تتناول محاربة الفساد واستغلال الإنترنت

TT

من أبرز الفائزين بجائزة «بوليتزر» الصحافية السنوية في الولايات المتحدة، التي أعلنت نتائجها أمس، صحافيون كشفوا فساد وطمع مسؤولين في الحكومة وفي القطاع الخاص.

وفازت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» عن موضوع كتبته في السنة الماضية عن عمدة مدينة بيل الصغيرة (ولاية كاليفورنيا) الذي رفع راتبه الشهري، مع الفوائد، إلى مائة وعشرين ألف دولار في الشهر. وأثار الموضوع ضجة لأن نصف سكان المدينة من الفقراء الذين يعتمدون على إعانات حكومية. في وقت لاحق، قدم العمدة، روبرت ريزو، وسبعة من مساعديه إلى المحاكمة. وفي وقت لاحق أيضا، أمر حاكم ولاية كاليفورنيا بالتحقيق في رواتب المسؤولين في مدن ومقاطعات الولاية. وطلب أعضاء في الكونغرس في واشنطن إصدار قانون بتأسيس مكتب فيدرالي للشفافية. وينص بند في القانون المقترح على وضع رواتب وفوائد خدمة كل المسؤولين الحكوميين، على كل المستويات، في موقع «غوف دوت»، وهو الموقع الحكومي الجديد الذي يهدف إلى وضع كل التقارير الحكومية (عدا التي تؤثر على الأمن القومي والأمن الخاص) على الإنترنت.

وقادت الصدفة الصحافي جيف غوتليب والصحافية روبين فايفز إلى الموضوع، وذلك عندما كانا يحققان في ارتفاع رواتب أعضاء مجلس المدينة غير المتفرغين. وعرفا أن العضو غير المتفرغ يحصل على راتب شهري يزيد على ثمانية آلاف دولار، وقادهما هذا إلى العمدة وبقية المسؤولين.

وقال الصحافي الفائز بالجائزة: «المنتصرون حقيقة في هذا الموضوع هم الناس الذين يعيشون في مدينة بيل، الذين تمكنوا من التخلص من نظام العمدة، وهو في رأيي كان نظاما فاسدا». وفازت بيغ سنت جونز، من صحيفة «ساراسوتا هيرالد تربيون»، لأنها قضت سنة كاملة تحقق في فساد في القطاع الخاص، في شركات تأمين حصلت على أرباح، بالتعاون مع مسؤولين حكوميين، مبالغ فيها بعد إعصار «كاترينا».

وقال رئيسها: «الصحافية سنت جونز فعلت شيئا لم يفعله أحد من قبل. تابعت مبالغ كبيرة من الدولارات، دفعتها حكومة ولاية فلوريدا إلى شركة تأمين، وتابعت تحويل المبالغ إلى بنوك (أوفشور)» (خارج الولايات المتحدة حيث لا تدفع ضرائب عليها).

وفي عصر الإنترنت، استفادت الصحافية منه بأن أسست موقعا خاصا للاتصال بالذين تأثروا بالإعصار «كاترينا»، والذين حصلوا على تأمينات، أو على تأمينات ناقصة، أو لم يحصلوا على أي تأمينات.

وفي عصر الإنترنت، فاز موقع، وليس صحيفة، بجائزة هامة. وهو موقع «بروبابليكا» المستقل. هذه ثاني مرة يفوز فيها الموقع، وهو يركز على التحقيقات في مجالات فساد السياسيين والقطاع الخاص. وفاز هذه المرة عن تحقيق عن فساد في «وول ستريت» (شارع المال في نيويورك).

لكن، ليست كل الجوائز عن محاربة الصحافيين لفساد المسؤولين في الحكومة وفي القطاع الخاص، لأن هناك صحافيين ركزوا على نقل الأخبار، سياسية، واقتصادية، وعلمية. وفي التغطية للمواضيع العلمية، الجائزة التي حصلت عليها صحيفة «ميلواكي جورنال» في ميلواكي (ولاية ويسكونسن) لأنها نشرت معلومات عن التقدم الطبي في مجال الجينات، كان عنوان الموضوع: «واحد وسط بليون: حياة طفل ومعجزة طبية»، وهو عن طفل عمره 5 سنوات اشتكي من مرض عجز الأطباء عن تفسيره، ثم قام أطباء الجينات بتقسيم جيناته، وتحليلها حتى وصلوا إلى جين معين كان سبب المرض.

وقال رئيس تحرير الصحيفة: «لا يجب أن تكون صحافيا في واشنطن أو نيويورك لتنال (بوليتزر)»، وقصده هو أن صحافيي المناطق البعيدة، وغير المشهورين على النطاق الوطني، يقدرون على الحصول على جائزة «بوليتزر».

وفي مجال نقل الأخبار العالمية، فازت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مواضيع نشرتها عن الفساد في روسيا. وفي مجال الأخبار المحلية، فازت صحيفة «ستار ليدجر» في نيوآرك (ولاية نيوجيرسي) عن موضوع عن غرق سفينة صغيرة للصيد، وعن الذين غرقوا والذين نجوا.

وفاز في التعليق الاقتصادي ديفيد ليونهارت، من صحيفة «نيويورك تايمز»، وفي النقد الثقافي سباستيان سمي، من صحيفة «بوسطن غلوب»، وفي الرسم الكاريكاتيري كيفي مايك، من صحيفة «دنفر بوست»، وفي التصوير كارول غزي، من صحيفة «واشنطن بوست»، وفي الرواية جنيفر ايغان التي كتبت «زيارة من فرقة عسكرية»، وفي التاريخ مؤلف كتاب «أبراهام لنكون والرقيق»، وفي الشعر كاي رايان.