظومة متكاملة من التنظيم والخدمات المتكاملة أسهمت في انسيابية حركة المشاة وسرعة تنقلهم بين أجنحة المناطق والجهات المشاركة، للحصول على أصناف الطعام التقليدية والشعبية التي اشتهرت بها مختلف المناطق السعودية، ورؤية ما يقدمه الحرفيون من عروض عن أنواع الحرف التقليدية القديمة.

أما في وسط القرية فتبدو الساحة الشعبية حيث عروض الفنون الشعبية التي دأبت المنطقة على تقديمها والتي تستهوي كثيرا من عشاق الألعاب والرقصات الشعبية حيث تقدم الفرق الفنية رقصات السيف والمعشى والزامل والربش والعزاوي ورقصات فنية أخرى تطرب لها الآذان عبر إيقاعات مميزة.

وتتضمن القرية الشعبية بالجنادرية الفعاليات المعتادة، مثل دكاكين الحرف اليدوية، والصناعات التقليدية، والسواني، والألعاب الشعبية، والفنون الشعبية المختلفة، وأجنحة مناطق البلاد، مثل المدينة المنورة، وجازان، والمنطقة الشرقية، وحائل، وعسير، والجوف، والقصيم، والأجنحة الحكومية والمؤسسات الخاصة، إلى جانب السوق الشعبية.

وشهدت مشاركات مناطق ومدن السعودية من خلال أجنحتها المعروضة تنوعا في عرض تراثها وماضيها وتعريف الزوار بها، إضافة لمشاركات جميع الجهات الحكومية بأجنحة توفر جميع المعلومات حول تقديم خدماتها للمواطن والمقيم على حد سواء.

ويعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي ينظمه الحرس الوطني في الجنادرية كل عام مناسبة تاريخية في مجال الثقافة ومؤشرا عميقا للدلالة على اهتمام القيادة السعودية بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة.