جناح التربية والتعليم في «الجنادرية» يسرد حكايات الفصول الدراسية قبل قرن من الزمان

في جولة «الشرق الأوسط»..

الفصول الدراسية القديمة هي التي خرجت الرعيل الأول للحركة التعليمية في السعودية (تصوير: خالد الخميس)
TT

عند تجولك في القرية التراثية في أرض الجنادرية، تتداعى المعاني في مخيلتك وترسم لك مشاهد تروي لنا كيف كان الآباء، والأجداد، ينهلون من العلوم، والقرآن الكريم، واللغة العربية.

جناح متحف وزارة التربية التعليم يسرد هذه الحكايات ويسبر أغوار التاريخ التعليمي بالسعودية طوال عشرة عقود من الزمن. يقول طارق الجبير مدير الشؤون الإدارية بمتحف تاريخ التعليم في وزارة التربية والتعليم لـ «الشرق الأوسط» إن متحف الوزارة صمم لكي يتم تعريف الجيل الحالي طرق تعليم الأجيال السابقة، وأن الجناح يحتوي على نموذج للفصل القديم مكملا بنسخة القرآن الكريم الذي يتجاوز عمره الـ«50» عاما.

ويحوي الجناح أدوات العقاب وهي عبارة عن غصن شجر يربط بحبل وتوضع به أرجل الطالب الذي سيعاقب عبر عصا وتسمى «الفلكة»، ويحتوي الفصل على سراج (أداة للإضاءة عبر استخدام الوقود) كانت تستخدم عندما يتم التدريس في وقت المساء، وهو ما كان يحدث غالبا بعد صلاة المغرب، كما يحتوي الفصل أيضا على عباءة، ولوحة مصنوعة من الخشب.

ولم يقتصر تعليم الطلاب آنذاك على تعليم القرآن الكريم، بل امتد إلى تعليم اللغة العربية، واعتاد الطلاب على الكتابة على لوح من الخشب باستخدام الفحم.

ويحتوي الفصل القديم على «قريب» وهو إناء مصنوع من الفخار، يوضع به ماء الشرب، ويتميز هذا «القريب» بحفظ درجة حرارة الماء، وجعلها معتدلة مائلة إلى البرودة.

ويتميز الجناح بعرض لمختلف أنواع الإضاءة التي كانت تستخدم في الفصول الدراسية القديمة، وتشمل أداة «الشحم»، وتضاء عبر استخدام النار، ويوجد نوع آخر بها، يضاء بالزيت. وتستخدم تلك الأنواع من الإضاءة في الصباح الباكر، عند عدم شروق الشمس، أو تلبد السماء بالغيوم.

وفي وقت زمني بعد الجيل الأول من الفصول الدراسية، نرى تطور أساليب التعليم، فتحتل المحابر المصنوعة يدويا مكان الفحم. وتتكون المحابر، من حاوية للحبر، تغمس بها الريشة، ويؤتى بالأحبار الجافة، وتصحن، إلى أن يمزج معها قليل من الماء لتصبح جاهزة للكتابة.

ويحتوي جناح الوزارة على الكتب القديمة التي بدأت الدولة السعودية في جلبها، وتلك الكتب الدراسية كانت مطبوعة في عام 1927، وعام 1949، ومنها الكتب الحديثة في عام 1960.

العرض يقفز من عصر الفصول القديمة إلى الجيل الثاني والتي كانت قبل 70 عاما وتزامنت مع إقرار السعودية البدء في التعليم للبنات، ويشمل الفصل الذي حافظ على مقوماته إلى الآن على «سبورة»، وكان الجيل الأول منها صغير الحجم. كما يحتوي الفصل على كرسي صغير للمعلم، وحقيبة تحتوي على الأقلام التي يقوم المعلم بتوزيعها بنفسه على الطلاب، نظرا لقلة الموارد المالية.

والمعروف أن الدولة السعودية، قامت في ذلك الوقت، بتوزيع الدفاتر، نظرا لقلة ذات اليد، ومحدودية الموارد المالية. وتتميز تلك الدفاتر بوجود صور ملوك السعودية في ذالك الوقت، وهم الملك المؤسس، الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، والملك سعود، والملك فيصل.

الفصل المجهز بكل اللوازم يضم لوحة مدرسية بمسمى لوحة تعليمة مكتوب عليها «الطالب يسأل، ومدير التعليم يجيب»، وتكتب بخط اليد مباشرة، وأصدرت قبل نحو نصف قرن من الزمان، وهي عبارة عن صحيفة تحوي بعض الشكاوى والمقترحات، ويجيب عنها مدير التعليم في تلك المنطقة، ويعود تاريخها إلى قرابة 50 سنة ماضية.

وتوجد صفحات مدرسية، تضم أول صحيفة مدرسية تحت عنوان «صوت المجمعة»، عام 1958، وهي جريدة شهرية، صدرت من ثانوية المجمعة، وتجمع بها قصاصات لأبرز المعلومات الواردة في الكتب التي يتم دراستها، وينتفع منها الطلاب، وتخط باليد.

ويوجد في الجناح أيضا، آلة تصوير يعود تاريخها إلى 3 عقود، وكاميرا فيديو، كان يصور بها مباريات كرة القدم داخل المدارس.

كما يوجد سجل لأحوال المعلمين والموظفين في إدارات التربية والتعليم، ويحتوي على الصورة الشخصية، والمدرسة التابعة له، وتاريخ مباشرة العمل للموظف. وفي جنبات المعرض عرض شامل لمديري المعارف، من صالح شطا أول مدير لإدارة المعارف، إلى أن تحولت إلى وزارة، إلى أن تغير مسماها إلى وزارة التربية والتعليم.