زاهي حواس: لم يتم القبض علي.. وأموال الحملة الإعلانية تذهب للخير

نفى قيام مصور أميركي بتصوير حملة دعائية في المتحف المصري

إحدى الحملة الدعائية الأميركية («الشرق الأوسط»)
TT

نفى عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، وزير الدولة لشؤون الآثار، أن يكون قد تم القبض عليه تنفيذا للقرار الصادر بحقه أمس من محكمة مصرية، الذي يقضي بحبسه سنة مع الشغل وعزله من وظيفته وكفالة 500 جنيه مع إلزامه بدفع تعويض قدره 10 آلاف جنيه على سبيل التعويض المدني المؤقت. وقال حواس لـ«الشرق الأوسط»: «الحكم في هذه القضية يأتي في إطار مجموعة من القضايا التي رفعت على هيئة الآثار على مدار الأعوام الماضية»، واصفا إياها بـ«القضايا الروتينية».

وأوضح حواس قائلا «سأقوم بتقديم استشكال وطعن على القرار وفقا للإجراءات القانونية المتعارف عليها»، مشيرا إلى أن «هذا النوع من القضايا لا يمس سمعتي أو يضعني في موضع شك يتعلق بما هو دائر في البلد من فتح ملفات الفساد»، حيث جاء قرار المحكمة ضد حواس نظرا لامتناعه عن تنفيذ حكم صادر لصالح أحد المواطنين من محكمة القضاء الإداري، الذي قال في دعواه إن حواس «بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للآثار، قبل تحويله إلى وزارة الآثار وتوليه منصب الوزير» امتنع عن تنفيذ حكم صدر لصالحه من محكمة القضاء الإداري بالقاهرة، ويفيد بأحقيته في ملكية قطعة أرض متنازع عليها مع الهيئة.. واتهم الوزير برفض تنفيذ الحكم، فقضت المحكمة بحكمها المتقدم.

من ناحية أخرى، طالب بعض الناشطين والإعلاميين في مصر بفتح التحقيق مع حواس فيما نسب إليه من اتهامات تتعلق بفتح أبواب المتحف المصري لمجموعة عمل شركة الأزياء العالمية «ART ZULU» للتصوير داخله، مستخدمين مقتنيات المتحف في الحملة الدعائية الجديدة للشركة، التي تتمثل في خط لإنتاج الملابس الرجالية تحمل اسم «زاهي حواس» شخصيا، بينما يمنع القانون لمس أو تصوير القطع الأثرية أو استخدامها في حملات تجارية أو إعلانية، متسائلين عن المقابل الذي حصل عليه حواس طبقا لهذه الحملة، وعما إذا كانت حصيلته قد دخلت إلى خزانة الدولة.

ويقول حواس: «الموضوع بدأ من خلال طلب تقدمت به شركة الأزياء الأميركية (ART ZULU) في يوليو (تموز) الماضي، بأن تقوم بإنتاج خط ملابس باسمي وفقا لخطة تعتمد لديهم على استخدام الأسماء المشهورة عالميا في الترويج لخطوط إنتاجهم. وبالفعل وافقت على الفكرة، مع وضعي شرطا أساسيا، وهو أن يخصص العائد المادي الناتج من عائدات بيع هذا الخط بكامله لصالح مستشفى سرطان الأطفال (57357).. وذلك لأن هذا المستشفى محتاج إلى أموال كثيرة لكي يستمر في علاج هؤلاء الأطفال، الذين يقدر عددهم بالآلاف، ومواردهم المادية قليلة وتكاليف علاج السرطان مرتفعة، خاصة في الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر الآن».

ويؤكد حواس أن «إدارة المستشفى هي من تقوم الآن بإنهاء الإجراءات الخاصة بالحصول على هذه الأموال مباشرة من الشركة في الولايات المتحدة الأميركية دون الرجوع إلي، لأن الشركة وافقت على شرطي الخاص».

وينفي حواس بحزم أن يكون المصور جيمس ويبر، الذي قام بتصوير الحملة الإعلانية لخط الإنتاج، قد أتى إلى مصر من الأساس، وفقا لما ادعاه ويبر على مدونته الخاصة يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حول قيامه بتصوير هذه الحملة في المتحف المصري متجولا بين الآثار الفرعونية، واصفا إياها بـ«التجربة غير المسبوقة والمغامرة التي لا تنسى»، خاصة أنه قام بالتصوير بين مقتنيات توت عنخ آمون، على حد زعمه. وقال حواس: «هذا الرجل كاذب ولم يأت إلى مصر أصلا، وكل ما قاله عن أنه أمضى في المتحف ساعات الليل كلها من التاسعة والنصف مساء إلى السابعة صباحا للتصوير في غير أوقات العمل الرسمية، هو محض تلفيق تام.. وكل الصور التي أخذها هذا المصور للحملة الإعلانية كانت من معرض توت عنخ آمون في نيويورك، وليس في مصر!».

المثير في الأمر أن المدونة الخاصة بالمصور، التي يعود تاريخها إلى 23 نوفمبر 2010، اختفت بصورة غامضة من على الإنترنت، ولكن يمكن مشاهدتها بالكامل من خلال النسخة المخزنة لها على أرشيف الإنترنت الخاص بموقع «غوغل»، وهو ما جعلها تنتشر بسرعة على موقع الـ«فيس بوك» خلال الأيام الماضية لدعم الحملة المقامة ضد حواس، التي تطالب بمقاضاته بتهمة الإساءة إلى الآثار المصرية وتعريضها للخطر.

وعن هذه الحملة، قال حواس بحزن: «اللي عايز يشكك يشكك، للأسف أصبح الوضع الآن مترديا، وكل من يريد أن يفعل خيرا لهذا البلد يبدأ التشكيك فيه والهجوم عليه بشكل منفر ومستفز»، مضيفا: «أقول لكل من يشكك في وطنيتي عليكم أن تتذكروا الحملة التي أطلقتها، حملة قبعة حواس الشهيرة منذ نحو عام (التي تشبه قبعة شخصية إنديانا جونز التي قدمها الممثل هاريسون فورد في سلسلة أفلام تحمل نفس الاسم)، وهي التي لاقت رواجا كبيرا على المستويين المحلي والعالمي، وقامت بتمويل بناء أهم متحف للطفل في مصر».

وينهي حواس تعقيبه مستنكرا «لو فرضنا جدلا أن التصوير تم داخل المتحف، فماذا حدث؟ أليس ذلك في صالح البلد، ومن أجل إنقاذ حياة آلاف الأطفال المرضى بالسرطان الذين يواجهون الموت كل يوم؟!».

الجدير بالذكر أن الحملة الدعائية للملابس المقرر طرحها في الأسواق العالمية في الربيع المقبل، تعتمد على وقوف «الموديل» أمام قطع أثرية شهيرة تخص مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ آمون والتابوت الملكي له وغيرها من الجداريات الشهيرة، كخلفيات يستخدمها العارضون للتصوير. فيما تعد مجموعة ملابس الرجال «زاهي حواس أو ZAHI HAWAS Collection» هي الأحدث لربيع هذا العام، وتستخدم فيها أجود أنواع الأقطان والأصباغ النباتية والطبيعية.