في إطار الاهتمام المتبادل بتنشيط ورفع سقف التعاون الثقافي المصري التركي، افتتح السفير التركي في القاهرة حسين عوني بوطسالي «أسبوع الأفلام التركية»، الذي بدأ بأبرز إنتاجها وهو فيلم «العسل» الحاصل على جائزة برلين مؤخرا. وتم افتتاح الأسبوع التركي تحت رعاية صندوق التنمية الثقافية ومركز يونس أمرة للثقافة التركية بالقاهرة، ويستمر المعرض حتى يوم 22 أبريل (نيسان) الحالي بمركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية.
وأكد السفير بوطسالي، في كلمته التي ألقاها قبيل عرض فيلم الافتتاح، أن هذا الحدث سيعد نواة للتعاون الثقافي المصري التركي، وذكر أنه قد قام بدعوة منتجين وفنانين أتراك إلى مصر كمبادرة لتنشيط التعاون الثقافي بين مصر وتركيا.
كما حضر مدير مركز يونس أمرة للثقافة التركية بالقاهرة سليمان سيزار، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها إقامة حدث ثقافي كبير للأفلام التركية بالقاهرة، فتركيا كانت شاركت بأفلام قليلة في مهرجانات سينمائية سابقة.. وأيضا هو الأول الذي يقيمه مركز يونس أمرة بعد أحداث ثورة 25 يناير (كانون الثاني)».
وأضاف سيزار أنه «من أبرز الأفلام المشاركة فيلم (العسل) إنتاج 2010، والذي تم عرضه في الافتتاح، حيث سبق أن حاز جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي في دورته الستين. كما نال جائزة أفضل إخراج تصويري من مهرجان اسطنبول السينمائي. ويتناول الفيلم الجانب النفسي في حياة طفل يعيش في إحدى قرى المناطق النائية في تركيا. وأظهر الفيلم جانبا من الحياة في القرى التركية».
وتشارك في الأسبوع الثقافي مجموعة من الأفلام التركية المتميزة، التي تعبر عن الثقافة والقضايا المعاصرة في تركيا، والتي مثلت تركيا في الكثير من المهرجانات الدولية وحصلت على الكثير من الجوائز. ومن أبرز الأفلام المشاركة فيلم «أبي وابني» إنتاج عام 2005، ويدور حول صادق الذي يصر على السفر للعمل بالصحافة والعمل السياسي، مخالفا رغبة والده في أن يتعلم الهندسة الزراعية ويتولى زمام أمور مزرعة العائلة.
ويشارك أيضا فيلم «النقطة» من إنتاج عام 2008، ويدور حول رجل ارتكب جريمة ويحاول الهروب من عذاب ضميره. ويذكر أن هذا الفيلم حاز جائزة أفضل فيلم في فئة الأفلام الرقمية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما نال الفيلم جائزة أفضل إخراج من مهرجان اسطنبول للأفلام، وأفضل إخراج وموسيقى تصويرية من مهرجان أضنة للأفلام.
كما يشارك أيضا فيلم «العالمي» من إنتاج 2007، وتدور أحداثه حول تأثر الشعب في الشرق بتطبيق القوات المسلحة للأحكام العرفية بعد توليها زمام الأمور في البلاد في سبتمبر (أيلول) عام 1980.
ويذكر أن يونس أمرة، الذي تسمى المركز الثقافي باسمه، هو شاعر شعبي تركي، ويعتبر رائد الشعر في منطقة الأناضول. وعاش في الفترة بين النصف الثاني من القرن الثالث عشر والنصف الأول من القرن الرابع عشر، حيث عاصر مرحلة انهيار دولة السلاجقة في الأناضول. وقد قام وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بافتتاح مركز يونس أمرة بالقاهرة في 3 مارس (آذار) 2101.