الشرطة البريطانية ترفض طلب جماعة أصولية بالتظاهر يوم الزفاف الملكي

اسكتلنديارد لـ «الشرق الأوسط»: نبحث طلبا آخر للتظاهر في مكان قريب من كاتدرائية ويستمينستر

TT

أعلنت شرطة اسكتلنديارد أنها رفضت طلبا تقدمت به جماعة أصولية متشددة للتظاهر أمام كاتدرائية ويستمينستر التي ستقام فيها مراسم الزفاف الملكي للأمير ويليام وكيت ميدلتون يوم الجمعة المقبل. وقال متحدث باسم اسكتلنديارد لـ«الشرق الأوسط»: «لقد رفضنا طلبا لهم أول من أمس، لكنهم تقدموا بطلب آخر للتظاهر في مكان غير بعيد عن خط سير العرس الملكي بعد خروج العروسين من كاتدرائية ويستمينستر».

وتطلق هذه الجماعة على نفسها اسم «مسلمون ضد الصليبيين»، قد اتهمت بالسعي لإحداث فوضى، بعد احتجاج أحرقت فيه الوردات الحمراء التي يضعها البريطانيون على صدورهم في ذكرى يوم الهدنة المسلحة في الحرب العالمية الثانية، والتي تحل في الحادي عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام. ومسؤول هذه الجماعة انجم شودري الأمين العام السابق لجماعتي «المهاجرون» و«الغرباء» لزعيمها القيادي الإسلامي السوري عمر بكري الذي هرب من بريطانيا إلى طرابلس بلبنان بعد هجمات لندن يوليو (تموز) 2005. من جهته، قال المحامي انجم شودري في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس إنه سيلتقي عددا من ضباط اسكتلنديارد للاتفاق على خط سير مظاهرة الأصوليين بعد غد الجمعة. وقال لا بد أن يسمعوا صوتنا، مشيرا إلى أنه يأمل أن تكون المظاهرة في أقرب شارع ممكن من كاتدرائية ويستمينستر. وقالت مصادر اسكتلنديارد إن هناك مشاورات لتحديد ما إذا كان من الممكن منع تلك الجماعة الأصولية من الاحتجاج في أماكن أخرى قريبة من الكاتدرائية.

وعن أسباب تظاهر الإسلاميين ضد العرس الملكي قال انجم شودري لـ«الشرق الأوسط» إن إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا هي القائد الأعلى للقوات المسلحة في بريطانيا، وهي كثيرا ما أشادت في خطاباتها بأعياد الكريسماس، بدور الجيش البريطاني في العراق وأفغانستان، وأولادها وحفيداها الأميران ويليام وهاري خدما أيضا في أفغانستان. من جهتها هددت رابطة الدفاع البريطانية أنها ستنظم مظاهرة مضادة إذا سمح بتنظيم مظاهرة للأصوليين. ومن جهتها نددت مؤسسة كويليام لمكافحة التطرف، بسعي الجماعتين الأصولية والبريطانية اليمينية إلى إفساد العرس الملكي، الذي ينتظره مئات الملايين حول العالم. وقالت في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس إن الجماعة الأصولية «مسلمون ضد الصليبيين» لا تمثل مسلمي بريطانيا. وأعرب جعفر حسين مسؤول التدريب والتواصل في كويليام عن أسفه وإحباطه بسبب سعي المتطرفين من الجانبين إلى إفساد العرس الملكي. وقد حشدت اسكتلنديارد خمسة آلاف رجل شرطة لحفظ الأمن في وسط لندن أثناء الزفاف الملكي. كما ستتولى طائرات هليكوبتر مزودة بكاميرات خاصة مراقبة سلوك الجماهير على طول مسيرة الموكب الملكي لتنبيه قوات الشرطة على الأرض إلى نقاط الاضطراب المحتملة. وقالت لين أوينز المفتشة المساعدة في اسكتلنديارد إن هناك مفاوضات جارية مع الجماعة الإسلامية المتشددة، ولكنها تعهدت بأن شيئا لن يعكر صفو الزفاف الملكي. وقد بدأت الشرطة البريطانية بالفعل في تمشيط منطقة وسط لندن بحثا عن أي متفجرات. ويعكف الضباط على تفتيش كل بوصة في الطريق المؤدي إلى كاتدرائية ويستمينستر، حيث تتولى الكلاب البوليسية تشمم صناديق القمامة وأعمدة الإضاءة والمناطق المختفية تحت فروع الأشجار بحثا عن قنابل يحتمل أن تكون مزروعة. وقررت الشرطة البريطانية منع نحو 60 شخصا من المفرج عنهم بكفالات من السجون من الاقتراب من منطقة ويستمينستر يوم الزفاف الملكي. وذكرت صحيفة «صنداي اكسبريس» البريطانية أن جماعة إسلامية متطرفة تسمي نفسها «مسلمون ضد الحملات الصليبية» تخطط لتحويل زفاف الأمير ويليام وكيت إلى فوضى، وأن الجماعة حددت الأمير ويليام وشقيقه الأمير هاري، الذي سيكون شاهد عرسه، وأنها «ستحول الزفاف الملكي الذي تحلم به الأمة منذ فترة طويلة إلى كابوس، ما لم ينسحبا فورا من الخدمة في الجيش البريطاني». وأضافت أن شرطة اسكتلنديارد تخشى وقوع اشتباكات عنيفة في يوم الزفاف الملكي، بين ناشطي الجماعة الأصولية، وأعضاء رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتطرفة، التي كانت نظمت احتجاجا للمسيرة التي نظمها مسلمون أمام مبنى السفارة الأميركية وسط لندن يوم الجمعة الماضي. وأشارت إلى أن موقع «مسلمون ضد الحملات الصليبية» عرض صورا لحرق التاج الملكي البريطاني، وللأمير ويليام وهو يبتسم فوق طفل أفغاني ميت، وللملكة وكبار أفراد العائلة الملكية، وتحتها عبارة «الصليبيون».

وأضافت أن الشرطة البريطانية تتوقع وقوع اشتباكات عنيفة خلال مراسم الزفاف الملكي بعد إعلان رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتشددة أنها تعتزم تنظيم مظاهرة احتجاج ضد المتطرفين المسلمين، ووضعت خططا أيضا للتعامل مع الجماعات الفوضوية وتخطط لشن سلسلة من الضربات الاستباقية لاعتقال الفوضويين في صباح يوم الزفاف الملكي.